• كركوك
    كركوك

استعادة القوات العراقية لمدينة كركوك يؤجل مشروع الدولة الكردية حتى إشعار آخر

القاهرة في 17 أكتوبر / أ ش أ / تحليل اخباري كتبه شحاتة عوض ... مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط

مراجعة شادية محمود

في عملية عسكرية خاطفة وبدون مقاومة تذكرمن قبل قوات البيشمركة الكردية تمكنت قوات الجيش العراقي مدعومة بمقاتلين من فصائل الحشد الشعبي ،من استعادة السيطرة على محافظة كركوك ووضعت يدها على المنشآت الحيوية والاستراتجية كحقول النفط والمطار والمباني الحكومية التي تم رفع العلم العراقي فوقها وإنزال العلم الكردي في خطوة لها دلالاتها الرمزية على عودة المدينة لسيادة الدولة العراقية.

لكن دلالات ما جرى خلال في كركوك وانهاء السيطرة الكردية عليها منذ عام 2014، تتجاوز بكثير مسألة بسط الدولة العراقية لسيادتها على المدينة المتنازع عليها مع اقليم كردستان ، إلى ما هو أبعد من ذلك بكثير. فانتزاع الحكومة العراقية لمدينة كركوك من السيطرة الكردية من شأنه تغيير موازين القوى على الأرض بين بغداد وأربيل، ويوجه ضربة قاسية لقيادة اقليم كردستان وطموحاتها للاستقلال عن العراق لاسيما عقب الاستفتاء الذي جرى الشهر الماضي على انفصال الاقليم.

إذ يطرح هذا التطور اسئلة عديدة حول مصير وجدوى وقيمة هذا الاستفتاء ونتائجه وقدرة الاكراد على تحقيق الانفصال المنشود ، خصوصا بعد فقدان مدينة كركوك الغنية بالنفط والتي تشكل حقولها النفطية أهم مصادر الدخل لحكومة اقليم كردستان العراق. ووفقا لذلك فإن كثيرا من المحللين يرون أن العملية العسكرية العراقية في كركوك كانت بالاساس لاجهاض وتعطيل خطط اقليم كردستان للانفصال عن العراق، إذ لا يمكن تصور قيام دولة كردية قابلة للبقاء اقتصاديا في شمال العراق بدون أن تكون كركوك جزءا منها ، فاذا كانت أربيل هي العاصمة السياسية للدول الكردية المستقبليية فان كركوك بالنسبة للاكراد هي العاصمة الاقتصادية لهذه الدولة ، وكان ولابد من السيطرة عليها حيث تمتلك المدينة احتياطيات هائلة من النفط تقدر بنحو 13 مليار برميل ، بينما تنتج مئات الالاف من براميل النفط يوميا ، وهي الثروة التي كانت دائما موضع نزاع بين بغداد وأربيل حول كيفية تقاسم عائداتها. ولعل ذلك ما يفسر إصرار سلطات كردستان على ضم المدينة للاستفتاء على الانفصال رغم انها تقع خارج نطاق الاقليم الكردي ، وهو الامر الذي زاد من غضب ورفض الحكومة العراقية المركزية لهذا الاستفتاء او الاعتراف بنتائجه.فكركوك بالنسبة للاكراد هي قلب وطنهم المستقبلي استنادا إلى الرواية الكردية التي تقول إن المدينة كانت دائما جزءا من اراضيهم وأن الرئيس العراقي الاسبق صدام حسين أخرج الأكراد منها ووطن العرب مكانهم بهدف ضمان السيطرة على حقول النفط في هذه المنطقة .
للحصول على التقاريركاملة يرجى الاشتراك فى النشرة العامة
شادية محمود المشرف على المركز