• لقاء الأستاذ علي حسن رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط ، و سونج آيقوه سفير جمهورية الصين الشعبية لدى مصر
    لقاء الأستاذ علي حسن رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط ، و سونج آيقوه سفير جمهورية الصين الشعبية لدى مصر
  • حوار الأستاذ علي حسن رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط  مع سونج آيقوه سفير جمهورية الصين الشعبية لدى مصر
    حوار الأستاذ علي حسن رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط مع سونج آيقوه سفير جمهورية الصين الشعبية لدى مصر

سفير الصين لرئيس تحرير أ ش أ:

-زيارة الرئيس السيسي للصين دفعة قوية لمسيرة العلاقات الاستراتيجية بين البلدين

-نتطلع لتعاون صيني أفريقي قوي في ظل رئاسة الرئيس السيسي للإتحاد الأفريقي

-مصر حققت نجاحا كبيرا في الإصلاح الاقتصادي على نحو لفت أنظار العالم

-زيادة متواصلة في تدفق السائحين الصينيين لمصر

أكد سونج آيقوه سفير جمهورية الصين الشعبية لدى مصر أن زيارة الدولة المرتقبة للرئيس عبد الفتاح السيسي للصين والتي سيشارك خلالها في أعمال منتدى الصين أفريقيا للتعاون على مستوى القمة تمثل خطوة مهمة على طريق دعم العلاقات الاستراتيجية بين البلدين الصديقين وتوطيد أواصر التعاون المشترك بينهما في كافة أوجه ومجالات التعاون إلى جانب دعم وتطوير علاقات التعاون الصيني الأفريقي بريادة مصرية خاصة ، وأن مصر بقيادة الرئيس السيسي سوف تكون رئيساً للدورة القادمة للاتحاد الأفريقي وفي ضوء العلاقات الوطيدة بين مصر ومختلف الدول الأفريقية والتي شهدت اهتماما كبيراً من جانب القيادة المصرية على مدى السنوات الأربع الماضية .

وأعرب السفير سونج آيقوه ، في حوار أجراه الأستاذ علي حسن رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط ، عن خالص تهنئته لشعب مصر العظيم على الإنجازات الكبيرة التي حققها على مدى السنوات الأربع الماضية خاصة في حفظ الأمن وتحقيق الاستقرار والتنمية وإقامة العديد من المشروعات العملاقة والتي لفتت أنظار العالم بعد أن نجح خلال فترة وجيزة في تحويل مرحلة الاضطرابات إلى الاستقرار والتنمية والرخاء .

وقال السفير "آيقوه" إن الصين تتطلع بكل حماسة وترحيب بتلك الزيارة والتي تعد زيارة الدولة الثانية للرئيس السيسي للصين حيث كانت الأولى له عام 2014 فضلا عن كونها الزيارة الخامسة له لبكين والتي سبقها 4 زيارات سابقة أسفرت نتائجها عن تطوير كبير في مسيرة العلاقات بين البلدين في ظل تبادل الزيارات بين رئيسي البلدين والتشاور الدائم والمتواصل والمستمر بينهما في كل ما من شأنه خدمة قضايا بلديهما ودعم مسيرة الأمن والتنمية والاستقرار بين دول العالم، مؤكدا أن الاتصالات والمشاورات والزيارات المتبادلة بين قيادتي البلدين هي أبرز علامة لقوة ومتانة العلاقات بينهما وأن الشعبين المصري والصيني يتطلعان لنجاح تلك الزيارة.

