• الآفات الزراعية
    الآفات الزراعية


تقرير : عصام الدسوقي
هناك أرقام صادمة فى أفريقيا تشكل واقع حال للقارة ويصعب سماعها في بقاع أخرى على مستوى العالم، ويكفي أن نعلم والعهدة على "المركز الدولي للزراعة والعلوم البيولوجية" CABI أن مزارعي أفريقيا يفقدون ما يقدر بنحو 49 في المائة من محاصيلهم المتوقعة سنويا، وذلك بسبب أضرار فادحة تتعرض لها الإنتاجية الزراعية في القارة السمراء وعلى مدار عقود طويلة جراء الإصابة بالأمراض الزراعية والحشرات والآفات.
وقد تتعقد الصورة أكثر إذا أخذنا في الاعتبار ما قالته مجلة "ساينس" في إحدى تقاريرها الصادرة في العام الماضي حين رجحت أن تسوء أوضاع المحاصيل والزراعة في القارة الأفريقية أكثر فأكثر أخذا في الحسبان التغيرات المناخية الحادة، التي يرى باحثون أن ارتفاع درجات الحرارة في العالم تعزز من أعداد الحشرات وتزيد من شرهها نحو الغذاء، وتعمل على زيادة مستويات الاحتراق للآفات الزراعية ما يجعلها أكثر شرها واستهلاكا للنباتات والغذاء.
وتؤكد توقعات هؤلاء الباحثين أنه إذا زادت درجات الحرارة درجتين مئويتين، فإن الآفات الزراعية بمقدورها تدمير إنتاج الذرة - المحصول الغذائي الأكثر أهمية في أفريقيا - بما نسبته 30 في المائة تضاف على ما يلحق به من ضرر في الوقت الراهن.
غير أن للعلم دوما كلمة أخرى... ففي الكاميرون أعلن فريق من رواد الأعمال المبادرين أنهم يختبرون تقنية تعتمد على الذكاء الاصطناعي لمساعدة المزارعين الأفارقة على محاربة الآفات الزراعية وأمراض النباتات واستئصالها من منبعها، وتخطط "أجريكس تك" وهي شركة ناشئة تتخذ من العاصمة الكاميرونية ياوندي مقرا لها لإطلاق منصتها التقنية لمكافحة الآفات بحلول يناير 2020 بمجرد الانتهاء من النسخة التجارية لها وذلك من خلال تطبيق خاص على الهواتف المحمولة للمزارعين اعتمادا على اللغات المحلية لتحل بذلك محل المرشد الزراعي التقليدي.
وتعمل التقنية الجديدة على فحص أمراض النباتات وتقديم العلاجات الكيميائية والفيزيائية علاوة على تعيين المعايير الوقائية اللازمة ويتألف فريق "أجريكس تك"، الذي تأسس في عام 2018، من مهندسى اتصالات، ومهندسي ميكانيكا، ومطوري برمجيات، ومتخصصين في علوم أمراض المحاصيل ومهندسين زراعيين.
ويقول شياتو ماريبين وهو خبير استراتيجي لإدارة المخاطر الزراعية في "أجريكس تيك" إن معظم المزارعين في أفريقيا، خصوصا صغار المزارعين من أصحاب الحيازات الزراعية الصغيرة، ليست لديهم دراية بأصناف الآفات والأمراض التي تهاجم محاصيلهم "وفي محاولة لإيجاد حلول للتصدي لها، فإنهم يكتفون بإعداد مزيج يستخدمون فيه عدة مبيدات.. وهذا أمر غاية في الخطورة على الإنسان والبيئة".
ويستدرك ماريبين قائلا لكن مع "تقنية أجريكس" سيكون بوسع المزارعين استخدام تطبيق موجود على هاتفهم المحمول لإرسال استشارتهم المعززة بصور من عينات النباتات المصابة، ومن ثم يستطيع الحصول على حلول لمعالجتها، وسيتيح التطبيق تلك الحلول في صورة نصية أو مسموعة بلغات محلية أفريقية - وهو ما سيتيح لأقل الناس تعلما الاستفادة منها.
وجاءت لغات البيدجين، والولوف، والفانج، والفرنسية، والإنجليزية من بين اللغات التي طلبها العملاء الأوائل لشركة "أجريكس تك" في السنغال وبنين والكاميرون وهى تشكل فى مجملها لغات التخاطب المحلية للمزارعين فى تلك الدول.
وبحسب مطوري هذا التطبيق الجديد ، فإنه بمجرد ظهور النسخة التجارية من التقنية الجديدة مع مطلع العام المقبل سيكون من الممكن فحص العديد من الأمراض في الذرة، والأرز، والفلفل الرومي، والبصل، والطماطم، والبطاطس الإيرلندية، والفلفل، والمانجو، والليمون، والبطيخ، والخيار، والكرنب، والفول السوداني، والموالح، وتمر النخيل ، بالإضافة إلى أصناف أخرى عديدة.
ويقول مؤسس الشركة التقنية الكاميرونية الناشئة "سنضيف المزيد من خصائص الآفات للنباتات الأخرى مع ازدياد الطلب عليها.. نحن نرغب في تغطية والتركيز على الخضروات على وجه الخصوص لأنها الأكثر عرضة للأمراض، فما يلفت اهتمامنا هو الأكثر عرضة للآفات الزراعية".