• ترامب وخطته المثيرة للجدل للسلام في الشرق الأوسط
    ترامب وخطته المثيرة للجدل للسلام في الشرق الأوسط

وسط تحذيرات فلسطينية وترحيب إسرائيلي .. ترامب يعلن تفاصيل خطته للسلام غدا

القاهرة في 27 يناير / أ ش أ/ تقرير شحاتة عوض .. مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط

يبدو أن الأيام القادمة ستكون حافلة بالكثير من التطورات المثيرة والدرامية فيما يخص مستقبل القضية الفلسطينية ومصيرها بالكامل، وذلك على ضوء خطة السلام المثيرة للجدل ،والتي سيعلن عن تفاصيلها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب غدا / الثلاثاء/ وسط تحذيرات ومخاوف فلسطينية وترحيب إسرائيلي . ومن المنتظر أن تتضمن بنود هذه الخطة ،التي باتت تُعرف إعلاميا باسم" صفقة القرن" ويجرى الحديث عنها منذ أكثر من عامين ، خطوات وأفكارا لتسوية نهائية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
ورغم أن الجانب الأمريكي لم يكشف عن تفاصيل وبنود هذه الخطة بشكل رسمي ،فقد تحدثت تقارير صحفية إسرائيلية عن الجوانب السياسية لهذه الخطة، حيث كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت " الإسرائيلية في تقرير لها أمس / الأحد / عما قالت إنها بنود الخطة المرتقبة ، والتي تقترح " إقامة دولة فلسطينية بلا جيش أو سيادة،على مساحة 70 في المائة من الضفة الغربية الغربية المحتلة ، ويمكن أن تكون عاصمتها بلدة "شعفاط" شمال شرقي القدس".
ووفقا لما ذكرته الصحيفة ،نقلا عن مصادر إسرائيلية لم تسمها ، فإن خطة السلام الأمريكية المقترحة تسمح لإسرائيل بضم ما بين 30 إلى 40 بالمائة من أراضي المنطقة "ج" بالضفة الغربية.وكانت اتفاقية أوسلو للسلام بين الفلسطينين والإسرائيليين قد قسمت الضفة الغربية إلى ثلاث مناطق، هي: "أ" و"ب" و"ج"، وتمثل المنطقة "أ" نحو 18 في المائة من مساحة الضفة، وتسيطر عليها السلطة الفلسطينية أمنيًا وإداريًا، بينما تمثل المنطقة "ب" 21 في المائة وتخضع لإدارة مدنية فلسطينية وأمنية إسرائيلية.أما المنطقة "ج"، والتي تشكّل 61 في المائة من مساحة الضفة، فتخضع لسيطرة أمنية وإدارية إسرائيلية، وهو ما يتطلب موافقة سلطات الاحتلال الإسرائيلي على أي مشاريع أو إجراءات فلسطينية فيها.
ووفقا للخطة الأمريكية ، فإن الدولة الفلسطينية ستكون- حسبما تقول "يديعوت أحرونوت"- بدون جيش أو سيطرة على المجال الجوي والمعابر الحدودية، وبلا أية صلاحية لعقد اتفاقيات مع دول أجنبية. كما تنص الخطة - وفق الصحيفة الإسرائيلية - على الإبقاء على مدينة القدس المحتلة تحت "سيادة إسرائيل"، بما في ذلك الحرم القدسي الشريف والأماكن المقدسة التي تدار بشكل مشترك بين إسرائيل والفلسطينيين. ولا تتحدث الخطة عن تقسيم القدس ، لكن سيحصل الفلسطينيون على كل ما هو خارج حدود جدار الفصل المحيط بالمدينة المقدسة.
وقد استبق الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي الاعلان عن خطة السلام الأمريكية بشكل رسمي ، بموقفين متناقضين بشكل كامل. فبينما حذر الفلسطينون من أن هذه الخطة تهدف لتصفية القضية الفلسطينية بالكامل وأنها تشكل حربا مفتوحة على الشعب الفلسطيني ،وتوعدوا بالتصدي لها ، اعتبرها الجانب الاسرائيلي– في المقابل- فرصة تاريخية لن تتكرر.
ولا شك أن هناك الكثير من الأسباب والعوامل التي يمكن أن تبرر هذا التناقض الحاد بين طرفي النزاع إزاء هذه المبادرة. وهذه الأسباب التي تدفع الفلسطينيين لرفض المبادرة والتشكيك فيها ،واعتبارها تصب في صالح إسرائيل وتهدف لتصفية قضية فلسطين، هي ذاتها التي تفسر التأييد والترحيب الإسرائيلي اللافت بالمبادرة حتى قبل أن تُعلن تفاصيلها بشكل كامل .
لمتابعة تقارير مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط ، يرجى الاشتراك في النشرة العامة للوكالة .
/ أ ش أ /