القمة المرتقبة

وأشار السفير إلى أن القمة المرتقبة بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس شي جين بينغ سوف تعطي دفعة قوية لتعزيز التعاون المشترك بين البلدين خاصة في ضوء الارتقاء بالعلاقات بينهما إلى علاقات إستراتيجية شاملة منذ الزيارة الأولى للرئيس السيسي للصين عام 2014 ، موضحاً أن القمة سوف تبحث العديد من القضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك والعلاقات الثنائية ومجالات التعاون المختلفة خاصة في المجالات الاقتصادية والتجارية وكذلك المجالات التعليمية والتكنولوجية والثقافية وغيرها ، منوهاً بأن مختلف الوزارات والجهات المعنية في كلا البلدين تعمل بكل قوة على مدى الفترات الماضية على التحضير من أجل نجاح تلك الزيارة لكي تسفر عن نتائج إيجابية وعملية لدعم مسيرة التعاون المشترك بين البلدين .

وأضاف سفير الصين لدى مصر ، أن من أهم القضايا التي سيتم بحثها تنسيق المواقف بين البلدين حول ربط "مبادرة الحزام والطريق" بقناة السويس .

وأشار إلى أن منتدى التعاون الصيني الأفريقي على مستوى القمة والذي يشارك في أعماله الرئيس عبدالفتاح السيسي ، يُعد أكبر مناسبة تقيمها الصين خلال هذا العام ، موضحاً أنه عندما يتم الحديث عن التعاون الأفريقي الصيني فإن أول ما يخطر على الأذهان بهذا الشأن هو التوجه إلى مصر والتعاون والتنسيق معها بهذا الصدد في ضوء علاقاتها الدبلوماسية القوية مع مختلف دول القارة.

ونوه بإن الصين تُعتبر أن إقامتها لعلاقات دبلوماسية مع مصر عام 1956 هو في ذات الوقت بداية لتأريخ جديد للعلاقات مع دول القارة الأفريقية ، مؤكداً أن مساهمة مصر ودورها في أفريقيا محفور في الأذهان خاصة وأن مصر دولة كبيرة ومؤثرة في تلك القارة إلى جانب أن مصر حريصة على دعم العلاقات الصينية الأفريقية ونظمت لهذا الهدف اجتماعاً عام 2009.
وأضاف السفير سونج آيقوه "إننا على ثقة بأن الرئيس السيسي سوف يقوم بدور فعال خلال رئاسته للاتحاد الأفريقي في تنفيذ النتائج التي ستسفر عنها قمة المنتدى الأفريقي الصيني الذي سيقعد خلال الأيام القليلة القادمة بمشاركة 20 من قادة دول القارة .

قناة السويس

وأكد أن قناة السويس تعد ممراً بالغ الأهمية للتجارة العالمية وأنه يمر عبرها العديد من السفن الصينية بصوره يومية والتي تمثل جزءا كبيرا من التجارة الصينية المتجهة إلى أوروبا ، موضحاً أن قناة السويس تكتسب أهمية كبيرة للتعاون الصيني المصري لكونها جزءاً مهماً للحزام والطريق خاصة طريق الحرير البحري حيث تمر البضائع من آسيا إلى أوروبا .

وقال السفير سونج آيقوه" إنه بفضل تطوير محور قناة السويس لم تعد قناة السويس مجرد ممر بحري وحسب، بل ستكون قاعدة تجارية وصناعية ولوجستية بالغة الأهمية على المستوى العالمي"، منوهاً بأن هذا الأمر يعني مجالاً جديداً للتعاون المصري الصيني في إطار "الحزام والطريق" خاصة في جنوب قناة السويس بالعين السخنة حيث توجد منطقة التعاون الاقتصادي والتجاري الصيني المصري وهى منطقة صناعية تبلغ الاستثمارات فيها أكثر من مليار دولار أمريكي معظمها استثمارات صينية.

وأشار إلى أن هناك شركة صينية لديها استثمارات تقدر بنصف مليار دولار أمريكي تقوم بإنتاج الألياف الزجاجية على نحو يجعل من مصر ثالث دولة على مستوى العالم تنتج الألياف الزجاجية بعد الصين والولايات المتحدة الأمريكية .

