• يوم الشباب العالمي
    يوم الشباب العالمي

القاهرة في 9 أغسطس / أ ش أ / مجدي أحمد... مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط

يحيي العالم يوم 12 أغسطس من كل عام يوم الشباب العالمي ، ويأتي الاحتفال هذا العام 2019 تحت شعار " النهضة بالتعليم " حيث يسلط الضوء على الجهود المبذولة بما في ذلك جهود الشباب أنفسهم لإتاحة التعليم للجميع وتيسيره أمام الشباب. وتأسيسا على الهدف 4 من خطة التنمية المستدامة لعام 2030، الذي ينص على "ضمان التعليم الجيد المنصف والشامل للجميع وتعزيز فرص التعلم مدى الحياة للجميع"، فالمراد هو البحث في كيفية تركيز الحكومات والشباب والمنظمات المعنية بقضايا الشباب وغيرها من أصحاب المصلحة على النهضة بالتعليم بما يصنع منه أداة قوية لتحقيق خطة التنمية المستدامة لعام 2030.
ويوجد حالياً 1.8 مليار شاب تتراوح أعمارهم بين 10 و 24 سنة في العالم، وهذا هو أكبر عدد من الشباب على الإطلاق. إلا أن 1 من كل 10 أطفال يعيش في مناطق الصراع و 24 مليون منهم لا يذهبون إلى المدارس. وأدى غياب الاستقرار السياسي وتحديات سوق العمل والفضاءات المحدود للمشاركة السياسية والمدنية إلى زيادة عزلة الشباب في المجتمعات.
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد أقرت في قرارها 120/54 في 17 ديسمبر 1999، إعلان 12 أغسطس من كل عام بوصفه يوما دوليا للشباب، ليكون بمثابة احتفال سنوي بدور الشابات والشباب كونهن شركاء أساسيين في التغيير، فضلا عن كونه فرصة للتوعية بالتحديات والمشكلات التي تواجه أولئك الشباب والشابات في كل أنحاء العالم.
ويعد التعليم المتاح والشامل أمراً بالغ الأهمية لتحقيق التنمية المستدامة، حيث يمكن له أن يضطلع بدور في منع نشوب الصراعات. وفي الواقع، فالتعليم مضاعف للتنمية، لأنه له دور محوري في تسريع التقدم المحرز في جميع أهداف التنمية المستدامة الـ 17 ذات الصلة به، سواء أكان ذلك هدف القضاء على الفقر، أو هدف الصحة الجيدة، أو هدف المساواة بين الجنسين، أو هدف العمل اللائق والنمو الاقتصادي، أو الحد من التفاوت، أو هدف العمل في مجال المناخ، أو هدف إنشاء المجتمعات المسالمة. فيجب أن يؤدي التعليم إلى نتائج تعليمية ذات صلة وفعالة، من حيث مناسبة محتوى المناهج الدراسية للأغراض المرادة منها، وليس للثورة الصناعية الرابعة ومستقبل العمل وحسب، وإنما مناسبة كذلك للفرص والتحديات المغيرة السياقات الاجتماعية.
إن الدور الحاسم الذي يضطلع به التعليم الجيد في تنمية الشباب هو أمر لا خلاف عليه. وفضلا عن ذلك، تفيد التنمية الشاملة للشباب المجتمع ككل. ومع ذلك، فإن مما يجهله كثيرون هو أن الشباب أنفسهم هم أبطال نشيطون في مجال تحقيق التعليم الشامل والميسر للجميع. وتسعى المنظمات التي يقودها الشباب، وكذلك الأفراد أنفسهم من الشباب، جنبا إلى جانب مع مختلف أصحاب المصلحة والحكومات، إلى النهضة بالتعليم بشكل ملموس بحيث يصبح أداة أساسية للتنمية المستدامة والشمول لمختلف الفئات الاجتماعية. فعلى سبيل المثال، تقوم المنظمات التي يقودها الشباب بالنهضة بالتعليم من خلال الجهود المبذولة في وسائل الضغط والدعوة، وإقامة الشراكات مع المؤسسات التعليمية، وتطوير برامج تدريبية تكميلية، وغيرها من تلك الجهود.
وتشير توقعات جديدة صادرة عن اليونسكو، إلي أنه بعد مرور قرابة 5 سنوات على اعتماد الأمم المتحدة لأهداف التنمية المستدامة لعام 2030، أن بلدان العالم لن تتمكن من الوفاء بالتزاماتها في مجال التعليم بموجب أهداف التنمية المستدامة، ولا سيما الهدف 4 منها، إلا إذا أحرزت تقدماً جاداً خلال العقد المقبل. وتشير التقارير إلي أنه في الوقت الذي ينبغي فيه على جميع الأطفال أن يكونوا على مقاعد الدراسة، سوف يتبقى طفل واحد من بين كل 6 أطفال، تتراوح أعمارهم بين 6 و17 عاماً، خارج المدرسة. وتشير التحليلات أيضاً إلى أن 40% من الأطفال على مستوى العالم لن يتمكنوا من إكمال تعليمهم الثانوي، ومن المتوقع أن تصل هذه النسبة إلى 50% في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى التي تشهد انخفاضاً في نسبة المعلمين المدربين منذ عام 2000.

أ ش أ