• الطيور المهاجرة
    الطيور المهاجرة

القاهرة في 10 مايو/ أ ش أ / مجدي أحمد ... مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط

يحيي برنامج الأمم المتحدة للبيئة بعد غد "السبت " اليوم العالمي للطيور المهاجرة 2018 تحت شعار " لنوحد أصواتنا للمحافطة علي الطيور" ، حيث يهدف الاحتفال في زيادة مستوى الوعي حول التهديدات - العامة منها والخاصة - التي تواجهها الطيور، من خلال مقارنة خبراتهم واهتماماتهم ، ومشاركة قصصهم وأنشطتهم ، مما سيجعل الناس في جميع أنحاء العالم لرفع أصواتهم وأفعالهم لتصل إلى أبعد من ذلك في جميع أنحاء الخطوط الجوية ، مما يكمن وراء حقيقة أن الحفاظ على الطيور هو في الواقع قضية عالمية. ويعتبر عام 2018 عاماً انتقالياً هاماً في تاريخ اليوم العالمي للطيور المهاجرة - وهو توحيد ممرات الطيور الرئيسية المهاجرة على كوكب الأرض ، أو الخطوط الجوية التي تسلكها الطيور وهي : الممر الأفريقى الأوروآسيوي ، وطريق شرق آسيا- أستراليا ، والطرق السريعة للأمريكتين.
ويجري الاحتفال باليوم العالمي للطيور المهاجرة في يوم السبت الثاني من شهر مايو من كل عام ، وقد انطلقت هذه الاحتفالية عام 2006 فى إطار حملة توعية عن الطيور المهاجرة ، وذلك بناء على اتفاقيتين دوليتين الأولى اتفاقية حفظ أنواع الحيوانات البرية المهاجرة (CMS ) ، والثانية الاتفاقية الدولية لصون الطيور المائية المهاجرة (الأيوا - AEWA ) . ثم تطورت الحملة من مجرد زيادة الوعي العام إلى وضعها على الأجندة السنوية للاحتفالات العالمية بالبيئة والتنوع البيولوجي بإشراف الأمم المتحدة . وتهدف الاحتفالية السنوية إلى زيادة الوعي بأهمية الطيور المهاجرة باعتبارها أحد أهم المكونات والمؤشرات المهمة للتنوع البيولوجي، بالإضافة إلى دورها في تنشيط سياحة مشاهدة الطيور كأحد الأنشطة الصديقة للبيئة والداعمة لقطاع السياحة وتطوير صناعة السياحة البيئية.
والطيور المهاجرة، تلك التي اعتادت إما على الهجرة اليومية، وإما الهجرة الموسمية التي تحدث مرتين في العام، وهي مرتبطة بالتغييرات في درجة الحرارة، أو مستوى هطول الأمطار. وتقوم أغلبية الطيور والثدييات المدارية بالهجرات المحلية، فتهاجر إلى الأماكن الأكثر رطوبة أوقات الجفاف، وتعود إلى ديارها الأصلية مع بداية موسم الأمطار، قاطعة مسافات هائلة، تصل إلى 50 ألف كم في السنة، والبعض يستمر في الطيران من دون انقطاع، لمدة تصل إلى 100 ساعة بلا طعام أو ماء.
وتستعمل الحيوانات المهاجرة أكثر من بوصلة في تحديد اتجاهاتها أثناء الهجرة، فيهتدي بعض منها بالشمس نهاراً والنجوم ليلاً، ويعتقد كثير من علماء الأحياء، أنها تستعمل المجال المغنطيسي للأرض في تحديد مسارها في الأيام والليالي الملبدة بالغيوم. وأثبتت التجارب التي أجريت على العصافير الدورية، والحمام الزاجل، وقصاص الماء، وجود الملاحة لدى الحيوانات المهاجرة، حيث اصطاد العلماء تلك الطيور من مواقع معينة وأخذوها إلى مناطق أخرى تبعد آلاف الكيلومترات عن أماكنها الطبيعية، فتمكنت أغلبيتها من العودة إلى الأماكن نفسها، التي اصطادها العلماء منها. وبعد أن تعرض كثير من هذه الطيور إلى الصيد الجائر، الذي هدد أعدادها، تعاهدت دول العالم من خلال مواثيق ومعاهدات، على حماية المهددة منها بالانقراض، ومنع الصيد، ومعالجة من يتعرض منها لأذى أو إصابات، وتربيتها في محميات طبيعية، لها الموائل نفسها، إلى حين قرارها بالهجرة إلى موطنها الأصلي، إن أرادت.
ومن بين الاتفاقيات الموقعة بين الدول الإفريقية والأوربية والآسيوية، اتفاقية AEWA، وهناك اتفاقيات إطارية بين دول إقليمية، مثل اتفاقية المحافظة على الحياة الفطرية ومواطنها الطبيعية، في دول مجلس التعاون، التي تهدف إلى المحافظة على النظم البيئية وعلى الحياة الفطرية في حالة سليمة متنامية، خاصة الأنواع المهددة بالانقراض، ولاسيما عند انتشار هذه الأنواع عبر الحدود الدولية، لدولتين جارتين أو أكثر، أو حيثما تهاجر هذه الأنواع عبر تلك الدول.
وتهاجر ملايين الطيور كل عام على طول مسارات الطيران العالمية بين القارات، على سبيل المثال من أراضي التكاثر في أوروبا إلى مناطق التغذية الأكثر دفئا في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. وتواجه بعض الطيور انخفاضا شديدا في أعدادها أكثر من أي وقت مضى. كما أن فقدان الموئل الناجم عن استصلاح الأراضي والتغيرات في الممارسات الزراعية العالمية فضلا عن الصيد غير المشروع يهدد الطيور المهاجرة في جميع أنحاء العالم. وقد أشار "برادني تشامبرز" الأمين التنفيذي لاتفاقية الأنواع المهاجرة ، أن الكوكب يتغير بسرعة مع موائل الطيور المتقلصة على طول مسارات الطيران العالمية، ونحن بحاجة إلى العناية بالنظم الإيكولوجية التي تدعم كل الحياة على الأرض. وإذا ما التزمنا بالتنمية المستدامة والحفاظ على الموائل التى نتشاطرها مع الطيور المهاجرة، ستستفيد الحياة البرية والناس على حد سواء، لأن مستقبلهم هو مستقبلنا.

أ ش أ