• كان
    كان

شادية محمود
نجاح مصر المشرف فى تنظيم كأس الأمم الإفريقية صك استكمال مسيرتها وزعامتها الجغرافية والتاريخية
القاهرة فى ١٩ يوليو أ ش أ //٠٠٠٠٠ تقرير شادية محمود ( مركز دراسات وأبحاث الشرق الأوسط )
شكلت بطولة كأس الأمم الإفريقية ٢٠١٩ ( كاف ) التى استضافتها مصر خلال الفترة من ٢١ يونيو الماضى حتى ١٩ يوليو الحالى ، ملحمة وطنية وقومية لتصالح الجماهير الإفريقية مع أزماتها وقضاياها الخلافية ، حيث كانت فرصة للوحدة وتناسى الخلافات السياسية ، والسمو فوق التحديات الإقتصادية فى ظل "كرة القدم " ، متعة الشعوب وعشق البشر بمختلف أعمارهم وأطيافها وألوانهم ٠
بالكورة تجمع الآفارقة فى مصر ٠٠اعدادا كبيرة من جماهير ومشجعى كرة القدم فى افريقيا زاروا مصر حاملين أعلام بلادهم ، حيث وحدت الساحرة المستديرة ، إنتماءات الشعوب لقارتهم السمراء ، فكانت سفيرة الود الذى قرب بينهم ، ونسج أواصر المحبة والتفاهم بين ثقافاتهم ، فشهدت البطولة على شغف الآفارقة بلعبة كرة القدم ، الذى لاتقل عن شغف المصريين بها ، بجنون الكرة وفنون إدائها الذى أعاد الروح للمدرجات الخاوية ٠
وكان الجمهور المصرى صاحب الإرادة والطبيعة الخاصة راقيا فى تعامله مع ضيوفه من مشجعى المنتخبات الاخرى ، وعزفت مصر سيمفونية الحب والحضارة لأشقائها الآفارقة ، وأحاطهم بدفء إنسانى ، فكان حفاوتها لهم فى الشوارع والملاعب تأكيدا أن مصر ستظل قلب العروبة النابض وعاصمة إفريقيا وقائدها فى معارك التحرر الوطنى والإستقرار الداخلى ٠
وسجلت كاميرا التاريخ لقطات إنسانية راقية بين مشجعى المنتخبات المتنافسة ، وسلوكيات مهذبة تمثلت فى مساعدة الخصم على النهوض أو المصافحة بالأيدي بعد المباراة ، لقطات سادتها الروح الرياضية بين المنتخبات الإفريقية ، فتمكن الجميع بالاستمتاع بأداء كروى جيد وضعا الإنصاف والأخلاقيات والاحترام وإحساس الزمالة بين المنافسين في الاعتبار ، إلى جانب ضبط النفس والشجاعة والمثابرة عند الخسارة والخروج من المنافسة ، فجاء التعامل مع الهزيمة والفوز مرتبطا بمفاهيم تفاعلية تعلقت بحسن المعاملة ، واحترام الخسوم والفوز والخسارة .