• ترامب
    ترامب

شادية محمود
مطرقة ترامب وسياسية حافة الهاوية وامريكا أولا

القاهرة فى ٩ مايو أ ش أ //٠٠٠٠تقرير شادية محمود ( مركز دراسات وأبحاث الشرق الأوسط )
وصل التصعيد المتبادل بين واشنطن وطهران أمس لنقطة النهاية ، بإعلان القرار الامريكى بالإنسحاب من الإتفاق النووى الإيرانى ، وستشهد الأسابيع القليلة القادمة تداعيات هذا القرار التى سترسم مشهد التسليح النووي الذى سيسود العالم الفترة القادمة ، فكما ترقب العالم أمس قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بشآن إنسحاب بلاده من الاتفاق ، يترقب اليوم رد الفعل الدولى تجاة هذا القرار خاصة رد فعل إيران ، التى يتعين عليها أن تحكم لغة العقل والمنطق بدلا من التهور والإندفاع تحت ضغط معاقبة الولايات المتحدة على إنسحابها من الاتفاق ، وتأكيد رفضها لتحجيم دورها الإقليمى فى المنطقة ، ففارق القدرات فى موازين القوى العسكرية ، وفي الثقل والمكانة الدولية بين إيران والولايات المتحدة الآن ليس في صالح الأزمة المتصاعدة بين الطرفين ويحتم عليها ذلك ٠
الإنسحاب الأمريكى من الإتفاق النووى الإيرانى ، رغم تأكيد دول الترويكا الأوروبية ( فرنسا والمانيا وبريطانيا ) الالتزام به ودعم استمراره ، كشف حرص الرئيس ترامب على المضى قدما فى تعزيز شعار " أمريكا أولا " ، وإجادته لسياسة حافة الهاوية ، التى يقصد بها تحقيق مكاسب معينة من الخصم من طريق تصعيد أزمة دولية ما، ودفعها إلى حافة الحرب النووية ٠
فقبل دخوله المكتب البيضاوى بالبيت الأبيض، وحتى قبل الإعلان عن فوزه برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية ، أمسك دونالد ترامب بالمطرقة وحطم جميع قرارات سلفه باراك أوباما ، رافعا شعار " أمريكا أولا " ، مستهدفا حصد المزيد من الاصوات لصالحه ، وقتها لم يتجاوز هذا الفعل الدعاية والوعود الانتخابية لترامب ضد منافسته الديمقراطية هيلارى كلينتون ، وضمن تلك الوعود كان هناك مايتعلق بالشأن الداخلي ، كإلغاء أوباماكير ، وخفض الضرائب وغيرهما ، وأخرى تتناول علاقات الولايات المتحدة الامريكية الخارجية ، وأبرزها جميعا كان الوعد بإلغاء الاتفاق النووي المبرم بين الولايات المتحدة الأمريكية وخمس دول عظمى مع إيران في عام ٢٠١٥ ، برعاية مجلس الأمن والذي وصفه ترامب حينئذ "بالاتفاق الكارثي".
وبعد أن أصبح رئيسا ، أوفى ترامب بجميع وعودة الانتخابية ، وحولها إلى واقع فعلى ، وهدم قرارات أوباما الواحد تلو الآخر ، إلى أن وصل إلى الاتفاق النووي مع إيران، فبات ملف استمرار صلاحية هذا الاتفاق من الملفات الساخنة على الصعيدين الأمريكي الإيرانى ، و الدولي لما يتسم به من حساسية مطلقة ، وذلك في ظل التهديدات الأمريكية المستمرة بإنهاء صلاحية الاتفاق والإنسحاب منه ، ما لم يتم إصلاح العيوب الجسيمة الموجودة فيه ، باتفاق تكميلي رفضت طهران مجرد التطرق إليه.
للحصول على التقارير كاملة يرجى الاشتراك فى النشرة العامة
شادية محمود المشرف على المركز