• اليوم العالمي للغابات
    اليوم العالمي للغابات

القاهرة في 18 مارس / أ ش أ / مجدي أحمد ... مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط

تحيي منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة " الفاو" يوم 21 مارس من كل عام اليوم العالمي للغابات ، ويأتي الاحتفال هذا العام 2020 تحت موضوع " الغابات والتنوع الحيوي أثمن من أن نخسرهما"، فالغابات والتنوع الحيوي أثمن من أن نخسرهما ، فعندما نشرب كوبا من الماء أو نكتب في دفتر أو نتناول دواء أو نبني منزلا، فإننا غالبا لا ندرك الصلة بين تلك الأشياء والغابات. ومع ذلك، فكل تلك المسائل وغيرها كثير مرتبطة بالغابات بصورة ما.
إن الغابات والاستخدام والإدارة المستدامة لهما — بما في ذلك النظم الإيكولوجية الهشة — هي مفتاح مكافحة تغير المناخ ، والمساهمة في ازدهار الأجيال الحالية والمقبلة ورفاهها. وللغابات دور مهم كذلك في التخفيف من حدة الفقر وتحقيق أهداف التنمية المستدامة . فالغابات تغطي ثلث مساحة اليابسة على الأرض ، ولها وظائف حيوية في كل أنحاء العالم ، وعليها يعتمد ما يزيد عن مليار ونصف فرد — بما في ذلك أكثر من ألفين ثقافة أصلية — في كسب معايشهم والحصول على الأدوية والوقود والغذاء والمأوى.
والغابات هي النظم الإيكولوجية الأكثر تنوعا بيولوجيا على الأرض، حيث تضم أكثر من 80% من الأنواع البرية من الحيوانات والنباتات والحشرات. ومع ذلك، وعلى الرغم من كل هذه الفوائد البيئية والاقتصادية والاجتماعية والصحية التي لا تقدر بثمن، فإن إزالة الغابات لم تزل متواصلة على المستوى العالمي بمعدل ينذر بالخطر.
وقد تم تأسيس اليوم العالمي للغابات في يوم 21 مارس، بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة ( 200/67) في نوفمبر 2012، حيث يهدف إلي إذكاء الوعي بأهمية جميع أنواع الغابات، وتشجع الدول على بذل مزيد الجهود المحلية والوطنية والدولية لتنظيم أنشطة ذات علاقة بالغابات والأشجار، من مثل حملات التشجير. واحتفل باليوم العالمي للغابات لأول مرة في 21 مارس 2013.

