نزار قباني ..رئيس جمهورية الشعر
في 30 أبريل 1998 توفي أحد أعمدة الشعر العربي ، الشاعر نزار قباني تاركًا إرثًا غزيرًا من المؤلفات الأدبية والشعرية مازالت معلقة في أذهان شعوب الوطن العربي . ولد نزار قباني في 12 مارس 1923 في دمشق ، وكان والده زعيماً وطنياً ومن الأعيان ، وقد ورث الشعر عن عم والده أبو خليل القباني الشاعر الكبير، والمؤلف، والملحن، ورائد المسرح العربي في القرن التاسع عشر. تلقى نزار تعليمه في الكلية العلمية الوطنية في دمشق، وكانت تنهج هذه المدرسة نهجاً دراسياً حديثاً، حيث كانت اللغة الفرنسية هي اللغة الثانية، فاستطاع الاطلاع على الأدب الفرنسي، و على الثقافة الأوروبية وعلى فكرها الأدبي، كما اهتم أيضا بالرسم ثم الموسيقى، ثم اهتم بالشعر و وجد نفسه فيه، فصار يبدع في قصائده المختلفة وكأنه يرسم لوحاته بالألوان، وقد كتب أول قصيدة له عام 1939 وهو طالب في المدرسة في سن السادسة عشر، أثناء تواجده في رحلة مدرسية على متن باخرة كانت متجهة إلى إيطاليا، فكتب قصيدته "قالت السمراء" والتي كانت عنواناً لأول ديوان شعري صدر له عام 1944. التحق نزار بـ كلية الحقوق عام 1941، و فور تخرجه عام 1945 عمل في السلك الدبلوماسي في وزارة الخارجية، حيث عين سفيرًا لعدة دول، منها القاهرة، ولندن، والصين، وإسبانيا، وتركيا، وقد أتاح له هذا العمل الاطلاع على ثقافة تلك الدول ، لكنه استقال من عمله عام 1966. واستقر في لبنان لكي يتفرغ لكتابة الشعر، و أسس دار نشر خاصة بأعماله سماها "منشورات نزار قباني" . تميز قباني بلغته الشعرية ، حيث اهتمً عندما بدأ الكتابة باللغة التي سيكتب بها، فاختار لغة تكون وسطاً بين لغة الفصاحة المتقنة ولغة المشافهة اليومية الجارية على الألسن، فجاء بلغة بسيطة سلسة تحاكي لغة الشارع العربي، واستمدّت مفرداتها من الحياة اليومية، فامتازت ألفاظها بالبعد عن التعقيد والغرابة، حيث لا يحتاج لشرح لما ترمي إليه القصيدة، و أطلق نزار على لغته الشعرية الجديدة "اللغة الثالثة"، وأصبحت سمة خاصة بشعره تفرد بها، وعلى الرغم من بساطتها إلّا أنّه يصعب تقليدها ، كما تميز بتنوع القافية و عدم الالتزام بالوزن التقليدي، والذي يقوم على بناء القصيدة على قافية واحدة. تميز نزار قباني بأنه كان شاعرًا متفاعلاً مع قضايا عصره، وحمل على عاتقه هموم الشعوب العربية، حيث قال "الشعوب وحدها هي التي تشغل بالي، وتستأثر باهتماماتي، وهي مرجعي العاطفي والشعري والتاريخي والثقافي". مر نزار قباني بعدة ظروف اثرت عليه وظهرت أثارها على شعره وذكرها في كتابته النثرية ومنها : انتحار شقيقته بسبب رفض أهلها الزواج بمن تحب، فكان موتها أحد العوامل التي دفعته للكتابة عن المرأة والحب ، ولذلك أطلق عليه لقب "شاعر المرأة"، ووفاة والدته أيضا التي كانت تمثل له مصدر العطف والحنان ،كذلك وفاة والده الذي كان يمثل له رمزاً من رموز الوطن، ووفاة ابنه وزوجته أيضا ،وعمله الذي كان يتطلب سفرًا مستمرًأ خلق عنده إحساس بعدم الاستقرار والغربة والحنين إلى الوطن. كما كانت أحداث الوطن العربي وقضية فلسطين ،لبنان ،و مصر لها أثر كبير عليه . ترك نزار قباني إرثاً غزيراً من المؤلفات الأدبية والشعرية ومن المؤلفات النثرية : كتاب "يوميات مدينة كان اسمها بيروت" ، "الكلمات تعرف الغضب" ، "الشعر قنديل أخضر" وغيرها .ومن المؤلفات الشعرية :ديوان " أنت لي" ،" الرسم بالكلمات" ، "مائة رسالة حب " ، قصيدة "هوامش على دفتر النكسة، " العصافير لا تطلب تأشيرة الدخول" وغيرها . حصل نزار قباني على العديد من الجوائز والأوسمة العربية والعالمية، منها: وسام الجمهور من المحيط إلى الخليج وهو أرفع وسام حصل عليه، وسام الاستحقاق الثّقافي الإسباني عام 1964، وقد حصل على هذا الوسام تقديراً لجهوده في إقامة الصلات الثقافية بين العرب وإسبانيا، جائزة سلطان بن علي العویص للإنجاز العلمي والثقافي، حصل عليها في دبي عام 1994،و وسام الغار قدمه له النّادي السوري الأمريكي في بلدیة دمشق (C,D) عام 1994،میدالیة التقدير الثقافي قدمتها له الجمعية الطبیة العربية الأمريكية، عام 1994. وعضوية شرفية في جمعية خریجي الجامعة الأمريكية في بيروت ، وحصل على درع الجمعية عام 1995،و جائزة جبران العالمية، قدمتها له رابطة إحياء التّراث العربي، في سیدني، أستراليا. الصور من مركز التوثيق الفوتوغرافي أ ش أ إعداد / شيماء حسين
- مصر/نزار قاني/ذاكرة أ ش أ
-
نزار قباني ..رئيس جمهورية الشعرنزار قباني .. شاعر المرأة
Total Downloads (0)