• الندوة العالمية لانجراف التربة..
    الندوة العالمية لانجراف التربة..

القاهرة في 14 مايو / أ ش أ / مجدي أحمد ... مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط

تستضيف منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة " الفاو " غدا ولمدة 3 أيام ، الندوة العالمية لانجراف التربة (GSER19) تحت شعار " أوقف انجراف التربة من أجل انقاذ مستقبلنا "، حيث تهدف هذه الندوة إلى ترجمة الأدلة العلمية والسياساتية إلى قرارات وإجراءات لتقليل انجراف التربة من أجل زيادة الأمن الغذائي ، وخدمات النظام البيئي ، وتعزيز إعادة تأهيل الترب المنجرفة. وسوف تشارك في هذه الندوة إلي جانب الفاو وشراكتها العالمية في مجال التربة (GSP)، والفريق التقني الحكومي الدولي المعني بالتربة (ITPS) ، وواجهة السياسات العلمية (SPI) التابعة لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (UNCCD) ، والشراكة بين منظمة الأغذية والزراعة والوكالة الدولية للطاقة الذرية (FAO/IAEA ) في مجال الأغذية والزراعة ، والتي تهدف بشكل أساسي لإنشاء منصة مشتركة لعرض ومناقشة أحدث المعلومات عن حالة التدخلات والابتكارات في مجال تعرية التربة وإدارة الأراضي ذات الصلة.

وتعد تعرية التربة أحد التهديدات العشرة الرئيسية للتربة المحددة في تقرير حالة موارد التربة في العالم لعام 2015. ويتم تعريفها على أنه الإزالة السريعة للتربة السطحية من سطح الأرض بفعل المياه والرياح والحرث. وتحدث تعرية التربة بشكل طبيعي في جميع الظروف المناخية وفي جميع القارات، ولكنه يزداد بشكل ملحوظ ويتسارع بسبب الأنشطة البشرية غير المستدامة (حتى 1000 مرة) من خلال الزراعة المكثفة وإزالة الغابات والرعي الجائر وتغيير استخدام الأراضي بشكل غير لائق. وتمثل معدلات تعرية التربة أعلى بكثير من معدلات تكوين التربة ، فالتربة مورد محدود مما يعني أن فقدانه وتدهوره لا يمكن استعادته خلال عمر الإنسان.

وتؤثر تعرية التربة على صحة التربة وإنتاجيتها عن طريق إزالة التربة السطحية شديدة الخصوبة وكشف طبقات التربة المتبقية. وتقلل تعرية التربة من الإنتاجية الزراعية ويؤدي إلى تدهور وظائف النظام البيئي ويزيد من المخاطر الهيدروجيولوجية مثل الانهيارات الأرضية أو الفيضانات مسبباً خسائر كبيرة في التنوع الحيوي وتدمير في البنية التحتية الحضرية، وفي الحالات الشديدة يؤدي إلى تشريد البشر. ويمكن أن تؤثر تعرية التربة على تسرب المياه وتخزينها وتصريفها في التربة مما يؤدي إلى الغدق وندرة المياه. من خلال التقديرات يمكن القول أن تعرية التربة يمكن أن تؤدي إلى خسارة زراعية تصل إلى 50% في غلات المحاصيل. وعلى الرغم من أن تعرية التربة لها تأثير مباشر على المزارعين، إلا أنه له تأثيرات أخرى غير زراعية. له آثار على بيئتنا وصحتنا بما في ذلك نوعية المياه وقطاع الطاقة والبنية التحتية الحضرية والمناظر الطبيعية لدينا. على سبيل المثال يمكن أن تؤدي الرواسب المرتبطة بجزيئات التربة المنجرفة بواسطة الرياح والمياه إلى تلوث التربة والمياه في مواقع أخرى. إن تعرية التربة تؤثر علينا جميعا. وتشكل تعرية التربة وتدهور الأراضي تهديداً كبيراً للأمن الغذائي العالمي ولتحقيق أهداف التنمية المستدامة ، مما يهدد رفاهية ما لا يقل عن 3.2 مليار شخص حول العالم. ونظراً لأن 95% من الأغذية التي نتناولها مصدرها التربة المزروعة لذا يعد التخفيف من تعرية التربة من خلال تطبيق الإدارة المستدامة للتربة أمراً ضرورياً لحماية تربتنا مع ضمان عالم مستدام وآمن للغذاء.

وقد كشف تقرير صدر حديثا عن منظمة الفاو تحت عنوان "فلنوقف تآكل التربة لضمان مستقبل آمن للغذاء" ، حيث أشار إلي أن أحد العناصر الرئيسية لتحقيق مستقبل خال من الجوع هو التربة التي توجد تحت أقدامنا. على الرغم من أن الأمر قد لا يبدو كذلك، إلا أن التربة مليئة بالمياه والمواد الغذائية والكائنات الحية الدقيقة التي تعد حيوية لزراعة أغذيتنا. لكن التربة مورد محدود - فاستعادة ولو بضعة سنتيمترات من التربة قد يستغرق ما يصل إلى 1000 سنة. لذلك إذا أردنا ضمان الأمن الغذائي وتحسين التغذية في المستقبل، فنحن بحاجة إلى العناية بترابنا اليوم. ومع ذلك، أن ما يعادل ملعب واحد من ملاعب كرة القدم من التربة تتآكل كل خمس ثوان، وهي تمثل صدمة للعالم !!

أ ش أ