ذكرى وفاة أرستقراطية الزمن الجميل ... عقيلة راتب

فى مثل هذا اليوم الموافق 22 فبراير عام 1999 تحل ذكرى وفاة الفنانة الكبيرة عقيلة راتب التى رحلت عن عالمنا بعد حياة حافلة بالفن والإبداع، وقد لا يعرف الكثيرون عن الفنانة الكبيرة سوى أنها قامت بأداء دور الأم ببراعة فى عدد من الأعمال الشهيرة ومنها فيلم عائلة زيزى ومسلسل عادات وتقاليد وغيرها ، ولكن الفنانة الراحلة كانت أول فنانة أطلق عليها لقب السندريلا قبل ليلى مراد وسعاد حسنى وأنها كانت فى شبابها فنانة إستعراضية تغنى وترقص وتمثل حتى كادت تصل للعالمية. ولدت عقيلة راتب لأسرة أرستقراطية فى القاهرة وإسمها الحقيقى كاملة محمد كامل وكان والدها دبلوماسى كبير وأول مصرى يعمل بقلم الترجمة فى وزارة الخارجية حيث كان يتقن 7 لغات. لها واقعة شهيرة عندما كانت لا تزال طفلة في الخامسة من عمرها، حيث قامت بسببها معركة بين المصريين والإنجليز، وهي معركة الخليج المصرى، بعد أن حاولت قوات الإحتلال القبض على والدها موظف الخارجية رفيع المستوى، وأثناء ذلك ضرب أحد الجنود الإنجليز "عقيلة راتب" على رأسها فأغمى عليها، لتقوم ثورة أهل المنطقة ويشتعل الإشتباك بينهم وبين الجنود الإنجليز، وراح ضحيته 5 شهداء. تخرجت عقيلة راتب فى مدرسة التوفيقية القبطية ، بدأت حياتها الفنية في الثلاثينيات و إشتهرت بصوتها الجميل الذي قدمته من خلال فرقتي علي الكسار وعزيز عيد الغنائيتين المسرحيتين في القاهرة. إختارت لنفسها إسم عقيله راتب بعد أن رفض الأب عملها في السينما اختارها زكى عكاشه لتكون بطلة فرقته المسرحية في العديد من الأعمال منها مطرب العواطف، حلمك ياشيخ علام ، نالت العديد من الجوائز عن أفلام مثل، لا تطفئ الشمس. نجحت في أدوار السيدة التي تعيش في الأحياء الشعبية أكثر من البنت الأرستقراطية وفي البطولات لم تكن نجمة شباك تجذب المتفرج، لكن يمكن الوقوف عند أدوارها في زقاق المدق، حب ودموع، ودور الزوجة في القاهرة 30 وغيرها . كما حصدت العديد من الأوسمة وشهادات التقدير من الملك فاروق والرئيس جمال عبدالناصر والرئيس أنور السادات. كانت عقيلة راتب من أنجح الفنانات اللاتى قدمن دور الأم وظلت تعمل حتى شاركت فى أخر أفلامها وهو فيلم المنحوس عام 1987 وقبل إنتهاء مشاهدها فى الفيلم أصيبت بالعمى وفقدت البصر ولكنها أصرت على إستكمال مشاهدها، وبعدها إبتعدت عن الفن حتى وفاتها . الصورة من مركز التوثيق الفوتوغرافى أ. ش. أ إعداد / دنيــــا شرف