• أسبوع المياه العالمي بستوكهولم
    أسبوع المياه العالمي بستوكهولم

القاهرة في 21 أغسطس / أ ش أ / مجدي أحمد ... مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط

ينظم معهد ستوكهولم الدولى للمياه بالسويد ، الأسبوع العالمى للمياه خلال الفترة من 25– 30 أغسطس الحالى، بمشاركة 3300 شخص من 135 دولة و370 منظمة دولية هذا العام، ورؤساء بعض الدول.
ويأتي مؤتمر هذا العام تحت شعار " الماء من أجل المجتمع – بما في ذلك الجميع " ، حيث تشير التقارير الدولية في جميع أنحاء العالم ، إلي أنه أصبح المزيد والمزيد من الناس يدركون أزمة المياه التي تلوح في الأفق. وفقاً للاتجاهات الحالية ، سيتجاوز الطلب على المياه نسبة 40 % في عام 2030 ، بينما سيعاني نصف العالم من إجهاد مائي حاد. ويتفاقم الوضع بسبب تغير المناخ ، مما يؤدي إلى المزيد من الظواهر الجوية المتطرفة المتكررة وكذلك أنماط هطول الأمطار التي لا يمكن التنبؤ بها بشكل خطير والتي يمكن أن تسبب فشل المحاصيل.
ويشارك الخبراء والممارسون وصانعى القرارات والمبتكرين فى مجال الأعمال والمهنيين الشباب من مجموعة من القطاعات والبلدان فى الأسبوع العالمى للمياه، للتواصل وتبادل الأفكار وتشجيع التفكير الجديد وتطوير حلول لأكثر التحديات الملحة المتعلقة بالمياه فى الوقت الحالى، لأن المياه هى مفتاح ازدهارنا المستقبلى، ويمكننا معاً أن نحقق عالماً حكيماً فى مجال المياه. كما يقوم المعهد بتقييم واختيار الموضوعات التى تشكل أهمية عالمية وتجربة واقعية من شأنها المساعدة فى تنمية آليات التعاون وتعزيز فرص تبادل الممارسات والخبرات، ضمن مهامه التى تتمثل فى إدارة برامج ومشاريع ونشاطات دولية متنوعة، تهدف إلى المساهمة فى إيجاد حلول مستدامة لمشاكل العالم المائية المتفاقمة، وتوفير قاعدة مشتركة لتبادل الخبرات والمعلومات والتعاون ما بين العلماء والباحثين والمتخصصين وأصحاب الأعمال والسياسيين والمؤسسات الأهلية والدولية والعمل على بناء القدرات والخبرات حول العالم للربط بين قطاعات المياه والبيئة والإقتصاد والاجتماع.

كما سيناقش المؤتمر التحول العالمي لعادات غذائية أكثر كثافة في استهلاك المياه، فضلا عن مسؤولية تجار التجزئة والمستهلكين العالميين الذين يقومون بشراء الأغذية المستوردة؛ كما تستعد منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية لإطلاق تقرير المخلفات الصيدلانية في المياه العذبة: المخاطر والسياسة، والذي يبحث في آثار المخلفات المنبعثة في المياه العذبة. وبينت أنه تم العثور على عقاقير نفسية انعكست على تغيير سلوك الأسماك، فيما تبين أن الأدوية التي تتسبب في اضطرابات الغدد الصماء، يمكن أن تسبب سمية التكاثر في الأسماك، وكذلك سرطان الثدي أو البروستاتا عند البشر، وقد تنعكس آثاره الضارة على السكان الذين يعتمدون على الأسماك باعتبارها الغذاء الرئيسي. كما ستبحث جلسات المؤتمر العالمي دور الملوثات الناشئة في المياه؛ وذلك من ناحية التهديدات غير المرئية للصحة والنظم الإيكولوجية والحد من الانبعاثات الناجمة عن إنتاج المضادات الحيوية.

وسيقام حفل للفائز بجائزة ستوكهولم للمياه يوم 28 أغسطس ، حيث سيقدم صاحب السمو الملكي كارل كارل السادس عشر غوستاف من السويد جائزة المياه الأكثر شهرة في العالم ، نالت الدكتورة جاكي كنج جائزة ستوكهولم للمياه للعام 2019 عن إسهاماتها التي أحدثت تغييراً في مجال إدارة الأنهار على مستوى العالم. فقد استطاعت تطوير الفهم العلمي للتدفقات النهرية فأعطت بذلك صانعي القرار أدوات تمكنهم من تقييم التكاليف والفوائد الفعلية لتنمية المنظومات النهرية. وكانت الدكتورة كنج هي رائدة عملية التطوير فيما يتعلق بتلك الأدوات بصفتها باحثة في جامعة كايب تاون بجنوب أفريقيا ثم بصفتها دكتورة فخرية في جامعة ويسترن كايب. واستطاعت بالتعاون مع زملاء لها وضع أساليب تظهر دلالات تتعلق بالنظامين البيئي والاجتماعي لإنشاء السدود ونزح الأنهار. وقد أشارت الدكتورة كنج لدى تلقيها أنباء فوزها بالجائزة، أراها باعثة على التواضع ورافعة للهمم و مكافئة. ولم أسع أبداً إلى تقلد مناصب رفيعة ولكنني سعيدة كوني أحد العلماء العاملين وأن أتمتع بالحرية في قول ما شعرت بوجوب قوله.

ويثمن الأكاديميون ومديرو المياه على مستوى العالم التزام الدكتورة كنج برفع الوعي بقيمة الأنهار وأهميتها لملايين البشر. وقد ورد عن لجنة الترشيح لهذه الجائزة تصريحها بأن الدكتورة جاكلين كنج استطاعت، بفضل الدقة العلمية والإخلاص الغير أناني والمناصرة الفعالة، إحداث تغيير في أسلوبنا في التفكير والحديث والعمل المرتبط بالمياه بوصفها تدفقًا بالحياة و للحياة. كما كان أعمل الدكتورة كنج أبلغ الأثر في القانون الوطني للمياه الذي سنته جنوب أفريقيا في عام 1998، كما تمثل تلك الأعمال بصفة متزايدة مرشداً للحكومات والمؤسسات في جميع أنحاء العالم. وأضافتت الدكتورة كنج، تدرك الحكومات التي تعمل على تنمية مواردها المائية المزايا المحتملة لعملية التنمية ولكنها لا تدرك بالضرورة تكاليف تلك العملية فيما يتعلق بتدهور الأنهار وانحسارها. ونستطيع في الوقت الحالي التعرف على تلك التكاليف البيئية والاجتماعية بذات المستوى من التفصيل مقارنة بالمزايا التي يقرها خبراء التخطيط. وتمثل هذه المعرفة نوعًا جديدًا من المعلومات التي تساعد الحكومات في فهم الخيارات التي تنطوي على عملية التنمية بشكل أفضل عندما تتخذ قرارات بشأن الوضع المستقبلي الذي تسعى للوصول إليه.

ويعقد معهد ستوكهولم الدولى للمياه هذا الأسبوع سنوياً منذ عام 1991، حيث يشكل محفلاً عالمياً لاستعراض التقدم المحرز وبناء القدرات وتعزيز الشراكات على مستوى العمليات الدولية المتصلة بالمياه والتنمية ومن ثم سعى جميع الجهات المعنية بموارد المياه فى العالم إلى التنافس لتكون ضمن فاعليات هذا المنتدى.

أ ش أ