23 يوليو ... ثورة شعب بقيادة جيش

في مثل هذا اليوم 23 يوليو عام 1952 استيقظ المصريون على قَسَم الضباط الأحرار بأن يحرروا بلادهم من الظلم والاستبداد، لتشق الثورة طريقها لتحقيق تحول إجتماعي جذري وبناء اقتصاد إشتراكي قوي يحقق للمصريين أهداف الثورة في الاستقلال الوطني والعدالة الإجتماعية. وبذلك يكون قد مر 71 عام على أهم الثورات المصرية على مر العصور ثورة بيضاء نجحت في تغيير وجه التاريخ المصري تمامًا، ثورة الجيش المصري التي نقلت مصر من عهد الملكية إلي عهد الجمهورية، ثورة أيدها الشعب المصري بكل قوة. عقد الضباط الأحرار عدة إجتماعات يتدارسون من خلالها الموقف في حذر وحيطة، كان آخرها الإجتماع الذي عقد يوم 22 يوليو عام 1952 للإطلاع على الخطة النهائية للتحرك ، وكانت الخطة تحمل في طياتها عوامل نجاحها لبساطتها وتحقيق السيطرة الكاملة على القوات المسلحة، وبالتالي الاستيلاء على سلطة السيادة في البلاد. بدأت بسيطرة القوات المسلحة على مبنى القيادة العسكرية بمنطقة كوبري القبة واقتحامها بمجموعة من الضباط الأحرار، و مجموعة أخرى قاموا بإعتقال بعض كبار رجال الدولة من منازلهم لضمان عدم تحرك قوات عسكرية ضد الثورة. ثم كانت السيطرة على جهاز الحكومة المدني، وانزال قوات إلى الشوارع للسيطرة على عدد من المواقع المدنية الحيوية. أظهر الشعب تأييده التلقائي للجيش، وخرج بجميع فئاته وطوائفه ليعلن مساندته لهذه المجموعة الوطنية من أبنائه الضباط الأحرار، وكان هذا التأييد بمثابة تكليف لقادة الحركة بالاستمرار، وبذلك إستمدت ثورة يوليو شرعيتها من الشعب بعد تأييده لها، وتعبيرها عن واقعه وآماله في تحقيق الاستقلال والكرامة. استطاع الشعب المصري أن يسترد حقه الشرعي في اختيار حكامه، وتم تعيين اللواء محمد نجيب أول رئيس للجمهورية وتم تعيين جمال عبد الناصر في منصب نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية. وكان مجلس قيادة الثورة قد أصدر قرارًا فى 18 يونيو 1953 بإلغاء النظام الملكي وإعلان الجمهورية. وفي 17 إبريل 1954 تخلى محمد نجيب عن رئاسة الوزارة ، واقتصر على رئاسة الجمهورية ومجلس الثورة ، وتم تكليف جمال عبد الناصر بتشكيل الوزارة فألفها برئاسته وإنتخب بعد ذلك جمال عبد الناصر رئيسًا للجمهورية في 23 يونيو 1956. حققت ثورة 23 يوليو مكاسب كثيرة للشعب المصرى حيث أجبرت الثورة الملك على التنازل عن العرش والرحيل عن مصر إلى إيطاليا. بعد أن وضعت الثورة ضمن مبادئها إقامة حياة ديمقراطية سليمة وعدالة إجتماعية، أصدر قانون الملكية الذي نص على تحديد الملكية الزراعية للأفراد، وأخذ الأرض من كبار الملاك وتوزيعها على صغار الفلاحين المعدمين، وصدرت تعديلات متتالية حددت ملكية الفرد والأسرة متدرجة من 200 فدان إلى خمسين فدانًا للملاك القدامى، وتم إنشاء جمعيات الإصلاح الزراعي التي تولت عملية تسلّم الأرض من الملاك بعد ترك النسبة التي حددها القانون لهم وتوزيع باقي المساحة على الفلاحين الأجراء المعدمين العاملين بنفس الأرض، ليتحولوا من أجراء إلى ملاك. ويعتبر إنشاء السد العالي من أهم مكاسب ثورة 23 يوليو، لأنه ساهم في التحكم فى تدفق المياه والتخفيف من آثار فيضان النيل، وتوليد الكهرباء. وحدثت ثورة صناعية في مصر، من خلال تشييد العديد من المصانع، بجانب مكاسب عدة حققتها المرأة في شتى المجالات بعد ثورة 23 يوليو 1952، وشهدت كل امرأة عاشت عصر ثورة 23 يوليو تغيرًا كبيرًا في حياتها، بعد أن أولى الرئيس الراحل جمال عبدالناصر المرأة المصرية بالاهتمام، وعمل على تحسين الحياة الإجتماعية لها، من خلال مشروع الأسر المنتجة، ومشروع الرائدات الريفيات، ومشروع النهوض بالمرأة الريفية وتم تعيين أول وزيرة مصرية للشئون الإجتماعية، وهى حكمت أبوزيد، كما نجحت الثورة في خفض نسبة الأمية بين المصريين. إنّ ثورة يوليو ضربت أروع الأمثلة لإنحياز الجيش المصري العظيم لتطلعات وآمال الشعب في الحياة، التي تقوم على العدالة الإجتماعية، مشيرًا إلى أن القوات المسلحة تسطر يومًا بعد يوم بطولات خالدة على مر التاريخ. الصورة من مركز التوثيق الفوتوغرافى أ. ش. أ. إعداد / ريم زايد ، دنيــــا شرف
  • 23 يوليو ... ثورة شعب بقيادة جيش
    23 يوليو ... ثورة شعب بقيادة جيش
تقييم (1 الى 5 )
Total Downloads (0)
وكالة انباء الشرق الاوسط © - تصميم وتطوير : GCSSD