• في ثاني أيام انتخابات الرئاسة.. حضور الأسرة بكامل أفرادها المشهد الأبرز بما يجسد
    في ثاني أيام انتخابات الرئاسة.. حضور الأسرة بكامل أفرادها المشهد الأبرز بما يجسد "التماسك المجتمعي"

الجيزة في 11 ديسمبر /أ ش أ/ من.. أيمن القاضى - محمود فهمى - مروة سعد:
الغيرة ليست دائما ما تكون مضرة، فهناك في أجواء الانتخابات الرئاسية المصرية 2024 غيرة من نوع إيجابي، ألا وهي "الغيرة الوطنية".. فالحشد والحضور الكبير للناخبين المصريين بكافة الفئات العمرية من شباب وسيدات وكبار السن، وحتى ذوي الاحتياجات الخاصة الذين لم تمنعهم إعاقتهم من الحضور للإدلاء بحقهم الانتخابي والتصويت في الانتخابات الرئاسية، كانت الدافع والمحفز الأبرز للعديد من الأسر المصرية بكامل أفرادها للنزول والمشاركة جميعا "الأب والأم والأبناء"، وفي كثير من الأحيان يحضر "الجد والجدة"، في مشهد يجسد التماسك المجتمعي للشعب المصري.
ويرفع الجميع خلال المشاركة في الاستحقاق الانتخابي الأهم "علم مصر" حيث يتشاركون جميعا في حب الوطن.. ويتوجه الجميع إلى اللجان الانتخابية متسلحين بدوافع حماية الوطن من كافة التحديات التي تواجهه عبر التماسك والتلاحم المجتمعي للحفاظ على ما تم تحقيقه من تنمية ونهضة في كافة المجالات في سبيل تحقيق أهداف مصر التنموية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وأجندة 2030، ومن أجل غد أفضل على كافة المستويات.
وكانت رؤية مشاهد احتشاد جمهور الناخبين في كافة وسائل الإعلام المصرية منها والأجنبية أمس (أول أيام الانتخابات الرئاسية) ملهمة ومشجعة لكل أفراد الاسرة المصرية، الذين شاهدوا الشباب والشابات قد نضجوا فكريا وسياسيًا وأصبحوا أكثر وعيًا وإدراكا من خلال مشاركتهم بالتصويت، وأيضا تطوعهم لتقديم كافة أوجه المساعدة للمشاركين في التصويت بكافة لجان الانتخابات الرئاسية على مستوى الجمهورية.
وما يتم رصده في غالبية اللجان الانتخابية هو بالفعل كما وصف بالأمس "ملحمة وطنية" تستحق كل الإعجاب والفخر والتقدير، ليتم تسجيلها وتدوينها في صفحات التاريخ بحروف من ذهب، ليس من أجل المشاركة في الانتخابات واختيار رئيس قوي للبلاد يقود دفة الدولة نحو مستقبل أفضل، ولكن لحالة الاستنفار الوطنية والشعبية التي جمعت كافة أفراد الشعب المصري كبيره وصغيره للوقوف بشكل جماعي لدعم الدولة ومساندتها بقوة الإرادة لإنجاح هذا الاستحقاق الدستوري الوطني المهم، وتقديم أوجه المساعدة الممكنة للاستعداد لما هو قادم من استكمال خطط التنمية الاقتصادية والبناء، وتحقيق الرفاهية الاقتصادية والاجتماعية لكافة أفراد الشعب المصري، وتوفير حياة أفضل كما هو مخطط له في أهداف الدولة بحلول 2030.
وشهدت الساعات الأولى للتصويت في اليوم الثاني للانتخابات الرئاسية حضور جيد لا يقارن بالأعداد الكبيرة التي شاركت صباح أمس، لكنها مع مرور الوقت تتزايد أمام اللجان الانتخابية، وهو أمر طبيعي حيث يتوقع أن تتزايد وتتضاعف هذه الأعداد بشكل كبير عقب انتهاء ساعات العمل الرسمية للموظفين والعاملين بمؤسسات الدولة والقطاع الخاص بعد الساعة الخامسة عصرا مثلما حدث أمس.
