• اليوم العالمي لمكافحة الإيدز
    اليوم العالمي لمكافحة الإيدز

القاهرة في 30 نوفمبر / أ ش أ / مجدي أحمد ... مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط

يحيي العالم غدا اليوم العالمي لمكافحة الإيدز ، حيث يركز شعار هذا العام 2019 علي " أهمية دور المجتمعات المحلية في تحسين حياة الأشخاص" ، حيث يعترف بالدور الأساسي الذي لعبته المجتمعات المحلية وما زالت تلعبه في التصدي للإيدز على المستويات الدولية والوطنية والمحلية. وتساهم قيادات المجتمعات المحلية في الاستجابة للإيدز بعدة طرق مختلفة كضمان الاستجابة المناسبة التي تركز في المقالم الأول على الأشخاص وعدم ترك أي شخص وراء الركب. وتشمل المجتمعات على فئات مثل المثقفين الأقران، وشبكات الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية أو المصابين به، مثل الرجال المثليين وغيرهم من الرجال الذين يمارسون الجنس مع الرجال، والأشخاص الذين يتعاطون المخدرات والعاملين في مجال الجنس، والنساء والشباب، والمستشارين، والعاملين في مجال الصحة المجتمعية، ومقدمي الخدمات المنزلية ومنظمات المجتمع المدني والناشطين.
ويوفر اليوم العالمي للإيدز منصة مهمة لتسليط الضوء على أهمية دور المجتمعات في وقت يتعرض فيه التمويل القليل وتقلص مساحة المجتمع المدني إلى تعريض استدامة الخدمات وتعرض جهود الدعوة إلى الفشل. وأن هناك حاجة ماسة إلى زيادة تعبئة المجتمعات لمواجهة الحواجز التي تحول دون تقديم المجتمعات للخدمات، بما في ذلك القيود المفروضة على التسجيل وغياب طرائق التعاقد الاجتماعي. ولضمان بقاء الإيدز في صميم الأعمال السياسي، واحترام حقوق الإنسان ومحاسبة صناع القرار والمنفذين، هناك حاجة إلى الدور القوي الذي تلعبه المجتمعات أكثر من أي وقت مضى. وتشير الاحصائيات الدولية إلي أن 1.7 مليون شخص قد أصيب حديثا بفيروس نقص المناعة البشرية في عام 2018؛ وأن هناك 37.9 مليون شخص مصابين بفيروس نقص المناعة البشري / الإيدز ، وتوفي 770 ألف بسبب أمراض مرتبطة بالإيدز خلال عام 2018 .
وكانت منظمة الصحة العالمية قد بدأت حملة صحية عالمية رائدة لمكافحة مرض نقص المناعة البشري / الإيدز لأول مرة في عام 1987. وقد شددت الجمعية العامة للأمم المتحدة على أهمية إحياء هذه المناسبة وذلك في قرارها 15/34، حيث يكون الاحتفال باليوم العالمي للإيدز في الأول من شهر ديسمبر 1988. ويخصص لإحياء المناسبة والتوعية من مخاطر مرض الإيدز ومخاطر انتقال فيروس اتش آي في المسبب له، عن طريق استعمال أدوات حادة ملوثة أو ممارسة جنسية دون اتخاذ طرق وقاية مناسبة أو عبر استعمال معدات وأدوات طبية ملوثة. كذلك طرق التعامل السليم والصحيح مع المصابين بالمرض أو الحاملين للفيروس الناقل له حيث يعاني العديد من منهم سواء من التمييز وأحيانا الاضطهاد لكونهم مصابين. ويعتبر مرض الإيدز من الأمراض الخطرة، كما أن معدلات الإصابة به لا تزال مرتفعة خاصة في دول العالم النامي .

