• اليوم العالمي للإذاعة
    اليوم العالمي للإذاعة

القاهرة في 12 فبراير / أ ش أ / مجدي أحمد ... مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط

يحيي العالم غدا ( الأربعاء ) اليوم العالمي للإذاعة لعام 2019 تحت شعار " الحوار والتسامح والسلام" ، حيث يسلط الضوء علي دور الإذاعة في بناء عالم أكثر سلماً وتسامحاً، وإبراز أهمية الإذاعة باعتبارها قوة لحشد المشاركة المدنية والتنمية، ناهيك عن دورها في الاحتفال بالبشرية في ظل تنوعها. كما توفر الإذاعة منبرا للحوار والنقاش الديمقراطي حول القضايا ، مثل الهجرة أو العنف ضد المرأة ، وأن تساعد في رفع مستوى الوعي بين المستمعين ويلهم الفهم لوجهات نظر جديدة في تمهيد الطريق للعمل الإيجابي . كما يمكن للبرامج الإذاعية أن تبني التسامح وتتجاوز الاختلافات التي تفصل بين المجموعات عن طريق توحيدها في إطار غايات وأهداف مشتركة ، مثل ضمان التعليم لأطفال أحدهم أو معالجة الشواغل الصحية المحلية. وتدعو اليونسكو جميع المحطات الإذاعية في العالم إلى الاحتفال بهذا اليوم، وذلك من خلال تنظيم نقاشات عن ماهية الغير، وإشراك مستمعيهم، ومنح صوت لمن لا صوت له، وتشجيع المستمعين على مشاركة تجاربهم الخاصة، وتشجيع العمل التشاركي بروح التسامح والسلام والديمقراطية.
وجاءت فكرة الاحتفال بهذا اليوم من قبل الأكاديمية الإسبانية للإذاعة وجرى تقديمها رسمياً من قبل الوفد الدائم لإسبانيا لدى اليونسكو في الدورة 187 للمجلس التنفيذي في شهر سبتمبر 2011. واقترح المدير العام لليونسكو تعيين 13 فبراير يوما عالميا للإذاعة، لأن الأمم المتحدة أنشأت في مثل ذلك اليوم من عام 1946 إذاعة الأمم المتحدة. وفي 14 يناير 2013 ، أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار 124 / 67 ، باعتبار يوم 13 فبراير يوماً عالمياً للإذاعة . والهدف من هذا اليوم هي إذكاء الوعي بين الجمهور ووسائل الإعلام بأهمية الإذاعة، وتشجيع صناع القرار علي إنشاء وإتاحة إمكانية الوصول إلى المعلومات بطريق الإذاعة، فضلا عن تعزيز التواصل والتعاون الدولي بين جهات البث.

وأشار " أنطونيو غوتيريش" الأمين العام للأمم المتحدة في رسالتة ، إلي أن الإذاعة أداة لها مفعول قوي. فحتى في عالم اليوم الذي تهيمن عليه الاتصالات الرقمية، يصل صوت الإذاعة عددا من الناس يفوق عدد من تصلهم أي منابر إعلامية أخرى. وأضاف غوتيريش ، أن الإذاعة وسيلة تنقل المعلومات الحيوية وتذكي الوعي بشأن القضايا الهامة. وهي منبر يمكن للناس استعماله شخصيا والتفاعل على موجاته لإيصال آرائهم وشواغلهم ومظالمهم. بل الإذاعة أداة يمكن أن تشكل المجتمعات المحلية. وفي الأمم المتحدة، ولا سيما في عمليات حفظ السلام التي نضطلع بها، تعتبر الإذاعة وسيلة حيوية لإعلام الناس المتضررين بالحرب ولم شملهم ومدهم بأسباب التمكين. ودعا غوتيريش ، إلي الاعتراف في هذا اليوم العالمي للإذاعة ، بما للإذاعة من قدرة على تعزيز الحوار والتسامح والسلام .
لقد استطاعت الإذاعة ، منذ البث الأول قبل ما يزيد عن 100 عام، أن تكون مصدر معلومات قوية لتعبئة التغيير الاجتماعي ونقطة مركزية لحياة المجتمع . ومن بين وسائل الإعلام التي تصل إلى الجمهور على أوسع نطاق في العالم . وفي عصر التقنيات الجديدة، لا تزال هذه المنصة أداة اتصال قوية ووسيلة إعلام رخيصة ومتاحة للجميع . والإذاعة مناسبة جدا للوصول إلى المجتمعات النائية والفئات الضعيفة، من مثل: الأميين وذوي الإعاقة والنساء والشباب والفقراء، وهي تتيح في الوقت ذاته منبرا للمشاركة في النقاش العام، بغض النظر عن المستوى التعليمي للناس. وفضلا عن ذلك، تضطلع الإذاعة بدور كبير وخاص في التواصل في حالات الطوارئ وتقديم الإغاثة في حالات الكوارث. وهناك كذلك تغييرات في الخدمات الإذاعية في الوقت الحاضر الذي يشهد نوعا من التقارب بين وسائل الإعلام، حيث غدت تعتمد على استخدام الوسائل التكنولوجية من مثل تقنيات النطاق العريض والهواتف النقالة والأجهزة اللوحية.

وتلعب الاذاعة دوراً هاماً وحيوياً في عمليات البناء المجتمعي ، وفي تنمية الحس الوطني ، وفي تقوية الجبهة الداخلية للمجتمعات والاوطان من خلال برامج وعمليات التوعية الجمعية للحواضر الانسانية تجاه القضايا السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية التي تهم الوطن والمواطن معا .لهذا فالإذاعة يملك الداء والدواء يضيء وفي نفس الوقت يحرق خاصة بعد دخول الإذاعة الرقمي العصر الذي أصبح يؤثر في الأجيال الشابة رأيا وسلوكا واتجاها .لقد أصبحت الإذاعة أداة رئيسة في تشكيل الراي العام وتوطيد ثقافة الحوار وزيادة الوعي ومعرفة الاخر بل أصبحت محرك نفاذ نحو تعزيز ثقافة التسامح ومد جسور التواصل الانساني من خلال محاصرة خطاب الكراهية ونبذ ثقافة العنف وعدم التحشيد والاصطفاف تجاه التصادم الحضاري، بل على العكس أصبحت أداة حضارية لمد جسور التعارف والتواصل الإنساني من أجل ما فيه خير لحياة الإنسان واستقراره . لهذا فدور الإذاعة آخذ بالتعاظم في النشاط البشري وعلى جميع الأصعده ، خاصة فيما يتعلق ببناء قيم المجتمعات الانسانية من خلال تطويرها وتنميتها فكرا وثقافة وسلوكا ايجابيا. لقد بدأ البث الإذاعي التجريبي في عام 1910، حينما نقل لي دي فورست برنامجاً، من مسرح غنائي، في مدينة نيويورك، في الولايات المتحدة الأمريكية، نجمه المغني الشهير، إنريكو كاروسو. وبدأت خدمات البث الإذاعي، في العديد من الدول في عشرينيات القرن العشرين.

أ ش أ