ذكرى رفض الشعب المصرى لتنحي الرئيس جمال عبد الناصر

أقول لكم بصدق ـ وبرغم أية عوامل قد أكون بنيت عليها موقفي في الأزمة فإنني على إستعداد لتحمل المسئولية كلها، ولقد إتخذت قرارًا أريدكم جميعًا أن تساعدوني عليه.. لقد قررت أن أتنحى تمامًا ونهائيًا عن أي منصب رسمي، وأي دور سياسي وأن أعود إلى صفوف الجماهير، أؤدي واجبي معها كأي مواطن آخر. كلمات مرعليها أربعة و خمسون عامًا، ولاتزال تعيش في وجدان المصريين ويحفظونها عن ظهر قلب. مساء يوم التاسع من يونيو عام 1967 القى الزعيم العربي الكبير جمال عبد الناصر خطاباً نقلته كافة وسائل الإعلام المسموعة والمرئية أعلن فيه إستقالته من منصبه رئيسا للجمهورية المصرية ومن كافة المناصب التي كان يشغلها والعودة إلى صفوف الشعب معلناً بشجاعة وجرأة تحمل المسؤولية الكاملة عن الهزيمة من العدوان الإسرائيلي الغاشم الذي وقع على نفوس العرب كوقع الصاعقة. مشاعر عبدالناصر كانت جلية أثناء إلقائه للخطاب، الذي امتد ما يقرب من 25 دقيقة، وهو ما يعد إستثناءً في مثل هذه الخطب التي تتطلب وقتًا أقل بكثير يعلن فيه المسؤول بشكل صريح عن إستقالتة، قرر الزعيم في هذا الخطاب التنحي عن الحكم وتكليف السيد زكريا محي الدين ليكون رئيسا للجمهورية تطبيقًا لنص المادة (110) من الدستور المؤقت الصادر في شهر مارس سنة 1964 رفض السيد زكريا محي الدين هذا التكليف ، وطالب عبدالناصر إعفاءه من هذا المنصب وان يبقي ناصر في مكانه وفور إنتهاء الخطاب خرجت الجماهير المصرية والعربية إلى شوارع القاهرة وغيرها من المحافظات المصرية و المدن العربية بمسيرات مليونية عفوية مطالبة الزعيم بالعودة عن قراره ومؤكدة إصرارها على بقائه في منصبه و ليتسنى لهم العمل تحت قيادته على إزالة آثار العدوان وتحرير ما إغتصب من الاراضي العربية. ولم تغادر الجماهير الشوارع إلا بعد أن عدل جمال عبد الناصر عن قرار التنحي معلناً أن جهوده في المرحلة المقبلة ستنصب على إعادة بناء الجيش المصري وتزويده بالسلاح الحديث لكي يصبح جيشاً عصرياً بكل ما في الكلمة من معنى. أعلن رئيس مجلس الأمة حينها السيد (أنور السادات) عن ذلك في 10 يونيو 1967 وكشف السيد سامي شرف السكرتير الشخصي للزعيم الراحل، أن خطاب التنحي لم يعلم به أحد غير الكاتب الصحفي الكبير حسنين هيكل لأنه هو من قام بكتابته للرئيس موضحًا أن ذلك يهدم كل ما قيل عن دور أجهزة الدولة في تعبئة الجماهير لدفع ناصر إلي العودة عن قراره لأنها ببساطة لم تكن تعلم شيئًا عن قرار التنحي قبل إلقائه. وفي 21 يونيو 1967 بدأ إعادة تسليح الجيش ، وفى مارس 1969 إنطلقت حرب الإستنزاف، وتم بناء حائط الصواريخ والإستعداد لخوض حرب ضد العدوان الإسرائيلي وإسترداد الأرض الذي حدث بالفعل بعد وفاة جمال عبد الناصر بثلاثة أعوام عندما أصدر الرئيس الراحل محمد أنور السادات قرار حرب السادس من أكتوبر عام 1973. الصور من أرشيف أ.ش.أ إعــداد / ريــــم زايـــد
  • ذكرى رفض الشعب المصرى لتنحي الرئيس جمال عبد الناصر
    الرئيس جمال عبدالناصر اثناء إلقائه خطاب التنحي
تقييم (1 الى 5 )
Total Downloads (0)
وكالة انباء الشرق الاوسط © - تصميم وتطوير : GCSSD