وتابع السفير "سونج آيقوه" قائلا:- أتوقع أن تسفر زيارة الرئيس السيسي ضمن نتائجها عن الإعلان عن ضخ استثمارات جديدة من الجانب الصيني في تلك المنطقة، مشيراً إلى أهمية الدور البناء لمصر كركيزة أساسية للحزام والطريق بفضل قناة السويس ، منوهاً بأن منطقة التعاون الاقتصادي والتجاري المصرية الصينية تعد نموذجاً يحتذى للتعاون بين الجانبين الصيني والإفريقي.

التعاون المشترك

وأشار السفير إلى أن التعاون المشترك بين البلدين في كافة المجالات يسير بكل سلاسة في ضوء تعميق الثقة المتبادلة بين قيادتي البلدين والتي تعد علاقات التعاون الاقتصادي والتجاري أبرز ملامحه، موضحاً أنه في إطار التعاون العملي بين الجانبين يوجد للصين مساهمات في المشروعات الكبرى على مدى أكثر من عام مضى من أبرزها مشروع كهرباء مدينة العاشر من رمضان ومشروع إنشاء منطقة الأعمال المركزية بالعاصمة الإدارية الجديدة وإنشاء الشبكة الوطنية للكهرباء وغيرها .

وأعرب السفير الصيني لدى مصر عن أمله في أن تسفر نتائج زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي للصين عن الاتفاق على المزيد من المشروعات المشتركة بين الجانبين في المرحلة القادمة إلى جانب التوقيع على العديد من الاتفاقيات الثنائية التي جرى التحضير لها بمعرفة الخبراء والمعنيين في كلا البلدين .

منتدى التعاون الصيني الأفريقي

وقال السفير سونج آيقوه إن الدورة الحالية لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي هي استمرار للقمم السابقة حيث سبق وأن عقدت الدورة الأولى ببكين 2006 ، والدورة الثانية بجوهانسبرج بجنوب أفريقيا عام 2015 وهذه هي الدورة الثالثة التي ستعقد خلال أيام ببكين ، مشيراً إلى أن هذه الدورة سوف تركز على المشاورات بين قادة الصين والدول الأفريقية حول سبل تعزيز التعاون بين الجانبين ، كما سيصدر عن القمة إعلان سياسي وبرنامج تنفيذي .

وأشار إلى أنه كان قد تم في القمة السابقة التي عقدت عام 2015 الإعلان عن دخول الصين وأفريقيا عصرا جديداً بعد الإعلان عن شراكة استراتيجية شاملة ، بينما سيتم في هذه القمة الإعلان عن برنامج تنفيذي لهذا التعاون خلال السنوات الثلاث القادمة إلى جانب أنه سيتم خلال أعمال القمة استعراض نتائج تنفيذ قمة جوهانسبرج وكذلك بحث إجراءات جديدة لتعزيز التعاون في المرحلة القادمة وكذلك قيام الرئيس الصيني بتقديم إقتراحات للتشاور بشأن هذا التعاون وأيضا سيطرح قادة أفريقيا المشاركون في أعمال القمة أفكارهم حول سبل تعزيز ذلك التعاون .

مجتمع المصير المشترك

وقال إن الجانب الصيني سيطرح خلال أعمال القمة بناء مجتمع المصير المشترك للبشرية في العالم والذي يشمل مجالات كثيرة سياسية وأمنية واقتصادية وتجارية شاملة ، منوهاً بأن بلاده سوف تعمل على اتخاذ خطوت تنفيذية لبناء مجتمع المصير المشترك للصين والدول الأفريقية ليكونوا في مقدمة دول العالم.

وأضاف أنه من بين الخطوات التنفيذية لبناء مجتمع المصير المشترك للبشرية هو مراعاة هموم الدول خلال تحقيق المصالح الذاتية لكل دولة بما يساهم في تطوير مختلف الدول الأخرى وتحقيق التعاون والكسب المشترك ، مشيراً إلى أنه من أخلاقيات هذه الدورة أنها ستبحث في سبيل بناء مجتمع مصير مشترك صيني إفريقي بشكل أوثق وكذلك ستعمل على الارتقاء بمستوى التعاون بين الجانبين .

