ملحمة إسترداد طابا

تحل اليوم الذكرى الثانية والثلاثون على إسترداد طابا آخر نقطة حدود مصرية في سيناء والتي تم رفع العلم المصري عليها في 19 مارس 1989 ، حيث أثبتت مصر للعالم أجمع أن الأراضى المصرية لاتقبل التجزئة أو المساومة مهما طال الزمان فلقد جاءت ملحمة استرداد طابا تأكيدا علي صلابة الإرادة المصرية ونموذجاًعلي الاداء البارع فى الساحة السياسية مثل ماكان الأداء الخالد فى الساحة العسكرية . فبعد إنتصارات أكتوبر المجيدة عام 1973، وتوقيع الرئيس السادات معاهدة السلام مع إسرائيل في 1979 ، والتي خرجت بموجبها إسرائيل من سيناء ما عدا "طابا"، التي تقع على رأس خليج العقبة بين سلسلة جبال وهضاب طابا الشرقية من جهة، ومياه خليج العقبة من جهة أخرى ولا تتعدى مساحتها كيلومترا مربعاً واحداً وتبعد عن شرم الشيخ حوالى ٢٤٠ كم باتجاه الشمال، رفضت إسرائيل الإنسحاب من طابا بحجة أن هذه المساحة لا تقع ضمن الأراضي المصرية. ونظراً لأن الجانبين المصري والإسرائيلي إتفقا على حل النزاع بموجب قواعد ونصوص القانون الدولي وبنود إتفاقية السلام، والذي نص في المادة "السابعة" منه على أن تحل الخلافات بشأن تطبيق أو تفسير المعاهدة عن طريق المفاوضات أو التحكيم الدولي . أعلن رئيس الجانب المصري في اللجنة المصرية الإسرائيلية أن هناك خلافًا جذريًا حول بعض النقاط الحدودية خاصة العلامة 91. أُحيل النزاع إلى هيئة التحكيم الدولية والتي تشكلت من خمسة محكمين، ومنذ تشكيل هيئة التحكيم في سبتمبر عام 1986 ، قدم الجانب المصري أسانيد ووثائق تؤكد حق مصر التاريخي في منطقه طابا، وأيضاً مجموعة من الوثائق التاريخية من المندوب السامي البريطاني إلى الخارجية المصرية، والمخابرات المصرية عام 1914 وتقارير مصلحة الحدود في عام 1931. وبهذا نجحت مصر في اللجوء للتحكيم الدولي بالرغم من مماطلات إسرائيل وأصدرت هيئة التحكيم الدولية حكمها بأحقية مصر في طابا، فقد تم إثبات 10 علامات حدودية لصالح مصر من مجموع 14 علامة بأغلبية 4 أصوات ضد صوت واحد، وإثبات 4 علامات لصالح مصر بإجماع الأصوات الخمسة، وأمتد عمل هيئة الدفاع المصرية بعد صدور الحكم ومراوغات إسرائيل في التنفيذ إلى عقد جولات أخرى من الإجتماعات لتنفيذ حكم التحكيم وتسليم طابا بمنشآتها إلى مصر حتى وصلت إلى المرحلة الأخيرة و أسدل الستار في 29 سبتمبر 1988 بإصدار هيئة التحكيم حكمها التاريخي في جلسة علنية عقدت في قاعة المجلس الكبير بالمقر الرسمي لحكومة مقاطعة جنيف في حضور وكيلي الحكومتين، وأعضاء هيئة الدفاع لكلا الجانبين معلنة احقية مصر في أرض طابا وتم تسليم طابا دولياً لمصر في 15 مارس 1989ورفع العلم المصري عليها في 19 مارس من العام نفسه. وتتميز طابا بأنها مدينة حدودية تغلف الجبال منتجعاتها السياحية، ويتكون شريطها الساحلي من عدد من الخلجان والبحيرات ومضيق وجزيرة، ومن أجمل الآثار الموجودة بالمنطقة حصن صلاح الدين الذي رُمم من قّبِل منظمة الآثار المصرية ونظراً لطبيعة المنطقة الفريدة والشعب المرجانيه النادرة والمحميات الطبيعية الموجودة بها يأتي إليها عدد كبير من السياح من جميع أنحاء العالم علاوة على تمتع آبارها بمخزون ضخم من المياه العذبة كانت إستعادة طابا وتسوية النزاع الحدودي نموذجاً يحتذى في إدارة المعارك الدبلوماسية والقانونية التي خاضتها مصر في مواجهة إسرائيل لعدة سنوات . الصور من أرشيف أ.ش.أ إعداد / ريــــم زايـــد
  • ملحمة إسترداد طابا
    لحظة رفع العلم المصري علي ارض طابا
تقييم (1 الى 5 )
Total Downloads (0)
وكالة انباء الشرق الاوسط © - تصميم وتطوير : GCSSD