• الصين وأمريكا
    الصين وأمريكا

القاهرة في 2 ديسمبر/أ ش أ/ تحليل إخباري: أحمد تركي (مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط)
كشفت الأزمة الصحية العالمية لجائحة كورونا عن اهتزاز ثوابت التفاعلات الاقتصادية والسياسية الجديدة في العالم، وظهرت مفردات جديدة في هيكل القوى العالمية التي تتحكم في مفاصل العلاقات الدولية، أبرزها تشكل ما يسمى "عولمة التباعد الدولي"، والتركيز على الاقتصادات الوطنية، وتقليص التجارة والتدفقات البشرية العابرة للحدود، في مقابل التوسع في تجارة الخدمات ونقل التكنولوجيا والمعرفة.

وبحسب تقرير لمجلة ايكونوميست البريطانية فقد أجبرت تداعيات "كوفيد 19" دول العالم على التوجه نحو الداخل، مما أدى إلى تسريع عملية "الركود الجيوسياسي" في ظل البحث عن إعادة تقييم موازين القوى في النظام العالمي المستجد ما بعد كورونا وخاصة بين أمريكا والصين وعدد من القوى الدولية.

وتساءل رئيس تحرير مجلة إيكونوميست البريطانية "زاني منتون بِدوس"، في مقال له حول توقعات عام 2021، عن القوى التي ستعيد صياغة العالم، قائلاً: إن "كوفيد 19" لم يضرب الاقتصاد العالمي وحده، بل غيّر مسار ثلاث من القوى الكبرى التي تصوغ العالم الحديث، "فالعولمة تقلصت، والثورة الرقمية تسارعت وتيرتها، والتنافس على الصعيد الجيوسياسي بين أمريكا والصين اشتدت ضراوته".

ويرى بِدوس أن عالم ما بعد "كوفيد-19" سيصبح أكثر رقمية، ورغم أن نطاق العولمة سيظل قاصراً على السلع والبضائع ورؤوس الأموال العابرة للحدود، وعليه يتوقع إن تدار التجارة الدولية على خلفية جيوسياسية يغلب عليها التشاؤم، وستنجلي عنها النزعة التجارية "المتذبذبة" لترامب، وبرغم ذلك فإن ارتياب أمريكا من الصين لن يتلاشى بمغادرة "رجل التعريفة الجمركية" كما يصف الرئيس ترامب نفسه.

ويتوقع بدوس أن يشهد عام 2021 مزيداً من انقسام العالم الرقمي وسلاسل الإمدادات إلى قسمين ، أحدهما تهيمن عليه الصين والثاني تقوده أمريكا ، ولن يكون التنافس الصيني الأمريكي هو الوحيد الذي سيكون له تأثيره على العولمة، فهناك حكومات من أوروبا إلى الهند ستعيد تحديد نطاق الصناعات الإستراتيجية التي تستوجب الحماية.

ويواصل رئيس تحرير "إيكونوميست" توقعاته لمن يقود العالم عام 2021، فيقول إن أمريكا ستستقبل العام الجديد 2021 وهي أشد انقساماً، غير أنه ثمة بارقة أمل بعد أن يعتلي جو بايدن سدة الرئاسة الأمريكية حيث إن للرئيس المنتخب برنامجا سياسيا طموحا، واستطرد انه على صعيد السياسة الخارجية سيعمل بايدن على ترميم العلاقات مع دول العالم وسيعيد تأكيد القيم الأمريكية ودور الولايات المتحدة في الساحة الدولية.

لمتابعة تقارير وتحليلات "مركز أبحاث ودراسات أ ش أ" يرجى الاشتراك في النشرة العامة.

/أ ش أ/