• اليوم الدولي للضوء
    اليوم الدولي للضوء

القاهرة في 15مايو / أ ش أ / مجدي أحمد ... مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط

تحيي منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة " اليونسكو" غدا الخميس ، اليوم الدولي للضوء 2019 تحت شعار " الضوء والتعليم " ، وتتركز فاعليات هذا اليوم علي استخدام علوم الضوء كوسيلة لتحفيز الشباب والنساء ، وخاصة في البلدان النامية ، لدراسة العلوم والهندسة. ويلعب الضوء دوراً مركزياً في حياة مواطني العالم في مجالات العلوم والثقافة والفن ، والتعليم ، والتنمية المستدامة ، وفي مجالات متنوعة مثل الطب والاتصالات والطاقة عن طريق إنشاء الأحداث الخاصة بهم . وقد أعلن المجلس التنفيذي لليونيسكو 16 مايو يوما دوليا للضوء، وذلك بناء على الاقتراح الذي تقدمت به كل من غانا والمكسيك ونيوزيلندا والاتحاد الروسي، ووافق عليه المؤتمر العام لليونيسكو في نوفمبر 2017، وجري أول احتفال باليوم الدولي للضوء فب عام 2018. وقد تم اختيار يوم 16 مايو ، وهو ذكرى أول عملية ناجحة لليزر في عام 1960 ، من قبل الفيزيائي والمهندس ثيودور ميمان. ويعد الليزر مثالا مثالياً على الطريقة التي يمكن بها للاكتشاف العلمي أن يحقق فوائد ثورية للمجتمع في مجالات الاتصالات والرعاية الصحية والعديد من المجالات الأخرى.

ويقصد بالضوء ، الجزء المرئي من الطيف الكهرومغناطيسي، ومن الممكن أيضاً أن يقصد به أشكال آخرى من الاشعاع الكهرومغناطيسي، ومن المعروف أن الطيف الكهرومغناطيسي ينبع من الشمس وتختلف تردداته من الأشعة تحت الحمراء والأشعة المرئية (الضوء) وهو الجزء من الأشعة الكهرومغناطيسية التي يتفاعل معها جهازنا البصري ويميزها، والقسم الثالث وهو الأشعة فوق البنفسجية.
وتمثل الأبعاد الثلاثة الأساسية للضوء (وكل أشكال الإشعاع الكهرومغناطيسي) هي الشدة (أو المطال) واللون (أو التواتر) والاستقطاب (أو زاوية الاهتزاز) نتيجة لطبيعته (موجة-جسيم)، يبدي الضوء سلوك الدقائق والامواج بآن واحد، وتبلغ سرعة انتقال الضوء في الفراغ ما يساوي 300 ألف كيلومتر في الثانية. وارتبط تفسير طبيعة الضوء بنظريتين فيزيائيتين، الأولى (النظرية الجسيمية – الدقائقية – لنيوتن) وتتحدث عن الجسيمات particles))، ويتم التعبير عن جسيمات الضوء هنا بما يعرف بالـ "الفوتون" أو جسيم الضوء فائق السرعة فائق الصغر؛ والنظرية الثانية (النظرية الموجية للعالم الهولندي هيجنز) وتفسر الضوء باعتباره موجات (waves)، والحقيقة أن كلتا النظريتين تصلح لمجال معين من الدراسة وتحقق نتيجة صحيحة ضمن ذلك المجال ، وتفسير طبيعة الضوء في نظرية واحدة فقط يعتبر تفسيرا قاصراً ومغلوطاً والصحيح ان الضوء ذو سلوك مادي وموجي بأن واحد .
ومع التطور العلمي تعددت اكتشافات عناصر الطيف بعد ذلك لتتجاوز الألوان السبعة التي اكتشفها (نيوتن)، فبرزت في الساحة معطيات جديدة ليشمل الطيف نطاقاً واسعاً من الموجات غير المرئية التي تتفق مع موجات الضوء في كلّ خصالها وسلوكياتها، ولكنها تختلف فيما تحمله من طاقة، وتتمايز في أطوال موجاتها، وكـلّها أصبحت تنضوي تحت اسـم الطيف الكهرومغناطيسي. وأصبح الـضـوء يـحتل منطقة ضيقة جداً من ذلك الطيف الكهرومغناطيسي الرحب، فهناك أشعة جاما والأشعة السينية والأشعة فوق البنفسجية، وهي التي تحتل مرتبة أعلى في الطاقة وأقصر في طول الموجة من موجات الضوء، وأمـا الأشعة تحت الحمراء والموجات الدقيقة (المايكرويف) وموجات الراديو فإنها تحتل موقعاً أدنى في الطاقة وأطول في طول الموجة من موجات الضوء.

ويؤدي الضوء دوراً أساسياً في أنشطة البشر. فهو يشكل عند أبسط مستوى، من خلال التمثيل الضوئي، مصدر الحياة نفسها وقد أحدثت التطبيقات العديدة للضوء ثورة في المجتمع من خلال الطب والاتصالات والترفيه والفنون والثقافة. وتعد الصناعات القائمة على الضوء محركات اقتصادية رئيسية وتفي التكنولوجيات التي تستند إلى الضوء باحتياجات البشر على نحو مباشر من خلال توفير فرص الانتفاع بالمعلومات، وتيسير صون التراث الثقافي، وتعزيز التنمية المستدامة، والارتقاء بصحة المجتمع ورفاهه.
وتقدم التكنولوجيات القائمة على الضوء عددا متزايدا من الحلول مما يتيح التصدي للتحديات العالمية الراهنة في مجموعة من المجالات والتي ذكرناها سالفا. وبما أن الخصائص الفيزيائية للضوء أصبحت أحد أهم الفروع العلمية المشتركة بين العلوم والهندسة في القرن 21، فلا بد أن يقدر المجتمع أهمية الدراسات العلمية المتصلة بالخصائص الفيزيائية للضوء وتطبيقات التكنولوجيات القائمة على الضوء في تحقيق التنمية المستدامة على الصعيد العالمي. ومن الأهمية بمكان أن تظل المهن العلمية والهندسية تستميل ألمع العقول الشابة ومن المهم ايضا بناء القدرات التعليمية في شتى أنحاء العالم من خلال أنشطة علمية وهندسية موجهة إلى الشابات والشبان.

ويستخدم العلماء الضوء لدراسة مجموعة واسعة من المواضيع ، كإيجاد علاجات جديدة لأمراض باستعمال التكنولوجيا المبتكرة والتكنولوجيا المتقدمة، بحيث تساعدنا هذه التكنولوجيا على العثور على إجابات لبعض أصعب المشاكل التي تواجهنا في الحياة اليومية، حيث أصبحت تكنولوجيات الضوء المنفذ الرئيسي الذي يساعدنا على اكتشاف العالم الذي يحيط بنا وتخطي المشاكل اليومية للأفراد، كما أصبحت تكنولوجيات الضوء ضرورة تلحها التحديات التي تنتظرنا في المستقبل القريب كالتلوث البيئي مثلا وإيجاد مصادر أخرى للطاقة ، وهذا باستعمال الضوء كطاقة نظيفة تساعد الأجيال القادمة على الاستمرار في الحياة.

أ ش أ