أحمد عرابي ( قائد الثورة العرابية ) ( قائد أول ثورة في العصر الحديث)

ولد أحمد عرابى في 31 مارس 1841 في محافظة الشرقية أحد روّاد الحركة الوطنيّة في مِصر وقاد الثورة العرابية ضد الخديوي توفيق، شغل منصب وزير الدفاع ثم رئيس وزراء مصر وهو مِصريّ من أَصْل عِراقيّ، والده محمد عُرابي شيخ القرية وكان عالِماً تقيّاً. أبدى أحمد عُرابي اهتماماً بالتعليم منذ صغره فالتحقَ بالكُتّاب وتعلَّم الأعمال الحسابيّة والكتابيّة ثمّ التحقَ بجامع الأزهر وهو ذو 8 سنوات وأتمَّ هناك حِفظ القرآن الكريم. وقد نشأ أحمد عُرابي يتيمَ الأب بعدما تُوفّيَ والده وعمره 8 سنوات، وتولَّت والدته تربيته لينشأَ طفلاً في أسرة مُتوسِّطة الحال ظل عُرابي في قريته حتى جاءَ أمر تجنيده في 6 ديسمبر 1854 وكان عمره 14 سنة ونظراً لقُدرَته على القراءة والكتابة فقد عُيِّنَ كاتباً ورغبةً منه بأن يُصبحَ ضابطاً. ترقَّى إلى رُتبة مُلازم أوّل ثمّ يوزباشي ثمّ صاغ ثمّ بكباشي، وأخيراً حصل على أعلى رُتبة لم يصل إليها أحد قبلَه وعمره 20 سنة وهي قائم مقام وكلُّ هذه الرُّتَب حصل عليها خلال 6 سنوات من التحاقه بالجيش وقد تطوَّرت وطنيّة أحمد عُرابي خلال السنوات الأولى من عُمره ونما شعوره بحاجة بلاده إلى حكومة تُحرِّر المواطن المِصريّ. كما تعرَّض عُرابي للمحاكمة العسكريّة وحُكِمَ عليه بالسجن 21 يوماً إثر خُصومة وقعَت بينَه وبين أحد لواءات الشراكسة وانتهى الحُكْم بفَصْله من الجيش ومنذ ذلك الحين وعُرابي يحمل كُرهاً للشراكسة وشعوراً بالظُّلم لسيطرتهم على الجيش. بعدَ فصل عُرابي من الجيش عملَ في الأعمال المدنيّة وأحرزَ فيها إنجازاً عظيماً إلّا أنّه لم يكن يحبّ هذا العمل فأعيدَ إلى صفوف الجيش ولكن برُتبة أقلّ وحُرِمَ من الترقية فازداد سَخَطه على الشراكسة الذينَ كانَ يعتقد أنّ دسائسهم هيَ السبب في عدم ترقيته. وعندما رُتِّبت حملة عسكريّة على الحبشة عُيِّنَ عُرابي مأموراً للمهمّات ولم يكن جنديّاً مُحارِباً فيها وقد انتهت هذه الحملة بهزيمة الجيش المِصريّ كما تركَت هذه الحملة أثراً كبيراً في نَفْس عُرابي لقناعته بأنّ الحملة كانت فكرةً غير صائبة وذلك بسبب استهتار القيادة الشركسيّة والأجنبيّة بالجيش المِصريّ ووَضْعه في حملاتٍ لا فائدة منها. عندما تأخَّرت رواتب الضبّاط، توجّهوا بزعامة البكباشي لطيف سليم إلى وزارة الماليّة فتظاهروا هناكَ حتى حَضَر رئيس الوزراء ووزير الماليّة وانهالَ عليهما الضبّاط ضَرْباً ولم تتوقَّف موجة غَضَب المُتظاهِرين إلّا عندما أُمِرَ بإطلاق النار في الهواء إرهاباً لهم فتفرَّق المُتظاهِرون، وقد حصلت هذه الحادثة عام 1878م، وأُطلِقَ عليها اسم مُظاهَرة الضبّاط ووُجِّهت تُهمة ترتيب المظاهرة إلى أحمد عُرابي وضابطَين آخرَين وتمّت محاكمتهم مُحاكَمةً عسكريّة وأُمِرَ بفَصْلهم من عملهم في منطقتهم وعَزْلهم في أماكن بعيدة فأُرسلَ عُرابي إلى الإسكندريّة وبسبب هذه الحادثة ازداد حِقْد أحمد عُرابي على المسئولين وهو ما دَفَعه للاتّصال بالوطنيِّين لاحقاً وذلك لمُعاوَنتهم في أفكارهم الإصلاحيّة تعرَّض المِصريّونَ للكثير من الظُّلم تحتَ ظل الاستعمار حيث كانت مِصر ضعيفة ومُسَيطَراً عليها من قِبَل الرأسماليِّين وكانَ حاكمها المِصريّ آنذاك محمد توفيق شخصيّة انهزاميّة طائعة للاستعمار وقد دعا إلى نشوء الثورة العُرابيّة في مِصر. بعد ضَرْب الإنجليز للإسكندريّة انسحبَ عُرابي وأصحابه إلى كفر الدوّار لإعداد خَطّ دفاع بدلاً من الإسكندريّة فعَزَلَ الخديوي أحمد عُرابي من وزارة الحربيّة وهو قرارٌ لم يأخذه الشعب بعَين الاعتبار واستمرَّت المعارك بينَ الجيش المِصريّ المُنحاز للعُرابيِّين، وبين الجيش الإنجليزيّ ممّا أدّى إلى تعرُّض الجيش الإنجليزيّ للعديد من الهزائم فلجأ لرَشوة كبار الضبّاط وذلك لمساعدتهم على هزيمة العُرابيِّين وبالفِعل فقد سلّمَ أحد الضبّاط خطة عُرابي للإنجليز ممّا أعطاهم المقدرة على هزيمة المِصريِّين ودخول القاهرة، وحينها قرَّرَ أحمد عُرابي أن يسلِّمَ نفسه حَقْناً للدماء وللخراب الذي قد يُلحِقه الإنجليز بالقاهرة، فسُجِن وتعرَّض للمُعاملة القاسية من تعذيبٍ وإهانات وعندما عُرِضَ للمُحاكمة نُفِيَت عنه التُّهَم المُوجَّهة إليه حيث كانَ محكوماً عليه بالإعدام إلّا أنّ الخديوي خَفَّض الحُكْم وذلك بتجريده وزملائه من الرُّتَب العسكريّة والنَّفْي إلى جزيرة سيلان وصلَ عُرابي وزملاؤه إلى جزيرة سيلان عام 1883م، وعاشَ فيها 19 عاماً، وأنشأ فيها مدرسةً إسلاميّة وعلّمَ أهل الجزيرة اللغة العربيّة، حتى أُصدِر العَفْو عنه عام 1901م، فعادَ إلى مِصر، وكانت تحت الاحتلال الإنجليزيّ فعَكفَ على العبادة حتى تُوفِّيَ 21 سبتمبر 1911م. الصور من أرشيف أ ش أ اعداد/ مي مختار
  • أحمد عرابي ( قائد الثورة العرابية ) ( قائد أول ثورة في العصر الحديث)
    أحمد عرابى زعيم الثورة العرابية
تقييم (1 الى 5 )
Total Downloads (0)
وكالة انباء الشرق الاوسط © - تصميم وتطوير : GCSSD