• اشتباكات عدن تشكل منعطفا أمنيا خطيرا في اليمن
    اشتباكات عدن تشكل منعطفا أمنيا خطيرا في اليمن

القاهرة في 8 أغسطس /أ ش أ/ تقرير شحاتة عوض .. مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط

جاءت التوترات والاشتباكات العنيفة، التي شهدتها مدينة عدن أمس الأربعاء، بين قوات الحرس الرئاسي اليمني ومسلحين تابعين لما يسمى "المجلس الانتقالي الجنوبي"، لتخلط الأوراق في المشهد السياسي والأمني المتأزم في اليمن، لاسيما وأنها اندلعت بين طرفين يفترض أنهما حليفان في مواجهة الحوثيين، وهما قوات الحرس الرئاسي الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، وقوات تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، والذي يشارك مع الحكومة اليمينة الشرعية في إئتلاف يسعى لانهاء سيطرة جماعة الحوثي على السلطة في البلاد.
كما تطرح اشتباكات عدن، التي تتخذها الحكومة الشرعية اليمنية كعاصمة مؤقتة للبلاد منذ سيطرة الحوثيين على صنعاء قبل نحو أربع سنوات، العديد من التساؤلات حول مستقبل الأوضاع الأمنية والسياسية في هذا البلد الذي تمزقه الحرب الأهلية. كما تثير المخاوف والشكوك بشأن مصير الجهود الدولية والاقليمية التي تُبذل حاليا، لإيجاد تسوية سياسية للصراع السياسي والعسكري في اليمن.
وكانت شرارة هذه التوترات، التي تشكل منعطفا لافتا في الوضع الأمني في اليمن، قد اندلعت عقب مشاركة الآلاف من أنصار المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي يتزعمه محافظ عدن السابق، عيدروس الزبيدي، في تشييع جثمان العميد منير اليافعي، القيادي في قوات الحزام الأمني (التابعة للمجلس)، إلى مقبرة قريبة من القصر الرئاسي اليمني في منطقة "معاشيق" في عدن، قبل أن يتطور الأمر إلى اشتباكات متبادلة بين مسلحي المجلس وحرس القصر الرئاسي.
وكان العميد منير اليافعي قد قضى مع العشرات من الجنود اليمنيين في هجوم مزدوح شنه الحوثيون بصاروخ باليستي وطائرة مسيرة، يوم الخميس الماضي، على معسكر الجلاء في مديرية البريقة غرب عدن، وهو ما اعتبرته بعض قيادات المجلس الانتقالي الجنوبي أمراً مدبراً لتصفية القائد الموالي لهم، ووجهت تلك القيادات أصابع الاتهام إلى موالين لحزب "الإصلاح" الإسلامي، رغم اعتراف الحوثيين أنفسهم وتبينهم للهجوم.
وخلال تشييع جنازة اليافعي أعلن نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، هاني بن بريك، ما سمّاه "النفير العام"، داعيا ما وصفها "المقاومة الجنوبية" بالتوجه صوب القصر الرئاسي للسيطرة عليه والإطاحة بالحكومة، ليتحول الموقف إلى اشتباكات عنيفة بين الجانبين، سقط خلالها عدد من القتلى والمصابين في الطرفين.
وكانت حصيلة تلك المواجهات مقتل ضابط في الحرس الرئاسي وإصابة ثلاثة جنود، وفقا لقائد لواء في الحرس، بينما ذكرت تقارير صحفية موالية للمجلس الانتقالي إن خمسة من عناصر المجلس قتلوا وأصيب العشرات برصاص قوات الحرس الرئاسي، خلال هذه الاشتباكات، التي امتدت في وقت لاحق، إلى مديرية "خورمكسر"، حين حاولت عناصر تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي اقتحام "معسكر بدر" الموالي للرئيس عبد ربه منصور هادي.
لمتابعة تقارير مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط، يرجى الاشتراك في نشرة الوكالة
/ أ ش أ /