• جوجل يحتفي بذكرى ميلاد  الفنانة المتمردة إنجي أفلاطون
    جوجل يحتفي بذكرى ميلاد الفنانة المتمردة إنجي أفلاطون

القاهرة في 16 أبريل / أ ش أ/ تقرير شحاتة عوض .... مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط
مرة اخرى يثبت محرك البحث العملاق " جوجل " أنه أكثر وفاء من كثيرين لهولاء المبدعين والفنانين الذي أثروا حياتنا وساهموا بعطائهم وأبداعاتهم الفنية ، في تشكيل وجدان أجيال عديدة ، وذلك من خلال الاحتفاء بذكرى ميلاد أو رحيل هولاء المبدعين .
آخر من أحيا "جوجل" ذكراهم كانت الفنانة التشكيلية والمناضلة الراحلة أنجى افلا طون التي تعد أحدى رائدات الحركة الفنية التشكيلية في مصر والعالم العربي، والتي يصادف اليوم الثلاثاء (16 أبريل ) الذكرى الخامسة والتسعين لميلادها ، حيث وضع المحرك صورة الفنانة الراحلة على صفحته الرئيسية .
عُرفت الراحلة أنجى أفلاطون طوال مسيرتها الحياتية والفنية الحافلة(1924-1989) بأنها فنانة متمردة وثائرة حيث عبرت لوحاتها وأعمالها الفنية ومواقفها عن روح المقاومة ضد الاحتلال الانجليزي لمصر، وخلدت في بعض هذه الأعمال كفاح الشعب المصري ضد الاحتلال البريطاني لمصر ونضاله المسلح مثل لوحتها ( لن ننسى ) التي كانت تخليدا لكفاح وتضحيات الفدائيين المصريين الذي سقطوا في المعارك ضد الاحتلال في منطقة قناة السويس.
ورغم نشأتها الارستقراطية فإن إنجي أفلاطون اختارت منذ البداية أن تنحاز لقضايا وهموم المهمشين والبسطاء من أبناء الوطن في الحياة والحرية والكرامة ، وكان هذا الأمر شغلها الشاغل منذ بواكير حياتها ، ولم تكتف بالتعبير عن هذا الإنحياز عبر لوحاتها وأعمالها الفنية فحسب ، بل انخرطت في الحياة السياسية دفاعا عنهم من خلال انضمامها لحركة "إسكرا " اليسارية عام 1944 ، وهو ما دفع الصحافة آنذاك إلى أن تطلق عليها إسم " الآنسة الشيوعية".
كانت أنجي أفلاطون تؤمن بأن مكانها الحقيقي بين ومع عامة الشعب، حيث وصفت هى نفسها بالمتمردة منذ الصغر ، وعن ذلك تقول أنجي افلاطون في مذكراتها ، التي بعد سنوات من رحيلها :"ومن هنا أستطيع أن أقرر دون فخر، وأيضا دون تواضع، أن التمرد كان السمة التى لازمت حياتى فيما بعد" ، فإنجى أفلاطون كانت متمردة على كل شيء، بدءا من شخصيتها مرورا بكل تفاصيل حياتها.
وبعد ثورة يوليو 1952 واصلت إنجي افلاطون تمردها ونضالها السياسي من أجل هذه القضايا التي آمنت بها ، لتدفع ثمن هذا التمرد من حريتها وحياتها ، حيث دخلت السجن 1959 بسبب نشاطها السياسي ، لتظل به قرابة خمس سنوات ، لتخرج عام 1963 ، لتواصل رحلتها في الدفاع عن حق المصريين في الحياة والحرية ، ولتولى مزيدا من اهتمامها بقضايا وحقوق المرأة ، سواء من خلال ابداعاتها ورسوماتها الفنية ، أو من خلال نشاطها في المجتمع المدني ، او من خلال الكتب التي أصدرتها عن هذه القضية
كانت سنوات السجن بالنسبة لإنجي أفلاطون بمثابة ضريبة إشتغالها بالقضايا الوطنية والسياسية ، لكنها في الوقت نفسه كانت جواز مرورها إلى عالم الفن الرحب متجاوزة إرهاصتها الأولى كهاوية . ففي السجن تمسكت بحقها في أن ترسم وحصلت على ذلك ، حيث نجحت في أن تحصل على الألوان وأدوات الرسم . وعن ذلك تقول إن الضوء المنبعث من النافذة الصغيرة ذات القضبان في زنزانتها كان ملهما لها لترسم ، كما ألهمها وضع السجينات وراء القضبان بقيمة الحرية ومعاناة البشر ، لتجسد معاناة هولاء السجينات في عنابر النوم وطوابير الطعام وحصص الوعظ ومشاغل التأهيل المهنى .. إلا أن أهم ما رسمته في سجنها كان ما شهدته من وراء قضبان نافذتها من طبيعة خلابة للنيل وأشرعة المراكب المنطلقة والحقول والفلاحين.
لمتابعة تقارير وأبحاث مركز دراسات الشرق الأوسط ، يرجى الاشتراك في النشرة العامة للوكالة.
/ أ ش أ /