• المظاهرات في جنوب العراق تدخل اسبوعها الثاني والمطالب اقتصادية
    المظاهرات في جنوب العراق تدخل اسبوعها الثاني والمطالب اقتصادية

القاهرة في 16 يوليو /أ ش أ/ تقرير: شحاتة عوض (مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط)

تعيش مدن جنوب العراق وعلى رأسها البصرة منذ أكثر من أسبوع على وقع مظاهرات غاضبة تخللتها أعمال عنف واشتباكات مع قوات الشرطة والأمن مما أدى إلى سقوط عدد من القتلى وعشرات المصابين حتى الآن، فيما أعلنت السلطات العراقية حالة الاستنفار الأمني وفرضت حظرا للتجول في جنوب البلاد، واتهمت من وصفتهم بـ"العناصر المندسة" باستغلال المظاهرات لارتكاب أعمال عنف وتخريب للمنشآت العامة.
هذه المظاهرات الغاضبة، التي تتزامن مع الجهود والمشاورات الرامية لتشكيل حكومة عراقية جديدة، جاءت احتجاجا على تدهور الأوضاع المعيشية ونقص وتردي مستوى الخدمات الأساسية من مياه وكهرباء، وارتفاع معدلات البطالة في مناطق ومدن الجنوب العراقي، إلى جانب الاحتجاج على انتشار الفساد المالي والإداري في الدوائر الحكومية بتلك المحافظات.
وكانت شرارة المظاهرات قد اندلعت يوم 8 يوليو الجاري في مدينة البصرة، عندما فتحت قوات الأمن النار على متظاهرين كانوا يطالبون بتوفير فرص عمل لهم وتحسين مستوى الخدمات في المدينة، ومن ثم اتسع نطاقها ليشمل مختلف محافظات ومدن الجنوب مثل النجف وميسان وبابل وذي قار وواسط وغيرها، ووصلت حتى مشارف العاصمة بغداد.
وقد شهدت هذه الاحتجاجات أعمال عنف واشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين الذين حاولوا اقتحام العديد من المقار والمباني الحكومية في تلك المحافظات، من بينها مطار النجف ومبنى محافظة البصرة، مما أدى إلى سقوط عشرات الجرحى والمصابين وفقا للمصادر الطبية العراقية.
وفي محاولة منه لاحتواء هذا الغضب الشعبي المتزايد زار رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته حيدر العبادي مدينة البصرة يوم الجمعة الماضي، معلنا عن حزمة من الإجراءات لتحسين الأوضاع المعيشية والخدمية ومواجهة البطالة في المحافظة من خلال مخصصات مالية بقيمة 5ر3 تريليون دينار عراقي (حوالي 3 مليارات دولار)، لكن هذه الإجراءات لم تفلح في احتواء المظاهرات بل أنها امتدت إلى محافظات أخرى.
وتطرح مظاهرات الجنوب العراقي تساؤلات عديدة حول أسبابها وتوقيتها ودلالاتها والرسائل التي تحملها، وحول مدى قدرة الحكومة العراقية برئاسة حيدر العبادي على احتوائها، والسيناريوهات المحتملة لمسارها، وانعكاسات كل ذلك على مستقبل المشهد السياسي العراقي برمته؟.
لمتابعة تقارير مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط ، يرجى الاشتراك في النشرة العامة للوكالة .
/ أ ش أ /