يحى حقى " رائد القصة القصيرة"

فى يوم 9 ديسمبر توفى الأديب الكبير يحيى حقي الذى يعتبر واحداً ممن أسهموا مساهمةً واضحةً في حركة الفكر والآدب والثقافة في مصر. تميز أسلوب "حقى "بالبساطة والإقناع وبناء الشخصيات بشكل جيد مما جعله يلقب برائد القصة القصيرة . وحققت أعمال قنديل الأدب العربى نجاحًا كبيرا على شاشات السينما، لتناوله قضايا واقعية إستلهم شخصياتها من المجتمعات والأماكن التي عاش بها والتى أبرزت الصراع بين الفرد والمجتمع ، وظهر ذلك جليا في فيلمي البوسطجي وقنديل أم هاشم. نجح "حقى" فى تصوير الحياة الشعبية ببراعة وإتقان، وكان متفهما للشخصية المصرية ويصفها وصفا دقيقا وصادقا فى أعماله. ولد "حقى" فى 7 يناير عام 1905 بحى السيدة زينب، بعائله ذات جذور تركية متوسطة اجتماعيا غنيه بالثقافة والأدب والمعرفة . التحق فى طفولته بكتاب بالسيدة زينب، ثم بمدرسة والدة عباس باشا الأول الابتدائية، وفى 1917 حصل على الابتدائية، والتحق بالمدرسة السيوفية، ثم الإلهامية الثانوية. نال "حقى" شهادة الكفاءة وحصل على البكالوريا من المدرسة الخديوية ليلتحق فى 1921 بمدرسة الحقوق بجامعة فؤاد الأول، وحصل على الليسانس 1925. وتدرج بين سلالم النجاح من المحاماة للسلك الدبلوماسى للصحافة بجانب كتاباته الروائية . بدأ مشواره بالعمل تحت التمرين بنيابة الخليفة، ثم عمل بالمحاماة وسافر للإسكندرية، ثم سافر إلى البحيرة. انتقل للعمل فى وظيفة معاون إدارة فى منفلوط بالصعيد فى 1927، وعاش هناك عامين إلى أن عين أمينا لمحفوظات القنصلية المصرية فى جدة 1929، ثم إسطنبول عام 1930 حتى 1934، ثم فى القنصلية المصرية فى روما حتى 1939. وعاد إلى القاهرة عام 1939 ليعمل سكرتيرا فى الإدارة الاقتصادية بوزارة الخارجية لـمدة عشر سنوات، ترقى خلالها حتى درجة سكرتير أول وشغل منصب مدير مكتب وزير الخارجية 1949، ثم تحول إلى السلك الدبلوماسى سكرتيراً أول للسفارة المصرية فى باريس، ثم مستشاراً فى سفارة مصر بأنقرة، ثم وزيراً مفوضاً فى ليبيا عام 1953، وأقيل من العمل الدبلوماسى عام 1954 لزواجه من أجنبية. وعاد لمصر مديرا عاما بوزارة التجارة، ثم مستشارا لدار الكتب، وفى 1959 استقال، وفى 1962 عين رئيسا لتحرير مجلة المجلة حتى 1970 ثم أعلن اعتزاله الكتابة. فى بداية التسعينيات، عُرض عليه تولى مهمة رئاسة مجمع اللغة العربية المصرى، لكنه رفض المهمة قائلا: "مازلت أتعلّم اللغة، ونادم لأننى انشغلت بالكتابة الأدبية عن قراءة أعمال شعراء الجاهلية". حصل يحيى حقي على أرفع الجوائز تقديرًا لما بذله من دور ثقافي منها : جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1969، ووسام الفارس من الطبقة الأولى من الحكومة الفرنسية عام 1983 ومنحته جامعة المنيا عام 1983 الدكتوراه الفخرية؛ اعترافا من الجامعة بريادته وقيمته الفنية الكبيرة، وحصل على جائزة الملك فيصل العالمية ـ فرع الأدب العربي ـ لكونه رائدًا من رواد القصة العربية الحديثة عام 1990. الصور من أرشيف أ ش أ إعداد / شيماء حسين
  • يحى حقى " رائد القصة القصيرة"
    يحى حقى وزوجته جان ميرى جيهتو
تقييم (1 الى 5 )
Total Downloads (0)
وكالة انباء الشرق الاوسط © - تصميم وتطوير : GCSSD