• يوليو
    يوليو

شادية محمود
" ٢٦يوليو " ٠٠٠رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه

القاهرة فى ٢٦ يوليو أ ش أ // ٠٠٠٠ تقرير شادية محمود ( مركز دراسات وأبحاث الشرق الأوسط )
للمصريين مع يوم 26 يوليو من كل عام وقفات تاريخية ووطنية لاتنسى ، حيث لا يكاد يمر هذا اليوم دون أن يترك بصمته فى التاريخ الوطنى للمصريين، فهو يوم حافل بأكثر من حدث تاريخى ذو بصمة ستظل محفورة فى سجلات التاريخ وذاكرته ، فقد شهد هذا اليوم فى عام 1952 تنازل ملك مصر والسودان "فاروق الأول " عن العرش بعد ثلاثة أيام من قيام ثورة 23 يوليو عام 1952 ، التى لعبت دورا محوريا فى حياة شعب مصر وامتد تأثيرها الملهم إلى المنطقة والعالم، لتمنح الأمل والدعم لثوار ومناضلين فى بقاع عديدة وقارات مختلفة.
تنازل فاروق عن العرش لابنه الأمير أحمد فؤاد بناء على طلب تنظيم الضباط الأحرار الذى فجر الثورة ، وتم تعين مجلس وصاية على العرش برئاسة الأمير محمد عبد المنعم ، وفى تمام الساعة السادسة وعشرون دقيقة مساءا غادر الملك فاروق مصر ومعه زوجته الملكة ناريمان وبقية أفراد أسرته بما فيهم ولى العرش أحمد فؤاد، على ظهر اليخت الملكى " المحروسة " متجها الى المنفى ، وقد حضر عدد من الضباط الاحرار لوداع الملك ، وكان فى مقدمتهم اللواء محمد نجيب ٠
وفى ذات اليوم ، وبعد مضى ثلاثة أعوام من الثورة ، أعلن الزعيم الراحل جمال عبد الناصر قرار تأميم قناة السويس ، بكلمات مدوية ورنانة تتردد فى الأذن بمجرد الحديث عن قناة السويس ، كلمات نارية لن ولم تنسى وستظل شاهدا على عظمة مصر قيادة وشعب ، ومفخرة للمصريين جيل بعد جيل ، كلمات أطلقها الزعيم وسط جماهير غفيرة احتشدوا فى ميدان المنشية بالإسكندرية ، معلنا "قرار رئيس الجمهورية بتأميم الشركة العالمية لقناة السويس، شركة مساهمة مصرية" ، القرار الذي استقبله المصريون بفرحة عارمة ، وأستقبله الغرب بإستياء واستهجان ، فكان طلقة نار أذهلت قوى الاستعمار وأذهبت عقله نحو حتمية الانتقام.
وجاء أول رد فعل على هذا القرار ، بقيام فرنسا وانجلترا بتجميد الأموال المصرية في بنوك بلادهما، وقيام الولايات المتحدة الامريكية بتجميد أموال شركة القناة التى قدرت فى ذلك الوقت بنحو 43 مليون دولار، ثم حانت لحظة الانتقام من مصر بعدوان ثلاثى اشتركت فيه فرنسا وبريطانيا وإسرائيل ٠