وتشير تقارير منظمة الصحة العالمية لعام 2019 ، مازال فيروس العوز المناعي البشري يشكل إحدى المشكلات الصحية العمومية الكبرى، وقد حصد أرواح أكثر من 32 مليون شخص حتى الآن. ومع ذلك، فمع الزيادة في إتاحة الوسائل الفعالة للوقاية من فيروس نقص المناعة البشري وتشخيصه وعلاجه ورعاية المصابين به، بما في ذلك حالات العدوى الانتهازية، أصبحت العدوى بالفيروس حالة صحية مزمنة يمكن توفير تدبيرها العلاجي للسماح للأشخاص المتعايشين مع الفيروس بالتمتع بحياة طويلة وبالصحة. ففي نهاية عام 2018، كان هناك نحو 37.9 مليون شخص متعايش مع فيروس العوز المناعي البشري ؛ وأنه نتيجة للجهود الدولية المتضافرة التي بذلت استجابة لفيروس نقص المناعة البشري، شهدت تغطية الخدمات زيادة مطردة. ففي عام 2018، كان 62% من البالغين ، و54% من الأطفال المتعايشين مع الفيروس في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل يتلقون العلاج المضاد للفيروسات القهقرية المستمر طوال الحياة ؛ كما حصلت الأغلبية العظمى من النساء الحوامل والمرضعات المتعايشات مع الفيروس على العلاج المضاد للفيروسات القهقرية الذي لا يوفر الحماية لصحتهن فحسب، بل ويضمن الوقاية من انتقال الفيروس إلى أطفالهن الحديثي الولادة ، ولكن لا يتاح أمام الجميع الخضوع لاختبار العدوى بفيروس نقص المناعة البشري والحصول على علاجها والرعاية اللازمة لها. ومن الأمثلة المهمة على ذلك أن الغايات ذات المسار الفائق السرعة المحددة لعام 2018 في سبيل خفض الحالات الجديدة لعدوى الأطفال بالفيروس إلى 40 ألف حالة لم تتحق. ويحتمل عدم تحقق الغايات العالمية المحددة لعام 2020 في حال عدم اتخاذ إجراءات عاجلة ؛ وأدت الثغرات في الخدمات الخاصة بفيروس نقص المناعة البشري، إلى وفاة 770 ألف شخص نتيجة لأسباب متعلقة بالفيروس في عام 2018، وأُصابت حالات العدوى الجديدة 1.7 مليون شخص ؛ ولأول مرة، شكل الأفراد من المجموعات السكانية الرئيسية ومن يعاشرونهم جنسياً أكثر من نصف جميع حالات عدوى الفيروس الجديدة (ما يقدر بنحو 54%) في عام 2018. وفي أقاليم أوروبا الشرقية ووسط آسيا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا، شهدت هذه المجموعات أكثر من 95% من حالات عدوى الفيروس الجديدة ، و 88 % من الإصابات الجديدة بفيروس نقص المناعة البشرية في أوروبا الغربية والوسطى وأمريكا الشمالية ، 78 % من الإصابات الجديدة بفيروس نقص المناعة البشرية في آسيا والمحيط الهادئ ، و 65 % من الإصابات الجديدة بفيروس نقص المناعة البشرية في أمريكا اللاتينية ، و 64 % من الإصابات الجديدة بفيروس نقص المناعة البشرية في غرب ووسط أفريقيا ، و47 % من الإصابات الجديدة بفيروس نقص المناعة البشرية في منطقة البحر الكاريبي ، و25 % من الإصابات الجديدة بفيروس نقص المناعة البشرية في شرق وجنوب أفريقيا. وتشمل المجموعات السكانية الرئيسية الرجال الذين يمارسون الجنس مع الرجال، والأشخاص الذين يتعاطون المخدرات حقناً، ونزلاء السجون وسائر الأماكن المغلقة، والعاملين في مجال الجنس وزبائنهم، والمتحولين جنسيا ؛ فضلاً عن ذلك، هناك طيف من المجموعات السكانية الأخرى التي قد تكون سريعة التأثر وشديدة التعرض بصفة خاصة لعدوى الفيروس نظراً إلى ظروفها المعيشية، مثل المراهقات والنساء الشابات في جنوب وشرق أفريقيا والشعوب الأصلية في بعض المجتمعات المحلية. وترتبط سرعة التأثر الزائدة بفيروس نقص المناعة البشري في كثير من الأحيان بالعوامل القانونية والاجتماعية التي تزيد من حالات التعرض للمخاطر وتضع العقبات في سبيل الحصول على الخدمات الفعّالة والجيدة والميسورة التكلفة للوقاية من الفيروس واختباره وعلاجه ؛ ويعيش أكثر من ثلثي الأشخاص المتعايشين مع الفيروس في الإقليم الأفريقي التابع للمنظمة (25.7 مليون شخص). وفي حين أن الفيروس منتشر بين عامة السكان في ذاك الإقليم، فإن عدد حالات العدوى الجديدة التي تحدث بين المجموعات السكانية الرئيسية يتزايد.
كما لا يزال السل هو السبب الرئيسي للوفاة بين المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية ، حيث يمثل حوالي واحد من كل ثلاث وفيات مرتبطة بالإيدز. ففي عام 2017 ، أصيب ما يقدر بـ 10.0 مليون شخص بمرض السل ، حوالي 9 % كانوا مصابين بفيروس نقص المناعة البشرية. ويحتاج الأشخاص المصابون بفيروس نقص المناعة البشرية دون أعراض السل إلى العلاج الوقائي من السل ، مما يقلل من خطر الإصابة بالتطور تشغيل السل ويقلل من معدلات الوفيات بمرض السل بفيروس نقص المناعة البشرية بحوالي 40% . وتشير التقديرات إلى أن 49 % من المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية والسل لا يجهلون مصادفتهم وبالتالي لا يتلقون الرعاية.

أ ش أ