وقد جاءت المشاركة الكبيرة للمصريين في عملية التصويت علي مدار أمس وصباح اليوم /الاثنين/ بمثابة الرسالة القوية للعالم أن الدولة المصرية بشعبها ومؤسساتها المختلفة على قلب رجل واحد، تدعهم وحدتهم وحبهم للوطن، متعهدين جميعا بالعمل علي مساندة بلادهم في استكمال مسيرة البناء والتنمية وأمن الوطن والانطلاق نحو بناء الجمهورية الجديدة وأهداف استراتيجية 2030.
وكان لمختلف اللجان الانتخابية اليوم بمناطق الهرم وفيصل والرماية والطالبية اليوم مشاهد مختلفة، حيث مثل كل منها قصة جميلة في حد ذاتها لجميع الناخبين والناخبات، خاصة الشباب والنساء والرجال كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة.. وكان الأبرز لقطات الأسرة الواحدة التي خرجت ليس فقط لمشاركة الأب والأم وأفراد الأسرة ممن لهم حق الانتخاب، ولكن تواجدهم مجتمعين فرحين يحملون الأعلام وينشدون الأغاني الوطنية مع الموسيقى المصاحبة للعرس الانتخابي، كما لو أنهم في رحلة سياحية وليس واجب انتخابي يجب القيام به.
وامتزجت المشاعر ما بين فرحة المشاركة في الانتخابات واجتماع الأسرة في نزهة خارج المنزل، ولكنها بطعم الوطن، يحكي خلالها الآباء للأبناء قصص بطولية لهذا الشعب عن المواقف التي عاشها الوطن على مر السنين، فيما ينصت الأبناء ويتعلمون أساس الانتماء وحب الوطن ودعم الدولة كأحد أهم وأقوى الأسلحة في حماية الأمن القومي المصري.
ومن المشاهد اللافتة أيضا بلجنة مدرسة "الصفا والمروة الثانوية" بمنطقة فيصل إفساح من هم أصغر سنا في الصفوف المنتظرة أمام اللجنة المجال أمام كبار السن للإدلاء بأصواتهم، وسط حضور مميز من السيدات.. وكذا، في لجان مدارس "محمد محمود عبد العزيز" و"أم القرى" و"حسام الدين" و"مدحت شتا" و"التربية الفكرية" حضورا مميزا للناخبين حيث احتشدوا أمام اللجان قبل بدء عملية التصويت بما يتجاوز الساعة.
وقد وفرت الهيئة الوطنية للانتخابات كافة السبل للناخبين من كبار السن والناخبين من ذوي الاحتياجات الخاصة خلال عملية التصويت، كما تم وضع إرشادات مكتوبة في كافة لجان الاقتراع لذوي الإعاقة السمعية لتسهيل عملية الاقتراع عليهم، كما يمكن لذوى الإعاقة البصرية التصويت عبر البطاقات المجهزة بطريقة "برايل" للتسهيل عليهم في أداء حقهم الدستوري.
وتتواصل عملية التصويت في الانتخابات الرئاسية 2024 حتى الساعة التاسعة من يوم غد /الثلاثاء/ لانتخاب رئيس للبلاد لست سنوات قادمة، وتضم القائمة أربعة مرشحين هم: المرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي "رمز النجمة"، والمرشح الرئاسي فريد زهران رئيس الحزب المصرى الديمقراطى "رمز الشمس"، والمرشح الرئاسي عبد السند يمامة رئيس حزب الوفد "رمز النخلة"، والمرشح الرئاسي حازم عمر "رمز السلم".
ووفقا للهيئة الوطنية للانتخابات مازالت تمضي العملية الانتخابية في يومها الثاني ومنذ أمس بشكل منتظم دون أية عقبات أو معوقات، حيث تلقت غرفة عمليات الهيئة ما يفيد بوجود توافد وإقبال كبيرين من جانب الناخبين على المراكز الانتخابية للإدلاء بأصواتهم، واطمأنت من رؤساء لجان المتابعة واللجان العامة المشرفة على لجان الاقتراع الفرعية على سلامة إجراءات فتح اللجان وسير عملية الاقتراع بسلاسة، وما إذا كانت هناك ثمة ملاحظات أو شكاوى قد وردت إليهم حتى يُمكن للهيئة الوطنية للانتخابات التدخل لإزالة أسبابها.

أ م ق/ ف ط م
/أ ش أ/