• سباق تسلح
    سباق تسلح

القاهرة في 5 أغسطس/أ ش أ/ تقرير كتبه: أحمد تركي، مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط
تشهد العلاقات الأمريكية مع كل من روسيا والصين فصلاً جديداً من التوتر السياسي، لدرجة أن هذا المشهد يكاد أن يكون هو السمة المميزة للعلاقات الدولية الراهنة، حيث فرضت الولايات المتحدة أمس الأول (السبت ) الثالث من أغسطس الجاري، حزمة جديدة من العقوبات على روسيا، على خلفية تسميم الجاسوس الروسي السابق سيرجي سكريبال وابنته في مدينة سالزبري البريطانية عام 2018.
وقد وجهت واشنطن اتهامات لعناصر في الاستخبارات الروسية بتسميم سكريبال وابنته في مارس من العام الماضي بغاز الأعصاب نوفيتشوك، الذي تم تطويره خلال الحقبة السوفيتية.
تضمنت قائمة العقوبات الأمريكية المفروضة على روسيا، معارضة واشنطن تقديم أي قرض أو مساعدة تقنية إلى روسيا من جانب المؤسسات المالية الدولية، وفرض قيود تمنع المصارف الأمريكية من تمويل الديون السيادية الروسية، وكذلك فرض قيود أمريكية على صادرات السلع والتكنولوجيا إلى روسيا.
استندت الولايات المتحدة في اتخاذ هذه العقوبات على روسيا، إلى قانون أمريكي يعود لعام 1991 ويتعلق بالقضاء على الأسلحة الكيميائية والبيولوجية، ومن المقرر أن تدخل هذه العقوبات حيز التنفيذ في 19 أغسطس الحالي بعد إبلاغ الكونجرس.
وكان مسؤولون بالإدارة الأمريكية، قد أشاروا إلى أن روسيا نشرت في جميع أنحاء البلاد "وحدات متعددة من صاروخ كروز" له القدرة على ضرب أهداف أوروبية غاية في الأهمية في انتهاك للمعاهدة، ونفت روسيا هذه المعلومات، مشيرة إلى أن مدى الصاروخ يجعله خارج المعاهدة. كما رفضت طلباً أمريكياً بتدمير الصاروخ الجديد (نوفاتور 9 إم 729) والمعروف باسم "إس إس سي – 8". وأبلغت موسكو واشنطن بأن قرارها الانسحاب من المعاهدة يقوض الأمن العالمي، ويهدم ركيزة أساسية من ركائز الحد من التسلح.

صواريخ أمريكية ضد بكين

أما بشأن الفصل الجديد من التوتر في العلاقات بين واشنطن وبكين لم يعد يقتصر على الجوانب الاقتصادية والتجارية، إنما توسعت رقعة الخلافات لتمتد إلى الجوانب العسكرية والأمنية والمصالح الاستراتيجية في آسيا.
فبعد يوم من انسحاب واشنطن رسمياً من معاهدة القوى النووية المتوسطة المدى، قال وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر إنه يؤيد نشر صواريخ متوسطة المدى يتم إطلاقها من البر في آسيا في وقت قريب نسبياً. وأضاف قائلاً أن الولايات المتحدة تريد الإسراع في نشر صواريخ جديدة في آسيا لاحتواء توسع النفوذ الصيني في المنطقة. ولم يحدد إسبر المكان الذي تعتزم فيه واشنطن نشر تلك الأسلحة.
لمتابعة تقارير وتحليلات "مركز أبحاث ودراسات أ ش أ" يرجى الاشتراك في النشرة العامة.

/أ ش أ/