• اليوم العالمي للتربة
    اليوم العالمي للتربة

القاهرة في 3 ديسمبر / أ ش أ / مجدي أحمد ... مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط

تحيي منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو" بعد غد اليوم العالمي للتربة ، ويأتى الاحتفال هذا العام 2019 تحت شعار "أوقفوا انجراف التربة، أنقذوا مستقبلنا" ، وذلك بهدف إذكاء الوعي بأهمية استدامة النظم البيئية (الإيكولوجية) السليمة ورفاه الإنسان ، ومن خلال تشجيع الناس في كل بقاع الأرض على المشاركة في الجهود المبذولة في سبيل تحسين التربة، لتلافى تدهور خصوبة التربة الذى ينذر بالخطر، بما يهدد إمدادات الغذاء العالمية وسلامة الأغذية.
ففي كل خمس ثوان، يتدهور من التربة ما يساوي ملعب كرة قدم. ويستغرق إنتاج 2 إلى 3 سم من التربة إلى ألف سنة. وما يزيد عن 33% من التربة هو في حكم المتدهور فعلا، ومن الممكن أن يتدهر 90% منها مع حلول عام 2050. وهذه الواقعة الخطيرة تؤكد الحاجة إلى إذكاء الوعي العام بهذه المشكلة المتعاظمة مع تزايد سكان الأرض.
وسوف تعلن منظمة الأغذية والزراعة يوم 5 ديسمبر، أسماء الفائزين بأهم جائزتين من جوائزها وهي : جائزة قلينكا العالمية ؛ وجائزة الملك بهوميبول .

وكان الاتحاد الدولي لعلوم التربة قد قدم اقتراحا في عام 2002، بإقرار الاحتفال باليوم العالمي للتربة في الخامس من ديسمبر لأهمية التربة واعتبارها عنصرا حاسما من النظام الطبيعي ولإسهامها الحيوي في رفاه الإنسان. وتصدرت مملكة تايلاند الجهود في ذلك المضمار، ومن ثم دعمت منظمة الأغذية والزراية — في إطار "الشراكة العالمية من أجل التربة" — تدشين يوم دولي رسمي للتربة بغرض إذكاء الوعي العالمي.
وكان الاتحاد الدولي لعلوم التربة قد أوصي في عام 2002 بيوم دولي للاحتفال بالتربة. تحت قيادة مملكة تايلند وفي إطار الشراكة العالمية من أجل التربة، دعمت منظمة الأغذية والزراعة الإنشاء الرسمي لليوم العالمي للتربة كمنصة توعية عالمية. وأقر مؤتمر المنظمة بالإجماع اليوم العالمي للتربة في يونيو 2013 وطلب اعتماده رسميا في الدورة الثامنة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة. وفي ديسمبر 2013، استجابت الجمعية العامة للأمم المتحدة بتخصيص يوم 5 ديسمبر 2014 رسمياً كأول يوم عالمي للتربة. وتم أُختير تاريخ 5 ديسمبر لأنه يتوافق مع تاريخ ميلاد الملك بوميبول أدولياديج، ملك تايلاند، الذي كان أحد أبرز المؤيدين الرئيسيين لهذه المبادرة.

ويشير تقرير صادر عن منظمة الفاو تحت عنوان " تآكل التربة: التحدي الأكبر للإدارة المستدامة للتربة"، حيث يظهر الوضع الراهن للمعرفة الخاصة بانجراف التربة. ويوضح إلي كيف يحدث انجراف التربة وكيف يمكن أن نتحكم بهذا الأمر، إلا أننا بحاجة إلى مزيد من البحوث حول كيفية قياس معدلات فقدان التربة، كما أن الميزانيات اللازمة لتدابير الحد من هذه المشكلة ما تزال موضع نقاش. وفي الواقع، هناك خلاف حول ما إذا كان انجراف التربة يحولها إلى مصدر لانبعاثات الكربون أو أنه يشكل بالوعة لها، وكذلك حول صيغ تقييم العلاقة بين حجم بقع قطرات المطر واحتمالية فصلها لجزيئات التربة وإزالتها من بيئتها الطبيعية.
ومع ذلك، هناك أدلة واضحة على أن معدلات انجراف التربة على الأراضي الزراعية المحروثة بالطرق التقليدية أو المراعي الكثيفة رعوياً هي أكبر بشكل ملحوظ من الانجراف تحت الغطاء النباتي المحلي - وأعلى بكثير من معدلات تكوين التربة - مما يعني أننا نستنفد مورداً غير متجدد. ويمكن أن يقلل الغطاء النباتي - بما في ذلك الشجيرات والأشجار والأعشاب القادرة على الصمود ومحاصيل التغطية والأعشاب- من انجراف التربة الناتج عن الرياح بأكثر من 80 % ، كما يعزز قدرة امتصاص الماء، ويخفف من تلبد التربة ويمنع إنشاء القنوات والأخاديد التي تعيق العمل الزراعي. كما أن تقليل الحراثة أو انعدامها يعتبر من الممارسات الفعالة أيضاً، ولا سيما في المناطق الأكثر جفافاً.

وبالنسبة للعديد من المزارعين، فإن تدابير مكافحة انجراف التربة تستغرق وقتاً طويلاً لتؤتي ثمارها. كما أن في الواقع، فإن المصاطب، وهي نهج ذو رأسمال كبير وفعال للغاية يمارسه المزارعون منذ آلاف السنين، أصبحت اليوم عرضة للفشل بسبب سوء الإدارة والتصميم فضلاً عن هجرها والتخلي عنها، وهذا منتشر على نطاق واسع في جميع المناطق التي توجد فيها المصاطب، مما يجعل الحلول الطبيعية أداة منطقية لإدارة التربة.
وفي الوقت نفسه، تحدث العديد من تأثيرات انجراف التربة بعيدا عن مصدر الانجراف، كما يتضح من جريان المواد الكيماوية الزراعية التي يمكن أن تلوث وتستنزف مصب مصادر المياه، مما يزيد من أهمية النظر في التصدي لانجراف التربة باعتبارها مشكلة تستدعي دعماً عاماً ملموساً. ومن بين النتائج المخططة للتقرير تحديد الأماكن الرئيسية العالمية التي تستدعي اتخاذ إجراءات ذات أولوية في إدارة التربة، ووضع قاعدة بيانات تضم أفضل ممارسات مكافحة انجراف التربة، والمزيد من توافق الآراء على كيفية إجراء تحليلات التكلفة والفوائد للتدخلات المستقبلية لمنع انجراف التربة وعلاجه والتخفيف منه.
وأوضح التقرير ، إلي أنه على الرغم من أن الأمر قد لا يبدو كذلك، إلا أن التربة مليئة بالمياه والمواد الغذائية والكائنات الحية الدقيقة التي تعد حيوية لزراعة أغذيتنا. لكن التربة مورد محدود - فاستعادة ولو بضعة سنتيمترات من التربة قد يستغرق ما يصل إلى 1000 سنة. لذلك إذا أردنا ضمان الأمن الغذائي وتحسين التغذية في المستقبل، فنحن بحاجة إلى العناية بترابنا اليوم. ومع ذلك، ماذا لو قلنا لك أن ما يعادل ملعب واحد من ملاعب كرة القدم من التربة تتآكل كل خمس ثوان، وهي صدمة.

أ ش أ