• التوحد
    التوحد

شادية محمود
التوحد الالكترونى ضريبة التقدم التكنولوجى و آفة العصر

القاهرة فى ٢ إبريل أ ش أ //٠٠٠تقرير شادية محمود ( مركز دراسات وأبحاث الشرق الأوسط )
فرض الإنعزال بعيدا عن الأسرة و انتشار الخرس الأسرى و ترك الأطفال ضحايا لإدمان الشاشات ، واقعا جديدا يتعرض له القادمون الجدد من الأطفال حيث يحرمون من التغذية البصرية من أبويهم ، ولمسات الحب والإحتضان ، و تلتقطهم شاشات إليكترونية منذ الولادة ، تسحبهم بعيدا عن أمهاتهم و مجتمعاتهم يعيشون معهم , لكنهم لا يتعياشون إلا قليلا .
حالة من الجمود والبرود، أصابت العلاقة الأسرية فى مقتل ، وغلفتها بسياج من التوحد والذاتية ، حالة شملت كل فرد من أفراد الأسرة لينغمس الجميع "غير مطأطأ رأسه" عن جهاز صغير لا يفارق يده ، هاتف محمول ، آي باد ، لاب توب، أجهزة داهمتنا لتضحي بماكان يميز الأسر المصرية من ترابط وتواصل على مذبح التقدم السريع والمذهل فى تكنولوجيا المعلومات.
بات العالم كله فى حالة غربة وعزلة تلقى بظلالها على الروابط والانسجام الأسرى، وصحيح أن المصريين مازالوا يحرصون على الحفاظ على الشكل العام للكيان الأسرى، لكن هذا الكيان بات حاليا مهددا، وفى معظم البيوت هشا ضاما لجزر منعزلة يجمعها الحمض النووي الأشهر "DNA" والجينات الوراثية فقط ، علاقات أسرية و زوجية منهارة رغم بقائها شكلا، وأواصر اجتماعية مقطوعة رغم وجود أعضاءها فى ذات المسكن، وأجهزة فى حجم كف اليد سيطرت على عقول الآباء والأبناء، مسببه ما يمكن وصفه "بالتوحد الإلكتروني"، الذي تفشى بمحض إرادتنا ، حتى بات داءا ، فتراجع زمن تجاذب أطراف الحديث بين أعضاء الأسرة الواحدة إلى أن غاب وتولى، فكل منهم منشغل بما يتابعه على هاتفه المحمول ، وجهاز الكمبيوتر.
وأصبح القادمون الجدد من الأبناء يعيشون فى كوكب جميع أفراده معزولين عن بعضهم البعض ، غافلين وتائهين خلف أسوار السجون الإليكترونية فى حالة من الذاتية والانعزالية التى أثرت على قدرتهم على الاتصال مع المحيطين بهم ، عاجزون عن إقامة علاقات متبادلة معهم ، يفضلون الشخصيات الافتراضية والشات مع الاصدقاء وتبادل الفيديوهات والتعليقات مع الغرباء ، لما يسمح به هذا الواقع من عدم الاعتراض على الأفعال والأقوال ، أو توجيه النصح والإرشاد ولفت النظر للعيب والصح والخطأ.
للحصول على التقارير كاملة يرجى الاشتراك فى النشرة العامة
شادية محمود المشرف على المركز