• يوم الشباب العالمي
    يوم الشباب العالمي

القاهرة في 8 أغسطس / أ ش أ / مجدي أحمد ... مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط

يحيي العالم يوم 12 أغسطس من كل عامة يوم الشباب العالمي ، حيث يرفع الاحتفال هذا العام 2020 شعار " إشراك الشباب في الجهود الدولية "، حيث يهدف إلى إبراز السبل التي تثري بها مشاركة الشباب على الصعد المحلية والوطنية والعالمية المؤسسات والعمليات الوطنية والمتعدة الأطراف، فضلا عن استخلاص الدروس عن كيفية تعزيز تمثيلهم وشاركتهم في السياسات المؤسسة الرسمية مشاركة كبيرة. إن تمكين الشباب من المشاركة في الآليات السياسية الرسمية يزيد من عدالة العمليات السياسية من خلال تقليل العجز الديمقراطي، فضلا عن أنه يسهم في صنع سياسات أفضل وأكثر استدامة ، ناهيك عما له من أهمية رمزية يمكن أن تسهم في استعادة الثقة في المؤسسات العامة بين جمهور الشباب تحديدا. وعلاوة على ذلك، تتطلب الغالبية العظمى من التحديات التي تواجهها الإنسانية حاليا مثل تفشي جائحة كوفيد - 19 وظاهرة تغير المناخ ، عملا عالميا متضافرا ومشاركة شبابية فاعلة وهادفة. وتشير التقارير الدولية إلي أن التأثير الاقتصادي لجائحة كوفيد - 19 سيزيد من صعوبة سوق العمل أمام الشباب. وتفيد منظمة العمل الدولية فقدان 5.4% من ساعات العمل العالمية في الربع الأول من عام 2020 (مقارنة بالربع الأخير من عام 2019)، وهو ما يعادل 155 مليون وظيفة بدوام كامل ؛ كما تشير التقديرات الأخيرة إلى أنه يتعين إتاحة 600 مليون وظيفة على مدى السنوات الـ15 المقبلة لتلبية احتياجات عمالة الشباب ؛ كما ظلت نسبة الشباب غير المنخرطين في العمل أو التعليم أو التدريب مرتفعة على مدى السنوات الـ 15 الماضية، وتبلغ تلك النسبة الآن 30% بين الشابات و 13% بين الشباب في كل أنحاء العالم.

وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد أقرت في عام 1999 ، التوصية التي قدمها المؤتمر العالمي للوزراء المسؤولين عن الشباب (لشبونة ، 8-12 أغسطس 1998) بإعلان 12 أغسطس يوم الشباب العالمي. ويتيح يوم الشباب الدولي الفرصة للاحتفال بالشباب وإسماع أصواتهم وأعمالهم ومبادراتهم مشاركاتهم الهادفة وتعميمها جميعا. وسيكون الاحتفال بيوم الشباب الدولي على شكل مناقشة يستضيفها الشباب تبث على الإنترنت للوصول إلى الشباب، فضلا عن الاحتفالات المستقلة المنظمة في جميع أنحاء العالم، التي تعترف بأهمية مشاركة الشباب في الحياة والعمليات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

