• اليوم الدولي للعمل الخيري
    اليوم الدولي للعمل الخيري

القاهرة في 3 سبتمبر / أ ش أ / مجدي أحمد ... مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط

يحيي العالم بعد غد اليوم الدولي للعمل الخيري ، حيث يتيح العمل الخيري، مثله في ذلك مثل مفهومي التطوع والإحسان، فرصة لتعزيز الأواصر الاجتماعية والإسهام في خلق مجتمعات أكثر شمولا ومرونة. فللعمل الخيري القدرة على رفع آثار الأضرار المترتبة على الأزمات الإنسانية، كما أنه له القدرة على دعم الخدمات العامة في مجالات الرعاية الطبية والتعليم والإسكان وحماية الأطفال. والعمل الخيري فاعل جدا في تحسين الثقافة والعلوم والرياضة وحماية الموروثات الثقافية، فضلا عن تعزيزه لحقوق المهمشين والمحرومين ونشر الرسالة الإنسانية في حالات الصراع.
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد أعتمدت رسمياً القرار 105/67 في عام 2012 ، اختيار 5 سبتمبر من كل عام للاحتفال باليوم العالمي للعمل الخيري. ويرجع أصل اليوم إلى مبادرة مجرية للمجتمع المدني بدعم من الحكومة والبرلمان المجري في عام 2011. وقد تم اختير يوم 5 سبتمبر تحديداً احياء لذكرى وفاة "الأم تريزا"، والتي حصلت على جائزة نوبل للسلام في عام 1979 تكريما للعمل الخيري الذي اضطلعت به من أجل التغلب على الفقر، والذي يشكل تهديدا للسلام العالمي. وقد عملت بلا كلل للقضاء على فقر ومحن ومعاناة أشد الناس فقراً في العالم. ويهدف الاحتفال بهذا اليوم إلى تحسين وزيادة المسؤولية الاجتماعية بين الناس، إلى جانب التضامن، وزيادة دعم القضايا الخيرية.
لقد أدركت الأمم المتحدة باعتمادها جدول أعمال التنمية 2030 في سبتمبر 2015، أن القضاء على الفقر بجميع صوره وأشكاله وأبعاده، بما في ذلك الفقر المدقع، هو تحد عالمي هائل ومتطلب لا غنى عنه في تحقيق التنمية المستدامة. ويمثل جدول الأعمال الذي يدعو إلى تعزيز روح التضامن العالمي، ويركز تركيزا رئيسيا على حاجات الفئات الأضعف والأشد فقرا. كما أن جدول الأعمال يعترف كذلك بالدور الذي يضطلع به القطاع الخاص المتنوع، ابتداء من المؤسسات المتناهية الصغر ومرورا بالتعاونيات وانتهاء بالشركات المتعددة الجنسيات. كمان أنه يعترف كذلك بالدور الذي تضطلع به منظمات المجتمع المدني والمنظمات الخيرية في تنفيذ جدول الأعمال الجديد. لقد وضعت أهداف التنمية المستدامة جدول عمل يمكن تأطيره في أربع مجالات هي: الناس والكوكب والرخاء والسلام والشراكة ، ويعرض مفاهيم يمكنها تحويل معايشنا وكوكبنا من خلال تقديم أطر عملية لخدمة المؤسسات الخيرية في سعيها الجاد نحو تمكين الأفراد من الاسهام في تحسين عالمنا.

وكشف تقرير صادر عن الأمم المتحدة لعام 2018، "حول مراجعة التقدم المحرز في تحقيق أهـداف التنمية المستدامة الـ 17 في إطار أجندة التنمية المستدامة التي اتفق قادة العالم منذ ثلاث سنوات على الوفاء بها بحلول عام 2030"، حيث أفاد التقرير بأن مزيداً من الناس يعيشون في ظروف أفضل مما كانوا عليه قبل 10سنوات، ولكن بالنسبة للكثيرين ما زال التقدم بعيد المنال بما يتطلب بذل مزيد من الجهود للتغلب على التحديات الهائلة التي تواجهها دول العالم. وذكرت " فرانشيسكا بيروتشي" مساعدة مدير قسم الإحصاء بإدارة الأمم المتحدة للشؤون الاقتصادية والاجتماعية ، إلي أن التقرير يظهر أن الناس يعيشون حياة أفضل مقارنة بعشر سنوات مضت، حتى في المناطق التي تواجه أكبر تحديات التنمية. ومنذ عام 2000 في منطقة جنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا، انخفض معدل وفيات الأمهات بسبب الحمل والولادة بنسبة 35%، ومعدل وفاة الأطفال تحت سن الخامسة بنسبة 50%. وفي جنوبي آسيا، انخفض احتمال زواج الفتاة في طفولتها بنسبة 40%. وفي الدول الأقل نموا، ارتفعت نسبة السكان الذين يمكنهم الحصول على الكهرباء إلى أكثر من ضعفيها بين عامي 2000 و 2016، فقد زادت نسبة السكان الذين تتوفر لهم الكهرباء بأكثر من الضعف، وأن العدد المطلق للأشخاص الذين يعيشون بدون كهرباء قد تقلص ليقل عن المليار، على الرغم من أن سكان المناطق الريفية ما زالوا يعانون من أوضاع سيئة.
وقد كشف " تقرير أهداف التنمية المستدامة لعام 2018 "، أن النزاعات وتغير المناخ يعتبران أهم عاملين من العوامل التي تتسبب في تزايد أعداد الناس الذين يواجهون الجوع والتشريد القسري، وهما، فضلاً عن ذلك، يعرقلان سبيل التقدم نحو تحقيق حصول جميع الناس في العالم على الخدمات الأساسية في مجالي المياه والصرف الصحي. ويقول التقرير إن النزاعات تشكل الآن أحد المحركات الرئيسية لانعدام الأمن الغذائي في 18 بلداً. وقد شهد العالم في عام 2017 موسم أعاصير منطقة شمال المحيط الأطلسي الأعلى تكلفة منذ أن بدأ تسجل هذه الأعاصير، مما أدى إلى رفع الخسائر الاقتصادية العالمية الناجمة عن الكوارث إلى أكثر من 300 بليون دولار ، كما يهدد تدهور الأراضي سبل عيش أكثر من مليار من الناس. وذكر التقرير أن عدد المصابين بنقص التغذية قد زاد، للمرة الأولى منذ 10 سنوات، ليصل إلى 850 مليون شخص عام 2016 بعد أن كان 777 مليونا عام 2015 . ويستنشق 9 أشخاص من كل 10 أشخاص يعيشون في المدن هواء ملوثاً ، ويعود ذلك بشكل رئيسي إلى الصراعات والجفاف والكوارث المرتبطة بتغير المناخ. ويستند التقرير إلى أحدث المعلومات المتوفرة من أنحاء العالم، ويسلط الضوء على المكاسب والتحديات فيما يتحرك المجتمع الدولي لتطبيق الأهداف الطموحة للقضاء على الفقر المدقع والجوع وتعزيز المساواة بين الجنسين والتعليم والصحة وغيرها من المجالات المهمة لحياة البشر.

أ ش أ