• تحالف بريطانيا وأمريكا
    تحالف بريطانيا وأمريكا

القاهرة في 9 أغسطس/أ ش أ/ تحليل كتبه: أحمد تركي، مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط

جاء قرار الحكومة البريطانية بالانضمام إلى الجيش الأمريكي لحماية الملاحة في الخليج العربي بعد موافقة واشنطن على تغيير اسم التحالف البحري، مع تمسك لندن بالحفاظ على الاتفاق النووي مع طهران وعدم الانخراط بـ"سياسة الضغط الأقصى" التي تتبعها إدارة الرئيس دونالد ترمب على إيران، لتثير الكثير من التساؤلات حول الدوافع والأسباب التي جعلت بريطانيا توافق على الانخراط مع واشنطن، بعيداً عن موقف دول الاتحاد الأوروبي، وانعكاسات هذا التحالف على العلاقات الثنائية بين واشنطن ولندن، وأثر ذلك على العلاقات مع روسيا.

وتنفيذاً وتأكيداً لذلك التحالف، قالت الإدارة البحرية الأمريكية أول أمس في مذكرة إرشادية بشأن التهديدات الإيرانية، إن على السفن التجارية التي ترفع العلم الأمريكي إرسال نقاط توقفها في مضيق هرمز ومياه الخليج للولايات المتحدة وسلطات البحرية البريطانية.

وأضافت المذكرة أن على السفن أيضاً تنبيه الأسطول الخامس في البحرية الأمريكية وعمليات التجارة البحرية في المملكة المتحدة في حال وقوع أي حادث أو نشاط مريب، وأن على أطقم السفن عدم مقاومة أي طرف إيراني يصعد إلى متون السفن.

وقد شهدت منطقة الخليج على مدار الأشهر الأربعة الماضية اعتداءات على أربع ناقلات نفط قبالة ساحل الإمارات واستيلاء إيران على ناقلة النفط "ستينا إمبيرو" التي تحمل العلم البريطاني بعد توقيف الناقلة "جريس 1" الإيرانية من قبل حكومة جبل طارق في البحر المتوسط، ثم احتجاز طهران لسفينة ثالثة بزعم أن كانت تقوم بتهريب نفط لدولة عربية.

ومع ارتفاع وتيرة حرب الناقلات البحرية في الخليج وتلويح إيران بإغلاق مضيق هرمز، وتلوح إيران أيضا منذ العام الماضي، بوقف كل الصادرات عبر مضيق هرمز الذي يمر منه خمس النفط العالمي، إذا استجابت الدول الأخرى إلى مطالب أميركية بوقف شراء النفط الإيراني. ومن هنا بدأت الولايات المتحدة منذ 4 أسابيع تحركاً واسعاً لضم حلفائها الاستراتيجيين في تحالف عسكري يهدف إلى ضمان أمن الملاحة في منطقة تمتد من الخليج وتمر بمضيق هرمز وتشمل خليج عمان وتنتهي بالبحر الأحمر.

ومن ناحيتها كانت الحكومة البريطانية قد أعلنت في آخر أيام رئيسة الوزراء تيريزا ماي قبل أسبوعين، أنها تسعى وراء تشكيل قوة أوروبية لمهمة ضمان أمن الملاحة في الممرات الاستراتيجية للطاقة في الشرق الأوسط. وأمرت قواتها البحرية بمرافقة سفن تحمل علم بريطانيا في الخليج العربي ومضيق هرمز. وتنشر بريطانيا حالياً المدمرة دنكن والفرقاطة مونتروز في الخليج لمرافقة السفن التي تحمل العلم البريطاني في المضيق.

لمتابعة تقارير وتحليلات "مركز أبحاث ودراسات أ ش أ" يرجى الاشتراك في النشرة العامة.
/أ ش أ/