لقد أدت جائحة كورونا ( كوفيد -19) إلى آثار اقتصادية واجتماعية شديدة في جميع أنحاء العالم. فالشباب معرضون بشكل خاص للاضطرابات التي سببها الوباء ، والعديد منهم الآن عرضة لخطر التخلف عن الدراسة في التعليم ، والفرص الاقتصادية ، والصحة والرفاه خلال مرحلة حاسمة من تطور حياتهم. ومن المرجح أن يكون الشباب عاطلين عن العمل أو أن يكونوا في عقود عمل وترتيبات عمل محفوفة بالمخاطر ، وبالتالي يفتقرون إلى الحماية الاجتماعية الكافية. وفي الوقت نفسه ، يستجيب الشباب للأزمة من خلال تعزيز الصحة العامة والتطوع والابتكار. وسيشكل الشباب عنصرا رئيسيا في الانتعاش الشامل وتحقيق أهداف التنمية المستدامة خلال عقد العمل هذا. ومع ذلك ، يجب أن تتم الاستجابة والتعافي بطريقة تحمي حقوق الإنسان لجميع الشباب. ويضطلع الشباب بدور رئيسي في إدارة هذه الجائحة ، وإدارة جهود الانتعاش والتعافي منها . وبالرغم من الجهل بتأثير هذا المرض في الشباب، فإن برنامج العمل العالمي للشباب أتاح للحكومات تفويضا لضمان تلبية احتياجات الشباب من خلال خدماتها. وفي هذه الظروف، فإن من المهم التوكيد على أن إسماع أصوات الشباب جنبا إلى جنب مع أصوات المرضى والمجتمعات المحلية في ما يخص طرح ما يلزم من تدخلات صحية وغير صحية استجابة لجائحة كوفيد - 19.
إن بناء قدرة الشباب بما يمكنكهم من اتخاذ قراراتهم الخاصة بشأن الصحة وتحمل المسؤولية عنهاهو كذلك عنصر رئيسي في برنامج العمل العالمي. وفي هذا السياق، يعد التثقيف الصحي وتعزيز الصحة العامة وإتاحة المعلومات المرتكزة على الأدلة هو أمر مهم جدا في مكافحة انتشار جائحة كوفيد- 19 وتأثيرها، وبخاصة ما يتصل بتحدي وقف انتشار المعلومات المضللة عبر الإنترنت. وسيكون دور الحكومات وكذلك منظمات الشباب ومجموعات المجتمع ضرورية لضمان نشر المعلومات الصحية العامة الموثوقة. فالشباب يستخدمون تقنيات الإنترنت لنشر معلومات المتعلقة بالصحة العامة بطرق جذابة، من مثل مقاطع الفيديو، لتعزيز المفاهيم الفاعلة مثل السبيل الصحيحة لغسل اليدين أو لشرح كيفية تعيين مسافات التباعد الاجتماعي بما يصون الأنفس. وبدأ المبدعون الشباب بالتفاعل بالفعل مع ظاهرة تفشي الفيروس من خلال ابتكارات التأثير الاجتماعي. ففي جميع أنحاء العالم، تُطّور عدد من المبادرات للاستفادة من جهود الشباب الرامية إلى إخراج الدعم اللازم للسكان المعرضين للخطر أو تقديم الدعم للسكان المتضررين فعلا من الجائحة. وفي حين أن معظم تلك المبادرات هي مبادرات طوعية (على سبيل المثال، الشباب الذين يعرضون التسوق وتقديم الطعام لكبار السن أو الأشخاص المعرضين للخطر)، فإنها يمكن أن تتشكل كذلك في أطر مؤسسات اجتماعية. وتدعم عديد محاور الابتكار التكنولوجي التي يديرها الشباب الشركات الناشئة لتطوير حلول فعالة لمعالجة جائحة كوفيد - 19. فعلى سبيل المثال، يعرض مختبر في نيجيريا تقديم الدعم المالي والبحثي والتصميم للمشاريع المتعلقة بجائحة كوفيد - 19.
وأفاد تقرير جديد لمنظمة العمل الدولية بارتفاع عدد الشباب العاطلين عن العمل ، وغير المنتظمين في المدارس أوالتدريب المهني ، مشيرا إلى أن الإناث هن من أكثر المتأثرين بهذا الوضع مقارنة بالذكور. وقال "سانغيون لي" مدير إدارة سياسات التوظيف في منظمة العمل الدولية ، إلي أن تقريرنا يظهر أن التكنولوجيا تمثل في الوقت نفسه فرصا ومخاطر بالنسبة للشباب في سوق العمل. ومن المحتمل أن تؤدي التطورات الاقتصادية والسياسية الآنية ، وكذلك مستجدات فيروس كورونا ، إلى زيادة عوامل الخطر وبالتالي زيادة بطالة الشباب في السنوات القادمة، بدلا من تقليلها.
وفقا للتقرير ، يواجه الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عاما، خطرا أعظم (مقارنة مع العمال الأكبر سنا) بفقدان وظائفهم بسبب التطور الآلي، وخاصة المتدربين مهنيا. وقالت "سوكتي داسغوبتا" رئيسة فرع سياسات العمالة وسوق العمل بإدارة سياسات التوظيف في منظمة العمل الدولية ، إلي أن الشباب في وضع غير مؤات بالفعل في سوق العمل. فبلغ معدل البطالة لدى الشباب 13.6%، وهو تقريبا ضعف معدل الأكبر سنا. لكن هناك أيضاً 267 مليون شاب في وضع "نيت " (NEET) أي أنهم عاطلون عن العمل، وغير منتظمين في المدارس والتدريب المهني. وأضافت داسغوبتا، أن 2 من بين كل 3 شباب في وضع عاطلون عن العمل هم من الإناث. إذا، هناك خلفية جنسانية معقدة لما يحدث للشباب في سوق العمل. ويدعو التقرير إلى مراجعة وتحديث برامج التدريب المهني بحيث تلبي الاحتياجات المتغيرة للاقتصاد الرقمي. وذكرت داسغوبتا ، أنه في الواقع، إن إحدى النتائج الرئيسية لهذه المشكلة العالمية لتوظيف الشباب هي أنه لا توجد وظائف كافية للخريجين الشباب في سوق العمل، وهي أحد أسباب انخفاض أجور الشباب.

أ ش أ