• انتخابات تشريعية في بريطانيا بطعم الاستفتاء
    انتخابات تشريعية في بريطانيا بطعم الاستفتاء

القاهرة في 12 ديسمبر/ أ ش أ/ ..تقرير شحاتة عوض.. مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط

تشكل معضلة الخروج من الاتحاد الأوربي أوما يسمى " البريكست" العنوان الأهم والأبرز للانتخابات التشريعية المبكرة التي أنطلقت بريطانيا اليوم (الخميس) ، والتي تعد ثالث انتخابات من نوعها في البلاد خلال نحو أربع سنوات . ويرى المراقبون أن هذه الانتخابات تبدو أقرب إلى كونها استفتاء على الخروج من الاتحاد الأوربي.
إذ يصوت الناخبون البريطانيون في الانتخابات ، بشكل أساسي ، للاختيار ما بين الخروج من الاتحاد الأوروبي بقيادة رئيس الوزراء الحالي بوريس جونسون( حزب المحافظين)، أو تنظيم استفتاء جديد حول "البريكست" بقيادة زعيم حزب العمال "جيريمي كوربن" ، الذي تعهد بالقيام بذلك في حال فوز حزبه في الانتخابات.
ويصف المحللون السياسيون الانتخابات الحالية بأنها أحد أهم الانتخابات في تاريخ بريطانيا ، حيث سترسم نتائجها ملامح مستقبل المملكة المتحدة وعلاقاتها مع محيطها الأوربي لعقود طويلة قادمة .
وتأتي هذه الانتخابات كمحاولة أخيرة، للخروج من المأزق السياسي الحاد الذي دخلته البلاد منذ عام 2016 ، حين صوت البريطانيون في الاستفتاء الشهير على الخروج من عضوية الاتحاد الأوربي، والذي جاءت نتائجه بنسبة 52 في المائة لصالح الخروج. فمنذ ذلك التاريخ تعيش بريطانيا على وقع أنقسام وسجال سياسي واعلامي متواصل ، ما بين مؤيدي الخروج من الاتحاد الاوربي ،وبين هولاء الرافضين لذلك ، وهو الانقسام الذي القى بظلاله السلبية على الحياة السياسية والتشريعية البريطانية بكاملها ، وأصابها بما يشبه الشلل.
وفي محاولة منه للخروج من هذا الوضع السياسي الصعب ، دعا بوريس جونسون لانتخابات برلمانية مبكرة على أمل فوز حزب المحافظين بالأغليبة المطلقة التي يفتقر إليها في مجلس العموم الحالي ، وبما يمكنه لاتمام اجراءات الخروج من الاتحاد الأوربي دون عقبات برلمانية ،وانهاء هذه الأزمة ، التي يقول المراقبون إنها أحدثت شرخاً كبيراً في المملكة المتحدة.
وكان مجلس العموم البريطاني قد وافق أواخر أكتوبر الماضي ، وبأغلبية ساحقة ، على إجراء انتخابات برلمانية مبكرة في 12 شهر ديسمبر ، بهدف الخروج من الأزمة ا لسياسية في البلاد حول البريكست.وصوت لصالح اجراء الانتخابات 438 عضوا مقابل 20 عضوا فقط رفضوا ذلك.
يخوض بوريس جونسون الانتخابات تحت شعار "دعونا نحقق بريكست" داعيا الناخبين البريطانيين للتصويت لصالح المحافظين من أجل حسم ملف الخروج من الاتحاد الاوربي والتفرغ للقضايا الأكثر الحاحا لدى الشارع البريطاني، :"امنحوني غالبية وسأنهي ما ما أمرتمونا بتنفيذه، قبل ثلاث سنوات ونصف"، في اشارة إلى نتائج استفتاء 2016.
وقد تعهد جونسون بأنه في حال فوزه في الانتخابات، سيطرح اتفاق الخروج من الاتحاد الأوربي ،والذي توصل اليه مع قيادات الاتحاد في بروكسل ، على مجلس العموم الجديد قبل عيد الميلاد القادم ، وذلك حتى يتم تنفيذ "بريكست" في موعده المحدد في 31 يناير ، بعدما تأجل هذا التنفيذ ثلاث مرات من قبل.
وفي مقابل ذلك يتبنى جيريمي كوربن موقفا يصفه المراقبون بأنه متلتبس حيال قضية "البريكست " ، حيث وعد في حال فوز العمال في الانتخابات ، بالتفاوض مع مسؤولي الاتحاد الأوربي حول اتفاق جديد أكثر مراعاة لحقوق العمال، وأنه سيطرح هذا الاتفاق في استفتاء يكون البديل فيه هو البقاء داخل الاتحاد ، على أن يبقى هو نفسه(كوربن ) محايدا .
لمتابعة تقارير مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط ، يرجى الاشتراك في النشرة العامة للوكالة.
/أش أ /