وقال إنه في العصر الحالي هناك تيار معاد للعولمة والجانب الصيني والأفريقي سيبذلان جهودهما لإقامة منظومة دولية أكثر عدالة وإنصافا ، معرباً عن تطلعه لنظام متعدد الأطراف وتجارة حرة معاً لأنه لايمكن تحقيق مكاسب مشتركة دون منظومة متعددة الأطراف وتجارة حرة ومن ثم فإنه على الصين وإفريقيا مسئولية كبيرة في هذا الصدد .

الإصلاح الاقتصادي

وأكد تقدير الصين لجهود وخطوات الإصلاح الاقتصادي التي تقوم بها مصر والتي تكشف عن أنها تسير في طريق صحيح في هذا المجال وأنها ستنجح في تحقيق التنمية الاقتصادية والتقدم الاجتماعي المنشود ، مشيراً إلى أن الشعب سوف يجني فوائد ونتائج ذلك الإصلاح بصورة تلبي طموحاته وتطلعاته.

وقال السفير سونج آيقوه إن قانون الاستثمار الجديد واللوائح المتعلقة به تمثل خطوة هامة في طريق الإصلاح ، منوهاً بأن المستثمرين الصينيين وكذلك المستثمرين حول العالم أبدوا اهتماما كبيراً بإقرار قانون الاستثمار ، موضحاً أن هناك إقبالاً كبيراً من جانب الشركات الصينية للتعرف على قانون الاستثمار الجديد ولوائحه من خلال التواصل مع المكتب التجاري الصيني في القاهرة انطلاقاً من قناعتهم بأن هناك أهمية كبرى باللوائح التنفيذية المتعلقة بهذا القانون في جذب الاستثمارات وتيسير عمل المستثمرين على أرض الواقع .

وأكد أن تحسين بيئة الاستثمار وبناء المناطق الاقتصادية تمثل خطوة هامة في سبيل الإسراع بخطوات التنمية الاقتصادية في الدول النامية ، مشيراً إلى أن الإصلاح عملية مستمرة بلا نهاية وأن بلاده كانت قد بدأت جهود الإصلاح الاقتصادي منذ 40 عاماً وأنها مازالت متواصلة ومستمرة .

السائحون الصينيون

وأكد سفير الصين لدى مصر أن هناك تطوراً كبيراً فيما يتعلق بتدفق السائحين الصينيين إلى مصر لزيارة معالمها الأثرية والسياحية ، موضحاً أن عدد السائحين الصينيين بلغ عام 2017 حوالي 280 ألف سائح فيما كان عددهم في عام ذروة السياحة الوافدة إلى مصر عام 2010 حوالي 100 ألف سائح فقط ، منوهاً بأن نوعية السائح الصيني تمثل الأكثر مساهمة من حيث جنسيات السائحين في منظومة السياحة بسبب حرصهم على زيارة أكبر عدد من المواقع الأثرية والجولات السياحية والإقبال على شراء البضائع والمقتنيات المحلية .

وقال إن السائحين الصينيين لديهم دراية كبيرة بأهمية السياحة إلى مصر في ضوء معرفتهم بتاريخها العريق وآثارها الفريدة التى تعكس وتجسد لحضارتها العريقة ، متوقعاً أن تشهد السنوات القادمة تزايداً مستمرا لأعداد السائحين الوافدين من بلاده إلى مصر.

وأشار إلى أن الرئيس الصيني شى جين بينغ عندما زار مصر توجه لزيارة معبد الأقصر الذي وصفه بأنه " تحفة عالمية ثمينة وفخر لمصر " ،منوهاً بأن الانطباع اللصيق للشعب الصيني تجاه مصر هو أن معالمها السياحية في مقدمة المعالم السياحية في العالم .