والتنوع الحيوي ، هو تنوع أشكال الحياة على الأرض ومقياس للاختلاف على المستوى الجيني والنظام الإيكولوجي، وعادة ما يكون التنوع أكثر بالقرب من خط الاستواء لأن المناخ دافئ والإنتاجية الأولية عالية، وحيث يوجد أكثر من 10 آلاف نوع من الطيور، و200 ألف نوع من النباتات الزهرية ، وما يقارب مليون نوع من الحشرات في العالم، وهناك أكثر من 1.5 مليون نوع معروف حاليا وعلى الرغم من أن هذا العدد يبدو كبيراً إلا أنه يعتقد أنَ هذا العدد ليس سوى جزءاً صغيراً من عدد الأنواع الموجودة اليوم . ويتم تحديد أنواع جديدة كل يوم، ويقدر أن هناك ما بين ثلاثة إلى خمسين مليون نوع مختلف يعيشون على الأرض .
وتغطي الجبال نحو 27 % من سطح الكوكب ، وهي موطن لأكثر من 1.1 مليار نسمة. وفي عام 2017، كان 346 مليون شخص معرضون لانعدام الأمن الغذائي في المناطق الجبلية الريفية في البلدان النامية، بزيادة قدرها 12 % منذ عام 2012 على الصعيد العالمي ، وما يقرب من ضعف هذه النسبة في أفريقيا. وتوفر الجبال أيضاً كمية هائلة من مياه العالم العذبة، وهي المناطق التي نشأت منها الذرة والبطاطس والشعير والذرة الرفيعة والطماطم والتفاح، وهي ستة من بين الأصناف النباتية العشرين التي توفر اليوم 80 % من أغذية العالم.
وكانت منظمة الفاو قد أطلقت المبادرة العالمية لرصد الغابات - أول منصة شاملة من نوعها- لتتبع الدعم الدولي لتنمية قدرات البلدان النامية في مجال رصد الغابات من أجل مواجهة التغير المناخي. وتعتبر بوابة جرد أنشطة المبادرة العالمية لرصد الغابات منصة شاملة توفر معلومات يسهل الوصول إليها بشأن أكثر من 400 نشاط لرصد الغابات في 70 دولة نامية عبر إفريقيا وآسيا والمحيط الهادئ وأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي. ويمكن للمستخدمين البحث عن المعلومات حسب البلد أو المنطقة، ونوع أنشطة رصد الغابات، والجهات المانحة.
وقد أشار "هيروتو ميتسوجي" المدير العام المساعد لقطاع الغابات في الفاو، إلي إن جمع ونشر معلومات أفضل عن الغابات أمر أساسي للجهود التي تبذلها البلدان والمجتمع الدولي لمواجهة تغير المناخ بشكل هادف وفعال.
وستساعد البوابة الحكومات والجهات المانحة على تحديد الفجوات وتقاسم الموارد وتجنب التداخل واستكشاف الفرص لإقامة شراكات جديدة لتعزيز مواجهة التحديات التي تواجهها البلدان عند قيامها بتطوير نظمها الوطنية لرصد الغابات.
وتم تصميم البوابة، التي تشكل إنجازاً بارزاً للشراكة مع المبادرة العالمية لرصد المناخ، وتعبئة بياناتها من قبل الشركاء الذين يقودون المبادرة بمن فيهم أستراليا وألمانيا والنرويج والمملكة المتحدة وبرنامج " سيلفا كاربون" التابع للحكومة الأمريكية واللجنة الدولية المعنية بسواتل رصد الأرض ووكالة الفضاء الأوروبية ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) والبنك الدولي. وسيتم متابعة المنصة والحفاظ عليها من قبل مكتب المبادرة العالمية لرصد الغابات، الذي تستضيفه الفاو، بتمويل من أستراليا والنرويج. وتعرض البوابة معلومات من كبار شركاء تطوير رصد الغابات في العالم، بما في ذلك الحكومات الوطنية والعاملين في مجال التنمية ووكالات الفضاء وخبراء الغابات. وتعتبر البوابة الإلكترونية مثالاً على التعاون الناجح وتبادل المعلومات المفتوح، وهي أساسية في عصر تغير المناخ العالمي الذي تتزايد فيه البيانات الجغرافية المكانية والمعلومات الأخرى المتنوعة والقابلة للاستخدام.
وتواجه البلدان ضغوطاً متزايدة لتوفير معلومات حديثة وشفافة عن الغابات وانبعاثات غازات الدفيئة تلبي الأهداف والغايات الدولية، بما في ذلك الأهداف الموضوعة بموجب اتفاق باريس بشأن تغير المناخ وخطة عمل التنمية المستدامة 2030 ، وخاصة تحقيق أهداف التنمية المستدامة، ولا سيما الهدفين 13 و15. وتعمل البلدان النامية على بناء نظم وطنية لرصد الغابات تدمج أحدث التقنيات في مجال الاستشعار عن بعد وعمليات المراقبة الأرضية لرصد التغيرات في حجم الغابات وحالتها.
إن إزالة الغابات وتدهورها في المناطق المدارية يسهم بشكل كبير في تغير المناخ. وبحسب تقرير حول تغير المناخ والأراضي الصادر عن الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ (أغسطس 2019)، تشكل الغابات واستخدام الأراضي حوالي 13 % من إجمالي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون التي يسببها الإنسان. وينتج معظم هذه الانبعاثات عن إزالة الغابات وتدهورها. ومع ذلك، فإن تشجير الأراضي والإدارة المستدامة للغابات والحد من إزالة الغابات تجعل الغابات واحدة من أهم الحلول العاجلة وأكثرها فعالية من حيث التكلفة للحد من تغير المناخ، إذ تعمل الغابات على تنقية الجو من كميات كبيرة من الكربون أثناء نموها.

أ ش أ