• سعيد
    سعيد

شادية محمود
رحيل فارس سلطنة عمان ٠٠ السلطان قابوس بن سعيد

القاهرة فى ١١ يناير أ ش أ //٠٠٠٠٠٠ تقرير شادية محمود ( مركز دراسات وأبحاث الشرق الأوسط )
بوفاة السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان ، "الحاكم الثاني عشر لأسرة آل بو سعيد" ، فى ساعة مبكرة من صباح اليوم ( السبت ) عن عمر يناهز ٧٩ عاما ، يكون قد رحل صاحب أطول فترة حكم من بين الحكام العرب والثالث في العالم ، وتكون الأمة العربية قد فقدت حاكما اتصف بالحكمة والحياد والوفاء والمحبة لشعبه .
فيما تكون سلطنة عمان ، قد فقدت بانى نهضتها ، الذى قاد نهضة شامخة فى البلاد أرساها على مدى ٥٠ عاما ، منذ تقلد أمور الحكم فى ٢٣ يوليو عام ١٩٧٠ ، حيث تعد مسيرة حكمة حافة بالعطاء الذى شمل السلطنة من مشرقها لمغربها ، واسفرت عن سياسة متزنة شهد لها العالم ٠
ليس للسلطان قابوس وريث يخلفه في الحكم، ولذلك فالمادة السادسة من الدستور تنص على أن مجلس العائلة الحاكمة يختار وريثا للعرش بعد أن يصبح العرش شاغرا، و للسلطان قابوس عدد من أبناء الأعمام في الأسرة المالكة يشغلون قيادات حكومية عليا بالبلاد يمكن لأي واحد منهم أن يلي العرش من بعده ،ويكون ذلك بانتخابه من مجلس الأسرة الحاكمة، كما نصت على ذلك بنود الكتاب الأبيض المختص بشئون الحكم والمُلك والإدارة للبلاد.
ولد السلطان قابوس فى ١٨ نوفمبر عام ١٩٤٠ ، فى صلالة ،و هو الابن الوحيد للسلطان سعيد بن تيمور بن فيصل آل سعيد، تلقى دروس المرحلة الإبتدائية والثانوية في صلالة ، وفى سبتمبر عام 1958 أرسله والده إلى المملكة المتحدة حيث واصل تعليمه في إحدى المدارس الخاصة ، ثم إلتحق في عام 1960بأكاديمية " ساندهيرست العسكرية الملكية "، وأمضى فيها عامين و هي المدة المقررة للتدريب ، حيث درس العلوم العسكرية وتخرج فيها برتبة ملازم ثان، ثم إنضم إلى إحدى الكتائب العاملة في ألمانيا الاتحادية آنذاك لمدة ستة أشهر مارس خلالها العمل العسكري.
بعدها عاد إلى المملكة المتحدة حيث تلقى تدريباً في أسلوب الإدارة في الحكومة المحلية ، هناك وأكمل دورات تخصصية في شئون الإدارة وتنظيم الدولة، ثم هيأ له والده الفرصة التي شكلت جزءا من إتجاهه بعد ذلك ، فقام بجولة حول العالم إستغرقت ثلاثة أشهر زار خلالها العديد من دول العالم ٠

وبعد عودته إلى بلاده ، تعمق على إمتداد السنوات الست التالية في دراسة الدين الإسلامي ، وكل ما يتصل بتاريخ وحضارة السلطنة دولة وشعباً على مر العصور ، مما كان له عظيم الأثر في توسيع مداركه ووعيه بمسؤولياته تجاه شعبه والإنسانية ، واتيحت له الفرصة لقراءة الكثير من الأفكار السياسية والفلسفية للعديد من المفكرين الذين شكلوا فكر العالم.