• العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني
    العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني

قال العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني إن الأردن بسجله الحافل بالمشاريع الناجحة في مجال الاستجابة لآثار التغير المناخي، حريص على أن يكون مركزا إقليميا للتنمية الخضراء.
وأضاف العاهل الأردني - في كلمته التي ألقاها خلال استكمال فعاليات الشق الرئاسي في مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ COP27، الذي تستضيفه مدينة شرم الشيخ اليوم /الاثنين/- أن الأردن يوفر مجالا واسعا من الفرص للاستثمار في مبادرات تعنى بالمناخ، مثل البنية التحتية الخضراء، والمركبات الكهربائية، والزراعة، وقطاعات أخرى.
وأكد العاهل الأردني أن الدول النامية هي أكثر الدول التي تعاني من التغيرات المناخية التي تزداد حدتها بشكلا مطرد، مشيرا إلى أن مؤتمر cop27 أمامه جملة من القرارات للتعامل مع التغير المناخي على مستوى جديد تكون قادرة على التغيير الملموس وتحقيق نتائج بسرعة وفعالية.
كما أكد أن بلاده ملتزمة بهذه القرارات، مشيرا إلى أنه مؤخرا تراجع مستوى هطول الأمطار إلى النصف تقريبا خلال العقود الخمسة الماضية، بينما تراجع نصيب الفرد من المياه بنسبة 80%، كما تراجع منسوب مياه البحر الميت بمعدل ثلاثة أقدام سنويا فيما تتدفق في نهر الأردن 7% من المياه فقط مقارنة بمعدلها التاريخي، كما اختفت واحات بتنوعها الحيوي الغني في غضون عقود قليلة، في وقت يثير فيه التغير المناخي والسياسات الأحادية المتعلقة بالموارد المائية القلق بشأن مستقبل نهر الأردن ونهري دجلة والفرات، كما تسببت درجات الحرارة المرتفعة وندرة المياه في الأردن بالضغط الشديد على مواردنا المحدودة وقد تفاقم بفعل الازدياد غير الطبيعي في النمو السكاني الناتج عن التدفق الهائل للاجئين.
وأشار إلى أن الأمم المتحدة أقرت أن اللاجئين حول العالم والدول المستضيفة الأكثر عرضة لأثار التغير المناخي وأنه لمعالجة هذه الأزمة تقدم الأردن بمبادرة تحت مسمى "مترابطة المناخ واللاجئين" بهدف إعطاء أولوية الدعم للدول المستضيفة التي تتحمل عبء التغير المناخي، داعيا الدول المشاركة بالمؤتمر إلى المصادقة عليها.
وقال الملك عبدالله الثاني "ليس أمرا محسوما أن التغير المناخي بآثاره المدمرة سيحكم مستقبلنا فلدينا اليوم أكثر من أي وقت مضى وفرة في المعرفة والأدوات العلمية وأمامنا فرص كبيرة إن ادركناها".
وأضاف " لذا دعوني أذكر أهم عاملين مطلوبين للنجاح أولا تحقيق التكامل الوثيق بين إجراءات التعامل مع التغير المناخي والتنمية الاقتصادية بحيث يعكس هذا النهج التكامل الواقع الذي نعيشه في القرن الحالي وهو أن التنمية الاقتصادية المستدامة تطلب مماراسات خضراء وأن على العالم الالتزام بالممارسات الصديقة للبيئة أن يحقق تطلعات شعوبه".
وأشار إلى أن برنامج الأردن للتعافي الأخضر بالتوازي مع رؤية التحديث الاقتصادي التي أطلقتها المملكة الأردنية، مضيفا أن الأردن يعمل على الاستثمار في الموارد الوفيرة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
وأوضح أن الأردن يعد رائدا اقليميا في إنتاج الطاقة النظيفة، حيث يتم توليد 29 % من الكهرباء من خلال الطاقة المتجددة، ويسعى أن يصل بالنسبة إلى 50 % بحلول عام 2030 .
وأشار الملك عبد الله الثاني إلى أن الأردن تمكن من زيادة مساهماته في التقليل من الانبعاثات الكربونية، ويعمل على تشجيع الشراكات الاقتصادية الخضراء لتوفير فرص العمل الجديدة ومستقبل من الأمل .
ولفت إلى أن العامل الثاني لنجاح إجراءات التعامل مع التغيرات المناخية هو التعاون الوثيق على المستويين الاقليمي والدولي ، بالاضافة الى التعاون بين القطاعين العام والخاص للاستفادة من الفرص والتشبيك بين الموارد والقدرات، كما أن أحد أهم الجوانب هو توفير التمويل للدول النامية للتخفيف من الاضرار المناخية والتكيف مع آثارها.
وأكد العاهل الأردني أن بلاده بسجلها الحافل بالمشاريع الناجحة في مجال الاستجابة لآثار التغير المناخي، حريص على أن يكون مركزا إقليميا للتنمية الخضراء، فنحن نعمل بالشراكة مع مصر، والعراق، والإمارات، والسعودية، والبحرين، ودول أخرى لزيادة منعة المنطقة بأكملها، إذ يوفر الأردن مجالا واسعا من الفرص للاستثمار في مبادرات تعنى بالمناخ، مثل البنية التحتية الخضراء، والمركبات الكهربائية، والزراعة، وقطاعات أخرى.
وأشار إلى الأردن تعمل مع الإمارات في مشروع الازدهار لزيادة موارد الطاقة والمياه النظيفة، فيما يجري العمل على مشروع مبتكر في محمية العقبة البحرية، بالتعاون مع شركاء عالميين، سنساعد من خلاله في إيجاد حلول لآثار التغير المناخي على المحيطات التي تتجاوز حدود الأردن.
ولفت الملك عبدالله الثاني - في ختام كلمته - إلى أن هناك قضية أخرى مهمة للأردن والأردنيين، وهي الدعوة الملحة لإنقاذ مواقع التراث العالمي المهددة بفعل التغير المناخي، فالبحر الميت ونهر الأردن كنوز من الماضي وموروث للمستقبل، ويتحتم علينا أّلا نكون الحلقة التي تكسر هذا الرابط.