ذكرى رحيل الفنان القدير عزت العلايلي

تحل اليوم الخامس من فبراير ذكرى وفاة فنان مصري اصيل عرف بالمثقف والفدائي والسياسي ، مثالًا للفن الراقي، ونموذجًا للإخلاص ، أحبه الملايين، جسد بنجاح أروع الشخصيات التي أصبحت علامة في تاريخ السينما المصرية. عزت العلايلي من مواليد 15 سبتمبر عام 1934 بحي باب الشعرية ، عشق التمثيل منذ طفولته، وبدأ تعلقه بالمسرح ، وورث عن والده حب الشعر والقراءة لما كان والده يمتلك مكتبة كبيرة تضم أمهات الكتب في الشعر والأدب والسياسة . التحق عزت العلايلي بالمعهد العالي للفنون المسرحية، فقد كان عشقه للفن يداعب خياله ، ولكن عند تخرجه عام 1960 لم تكن الفرص متاحة بسهولة للاندماج في المجال الفني، وحتى يقترب أكثر من حلمه عمل معدًا ببرامج التليفزيون. كانت بدايته من خلال التلفزيون حيث كلفه دكتور عبد القادر حاتم بالسفر إلى بريطانيا لمشاهدة عروض المسرح هناك، لتقديم عروض على غراره تنطلق من فرق مسرح التلفزيون، الذي أسسه وزميله رشوان توفيق والمخرج أحمد توفيق، كما قام بإعداد وكتابة بعض البرامج والتمثيليات . وكان فيلم «رسالة من امراة مجهولة» 1962 أمام فريد الأطرش ولبني عبد العزيز هو أول ظهور سينمائي له. وتوالت أفلامه بأدوار لافتة مثل بين القصرين 1962، والسيد البلطي 1967، وقنديل أم هاشم 1968، لكن الفرصة الكبيرة جاءته من خلال فيلم «الأرض» للمخرج يوسف شاهين وشارك في بطولته أمام محمود المليجي وجسد من خلاله شخصية الفلاح عبد الهادي، وهو الفيلم الذي تم ترشيحه للسعفة الذهبية أكبر جوائز مهرجان كان السينمائي، وأصبح العلايلي بعد ذلك هو الممثل المفضل لدى يوسف شاهين حيث اختاره لبطولة فيلم «الاختيار»1971 وقدم فيه العلايلي شخصية البطل المصاب بانفصام الشخصية التي اعتبرها الفنان الراحل من أصعب الأدوار التي لعبها في حياته، كما تكررت لقاءاته مع يوسف شاهين في فيلمي الناس والنيل، وإسكندرية ليه. ويعد فيلم «السقا مات» من أبرز أعمال العلايلي مع المخرج صلاح أبو سيف، والتقى معه مجددًا في فيلم «القادسية» مع سعاد حسني . وخلال فترة الثمانينيات قدم العديد من الأفلام المميزة منها التوت والنبوت، الطوق والأسطورة، الإنس والجن، صرخة ندم، وغيرها، قبل أن يبدأ التسعينات بفيلم المواطن مصري أمام النجم عمر الشريف. الفنان عزت العلايلي، من أشهر من قدموا الأعمال الفنية ذات الطابع الوطني، خلال مسيرته الفنية، ولعل من أبرز تلك الأعمال الراسخة في وجدان الفن المصري تقديمه لشخصية العقيد راضي قائد العملية في فيلم الطريق إلى إيلات، و عبارته الشهيرة التي لاتزال متداولة حتى الآن: (عاش خاين ومات كافر)، التي قالها أثناء تجسيده لشخصية العقيد نادر لاشين في فيلم بئر الخيانة أمام الفنان الراحل نور الشريف. وفي التلفزيون قدم العلايلي أعمالًا بارزة جسد من خلالها أدوارًا اجتماعية ودينية وتاريخية على غرار: «الإمام الطبري، عبد الله النديم، بوابة الحلواني، شيء في صدري، ميرامار، اللص والكلاب، العائلة كان آخرها مسلسل "قيد عائلي". ورغم قلة أعماله المسرحية فقد حققت عروضه نجاحًا جماهيريًا ومنها المسرحية الغنائية أمام المطربة وردة الجزائرية «تمر حنة، العمر لحظة، الإنسان الطيب، واهلا يابكوات التي قدمها على خشبة المسرح القومي وأعيد تقديمها لأكثر من موسم مسرحي. وحصل عزت العلايلي على جوائز عديدة وتكريمات مصرية وعربية في مهرجانات دبي وقرطاج ووهران، كما حظي بتكريم مهرجان الإسكندرية السينمائي . ويعد العلايلي أحد نجوم السينما الكبار، واختيرت عشرة من أفلامه ضمن قائمة أفضل مائة فيلم مصري، وهي أفلام: «الأرض، الاختيار، إسكندرية ليه، السقا مات، قنديل أم هاشم، بين القصرين، زائر الفجر، على من نطلق الرصاص، أهل القمة، الطوق والإسورة». توفي الفنان القدير في 5 فبراير 2021 بعد ان امتع محبيه في جميع انحاء الوطن العربي . الصورة من مركز التوثيق الفوتوغرافي أ. ش. أ إعداد / ريم زايد .