• العالمي للتوعية بشأن إساءة معاملة المسنين
    العالمي للتوعية بشأن إساءة معاملة المسنين

القاهرة في 14 يونيو / أ ش أ / مجدي أحمد ... مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط

تحيي منظمة الصحة العالميةغدا( السبت) اليوم العالمي للتوعية بشأن إساءة معاملة المسنين ، حيث تشير التقارير الدولية إلي أنه من المتوقع أن تشهد جميع بلدان العالم على التقريب زيادة كبيرة في أعداد المسنين والمسنات في الفترة 2015 - 2030، وستكون هذه الزيادة أسرع في المناطق النامية. ومن المتوقع أن تزيد سوء معاملة المسنين والمسنات مع تزايد أعدادهم. وعلى الرغم من أن موضوع إساءة معاملة المسنين هو من الموضوعات التي تتغلفها الحرمة الاجتماعية ، إلا أن تسليط الضوء عليه هو في تزايد في كل أرجاء العالم، ويظل مع ذلك واحد من أنواع العنف التي يحقق فيها في الدراسات الاستقصائية الوطنية، وهو كذلك أقلها حظوة بالإهتمام في خطط العمل الوطنية. وظاهرة إساءة معاملة المسنين والمسنات هي قضية اجتماعية عالمية تؤثر في صحة الملايين منهم وتنتهك حقوقهم الإنسانية في جميع أنحاء العالم، ولذا فهي قضية تستحق اهتمام المجتمع الدولي. ويعاني مسن واحد من كل 6 مسنيين من شكل من أشكال الإساءة ، وهو رقم أعلى من التقديرات السابقة ويتوقع أن يرتفع هذا الرقم مع تقدم السكان في جميع أنحاء العالم . ومن المتوقع أن يزداد سوء معاملة المسنين حيث أن العديد من البلدان تشهد شيخوخة سريعة في السكان ، حيث سيزيد عدد سكان العالم الذين تبلغ أعمارهم 60 عاماً فأكثر عن الضعف من 900 مليون في عام 2015 إلى حوالي 2 مليار نسمة في عام 2050.
وكانت الجمعية العامة قد أعلنت بموجب قرارها رقم 127/66، يوم 15 يونيو يوما عالميا للتوعية بشأن إساءة معاملة المسنين. ويعتبر هذا اليوم الفرصة السنوية التي يرفع فيها العالم صوته معارضا إساءة معاملة بعض أجيالنا الأكبر سنا وتعريضهم للمعاناة.
ويمكن تعريف إساءة معاملة المسنين، بأنها فعل واحد أو متكرر أو غياب الإجراء المناسب، الذي يحدث في أي علاقة يكون فيها توقع الثقة التي تسبب الأذى أو الإحباط لشخص مسن. ويمكن أن تتخذ إساءة معاملة المسنين أشكالًا مختلفة مثل الإساءة البدنية والنفسية والعاطفية والجنسية والمالية. كما يمكن أن يكون نتيجة إهمال مقصود أو غير مقصود. وفي أجزاء كثيرة من العالم، يحدث سوء معاملة المسنين دون إدراك أو استجابة تذكر. وحتى وقت قريب، كانت هذه المشكلة الاجتماعية الخطيرة مجهولة للرأي العام وتعتبر في الأغلب مسألة خاصة. ولم يزال الاعتداء على المسنين من المحرمات، التي يتم التقليل من أهميتها وتجاهلها في جميع أنحاء العالم. بيد أن الأدلة تتراكم للإشارة إلى أن إساءة معاملة المسنين مشكلة صحية ومجتمعية هامة.

ويشير تقرير منظمة الصحة العالمية لعام 2018 ، أن إيذاء المسنين من المشكلات الصحية العمومية المهمة. وفي حين لا يوجد إلا القليل من المعلومات الخاصة بحجم إيذاء الاشخاص المسنين، لاسيما في البلدان النامية، حبث يبلغ ما بين 4 و6% من المسنين عن تعرضهم الشديد للإيذاء خلال الشهر الماضي حسب التقديرات. غير أن المسنين غالباً ما يبدون بعض الخوف في إبلاغ أسرهم أو أصدقائهم أو السلطات بما يتعرضون له من ضروب الإيذاء. ومن الملاحظ أيضاً شح البيانات الخاصة بحجم المشكلة في مؤسسات مثل المستشفيات أو دور رعاية المسنين أو غيرها من مرافق الرعاية الطويلة الأجل. وأشارت دراسة أجريت في عام 2017 إلى أفضل الأدلة المتاحة من 52 دراسة في 28 دولة من مناطق مختلفة ، بما في ذلك 12 دولة منخفضة ومتوسطة الدخل، أنه خلال العام الماضي، تعرض 15.7% من الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 60 عاماً وأكثر شكل من أشكال سوء المعاملة. ومن المرجح أن يكون هذا الرقم أقل من الأرقام الحقيقية ، حيث يتم الإبلاغ عن حالة واحدة فقط من بين كل 24 حالة من حالات إساءة معاملة المسنين ، ويرجع ذلك جزئياً إلى أن كبار السن يخشون في كثير من الأحيان الإبلاغ عن حالات إساءة المعاملة للعائلة أو الأصدقاء أو للسلطات. وبالتالي، من المرجح ألا يتم تقدير أي معدلات لانتشار المرض.

وعلى الرغم من محدودية البيانات الدقيقة ، تقدم الدراسة تقديرات الانتشار المجمعة لعدد كبار السن المتأثرين بأنواع مختلفة من إساءة الاستخدام : الاعتداء النفسي 11.6 % ؛ سوء الاستخدام المالي 6.8 % ؛ الإهمال 4.2 % ؛ الاعتداء الجسدي 2.6 % ؛ الاعتداء الجنسي 0.9 % . أما على الصعيد العالمي، من المتوقع أن يزداد عدد حالات إساءة معاملة المسنين لأن العديد من البلدان لديها عدد كبير من السكان المسنين بسرعة والتي قد لا تلبي احتياجاتها بالكامل بسبب قيود الموارد. من المتوقع أنه بحلول عام 2050، سيتضاعف عدد سكان العالم الذين تبلغ أعمارهم 60 سنة فما فوق، من 900 مليون في عام 2015 إلى حوالي 2 مليار نسمة، مع الغالبية العظمى من كبار السن الذين يعيشون في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل. إذا ظلت نسبة ضحايا إساءة معاملة المسنين ثابتة، فسوف يزداد عدد الضحايا بسرعة بسبب شيخوخة السكان، حيث يزداد عددهم إلى 320 مليون ضحية بحلول عام 2050.

أ ش أ