• اليوم العالمي للعدالة الاجتماعية
    اليوم العالمي للعدالة الاجتماعية

القاهرة في 18 فبراير / أش أ / مجدي أحمد ... مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط

تحيي منظمة العمل الدولية بعد غد ( الاربعاء ) اليوم العالمي للعدالة الاجتماعية 2019 تحت شعار " العمل لأجل العدالة الاجتماعية طريقنا للسلم والتنمية "، حيث أن العدالة الاجتماعية مبدأ أساسي من مبادئ التعايش السلمي داخل الأمم وفيما بينها الذي يتحقق في ظله الازدهار. ومن ثم فعندما نعمل على تحقيق المساواة بين الجنسين أو تعزيز حقوق الشعوب الأصلية والمهاجرين يكون ذلك إعلاءً منا لمبادئ العدالة الاجتماعية. وعندما نزيل الحواجز التي تواجهها الشعوب بسبب نوع الجنس أو السن أو العرق أو الانتماء الإثني، أو الدين أو الثقافة أو العجز نكون قد قطعنا شوطا بعيدا في النهوض بالعدالة الاجتماعية.

وبالنسبة للأمم المتحدة، يشكل السعي إلى كفالة العدالة الاجتماعية للجميع جوهر رسالتنا العالمية ألا وهي تحقيق التنمية وصون كرامة الإنسان. وما اعتماد منظمة العمل الدولية في العام الماضي للإعلان الخاص بالوصول إلى العولمة المنصفة من خلال العدالة الاجتماعية إلا مثال واحد على التزام منظومة الأمم المتحدة بالعمل على تحقيق العدالة الاجتماعية. فالإعلان يركز على ضمان حصول الجميع على حصة عادلة من ثمار العولمة مما يتأتى بتوفير فرص العمل والحماية الاجتماعية ومن خلال الحوار الاجتماعي وإعمال المبادئ والحقوق الأساسية.

وتشير تقديرات منظمة العمل الدولية إلى أن حوالي ملياري شخص يعيشون حالياً في أوضاع هشة متأثرة بالنزاعات، منهم أكثر من 400 مليون تتراوح أعمارهم بين 15 و 29 سنة. كما تشير منظمة العمل الدولية ان خلق فرص عمل وتوفير نوعية أفضل من المهن وتحسين فرص الوصول إلى الأشغال لـ40 % ممن هم في أمس الحاجة للعمل، كفيل بزيادة الدخل العام والمساهمة في بناء مجتمعات أكثر تماسكاً وإنصافاً، عصية على الصراعات العنيفة وقادرة على التصدي للتحديات التي تلي الصراعات. وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد اعتمدت القرار 10/62 في نوفمبر 2007 ، للاحتفال سنوياً في 20 فبراير بوصفه اليوم العالمي للعدالة الاجتماعية.

وكشف تقرير صادر عن منظمة العمل الدولية الصادر بعنوان "عالم التوظيف والتوقعات الاجتماعية: اتجاهات عام 2019""، أنه بينما يحرز العالم تقدماً بمعدلات بطيئة جداً في خفض معدلات البطالة، إلا أن ظروف العمل السيئة وقلة فرص العمل اللائق، مازالت هي التحدي الأكبر للناس في أسواق العمل في الكثير من دول العالم. وتظهر البيانات الجديدة التي تضمنها التقرير ، أن الغالبية من مجموع الـ 3.3 مليار شخص في سوق العمل خلال عام 2018 ظلوا يعانون إحساساً أقل بالأمان لعدم كفاية الأمن الاقتصادي والرفاه المادي وتكافؤ الفرص.
وقد أشار "ديميان غريمسو" مدير البحوث في منظمة العمل الدولية، أنه من النتائج الرئيسية في تقرير الاتجاهات المتوقعة للتوظيف لعام 2019، إلي أن البطالة تواصل الانخفاض منذ الأزمة المالية بمعدلات بطيئة جدا، وهي ثابتة الآن، ووصول البطالة إلى مستوى منخفض هو من الأخبار السارة، لكن ما يثير قلقنا هو عدم وجود فرص للعمل اللائق، بشكل كاف، فمن بين الـ 3.3 مليار الذين يعملون في العالم الآن، يقلقنا أن الكثير منهم يواجهون إحساسا بعدم الأمان فيما يخص مستقبل مداخيلهم.
ويحذر التقرير من أن بعض نماذج الأعمال الجديدة ، بما في ذلك تلك التي ميكنتها التكنولوجيات الجديدة ، حيث تهدد بتقويض إنجازات سوق العمل الحالية في مجالات مثل تحسين شكل العمالة والأمن والحماية الاجتماعية ومعايير العمل، ما لم يواكب صانعو السياسة هذا التحدي. وقال "داميان غريمسو" مدير البحوث في منظمة العمل الدولية، إلي إن التواجد في العمل لا يضمن دائما العيش الكريم. فعلى سبيل المثال ، يعيش 700 مليون شخص في فقر شديد أو معتدل على الرغم من توظيفهم.
وقد أبرز التقرير عدداً من القضايا المهمة مثل عدم إحراز تقدم في سد الفجوة بين الجنسين في المشاركة في قوة العمل، مشيرًا إلى أن 48% فقط من النساء يسهمن كقوى عاملة في سوق العمل مقارنة بنسبة 75% من الرجال. كما أن النساء يشكلن أكثر بكثير من القوى العاملة الكامنة غير المستغلة. كما يشير التقرير إلى استمرار ظاهرة العمالة غير الرسمية إذ تصل نسبة العمال المصنفين تحت هذه الظاهرة حيث يبلغ عددهم ملياري عاما أي 61% من القوة العاملة في العالم. ومما يثير القلق أيضاً أن أكثر من واحد من كل خمسة شبان (أقل من 25 سنة) ليسوا في العمل أو التعليم أو التدريب ، مما يهدد آفاق عملهم المستقبلية. ويبرز التقرير السنوي أيضا بعض جيوب التقدم. إذا تمكن الاقتصاد العالمي من تجنب حدوث هبوط كبير ، فمن المتوقع أن تتراجع البطالة أكثر في العديد من البلدان. كما كان هناك انخفاض كبير في فقر العمل في الثلاثين سنة الماضية ، لا سيما في البلدان المتوسطة الدخل ، وارتفاع في عدد الأشخاص في التعليم أو التدريب.

أ ش أ