• نجوم
    نجوم

شادية محمود
نتائج الانتخابات التشريعية الإيطالية صداع فى رأس المفوضية الأوروبية وبروكسل

القاهرة فى ٦ مارس أ ش أ //٠٠٠٠تقرير شادية محمود ( مركز دراسات وأبحاث الشرق الأوسط )
يبدو أن ترقب الإتحاد الأوروبى وجهازه التنفيذى ( المفوضية الأوروبية ) ، وخوفهما من نتائج الإنتخابات التشريعية الإيطالية التى جرت أمس الأول ( الأحد ) تحول من قلق وذعر إلى حقيقة ، بعدما حققت أحزاب اليمين واليمين المتطرف اختراقا كبيرا وغير مسبوق فيها ، وحققت فوزا تاريخيا يتيح لها التمتع تلقائيا بسيطرة نسبية علي مجلس النواب الإيطالى ، الذى أصدر الرئيس الإيطالى سيرجيو ماتاريلا قرارا بحله فى شهر ديسمبر الماضى ، على إثر الفوضى السياسية في البلاد والتجاذبات المستمرة بين مختلف التيارات ، إضافة إلى الأزمة الاقتصادية الخانقة التى ربطها المتطرفون بمعضلة الهجرة غير الشرعية.
ماأسفرت عنه الانتخابات البرلمانية الأخيرة في إيطاليا من نتائج ، وضعها وشركائها في الاتحاد الأوروبي في حالة تبدو للبعض أكثر صعوبة من الخروج من عنق الزجاجة ، حيث جاءت النتائج مخيبة لآمال القيادات السياسية الأوربية وأسواق المال في أوروبا ، وزرعت الخوف من الدخول فى مرحلة جديدة من عدم الاستقرار وسط فترة كئيبة من الكساد الاقتصادي العميق الذي تمر به القارة بصفة عامة ، فرضت معايير تقشف حادة لم تعرفها شعوبها لم تضطر إليها حكوماتها منذ أمد طويل.
ويمثل صعود الشعبويين واليمين المتطرف فى الانتخابات التشريعية الإيطالية صداعا فى رأس الاتحاد الأوروبى لمواقفها الرافضة و السلبية تجاة سياسات بروكسل الاقتصادية والاجتماعية ، وقيود الميزانية التى يفرضها الاتحاد ، الأمر الذى يهدد مشروع إصلاحه ، ويضعف الإهتمام بتعزيز الإندماج الأوروبى ، خاصة بعد أن فتحت بريطانيا هذا الباب٠
انتخابات تشريعية تحدد نتائجها مصير إيطاليا محليا وأوروبيا،جاءت لصالح الشعبويين لتجعلها عالقة بين مطرقة اليمين المتطرف وسندان الشعبويين، ووضعت ايطاليا فى مشهد سياسى ضبابى ، ربما يدخلها فى مرحلة من عدم الاستقرار ، إذ تجاهل الناخبون الأحزاب التقليدية نتيجة غضبهم الشعبى من استمرار الفقر وارتفاع معدلات البطالة المرتفع وتدفق أكثر من 600 ألف من المهاجرين على البلاد خلال السنوات الأربع المنصرمة ، فاحتشدوا وراء الجماعات المعارضة واليمينية المتطرفة بأعداد قياسية، وبذلك لم تتمكن أى من الأحزاب الثلاثة الرئيسية من الحكم بمفرده ، فإذا كانت إيطاليا تعانى مثل باقي الدول الأوروبية، من الأزمة الاقتصادية التي ضربت أوروبا في السنوات الأخيرة، إلا أنها الأكثر تضررا من جيرانها من أزمة المهاجرين غير الشرعيين ، مما ولد شعورا في نفوس الإيطاليين بأنهم يواجهون المعضلة بمفردهم، وعزز ذلك رفضهم للاتحاد الأوروبي، معتبرين أن بلادهم كانت أقوى سياسيا واقتصاديا قبل الأزمة٠
للحصول على التقارير كاملة يرجى الاشتراك فى النشرة العامة
شادية محمود المشرف على المركز