• ترامبjpg
    ترامبjpg

شادية محمود
فى الذكرى الرابعة لتوقيعه الاتفاق النووى الايرانى مع الدول الكبرى "شيك بدون رصيد"

القاهرة فى ١٤ يوليو أ ش أ //٠٠٠٠٠ تقرير شادية محمود ( مركز دراسات وأبحاث الشرق الأوسط)؟
" شيك بدون رصيد " هذا ما تمخضت عنه ، وأثبتته السنوات الأربع الماضية فى شأن الإتفاق النووى (5+1 ) الموقع بين الدول الكبرى وإيران فى مثل هذا اليوم من عام ٢٠١٥ ، حيث توصلت مجموعة الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن ، وهي الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا، روسيا، الصين بالإضافة إلى ألمانيا ، إلى اتفاق مع إيران في محادثاتهم التى جرت في العاصمة النمساوية فيينا بشأن البرنامج النووي الإيراني ٠
وشمل الأتفاق الذى أعلن رسميا ، تقليص النشاطات النووية الإيرانية مقابل رفع العقوبات الاقتصادية الدولية المفروضة عليها، وحينها أعلن الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما أن الاتفاق يقطع أي طريق أمام إيران للحصول على أسلحة نووية ، فيما وصفه حسن روحاني رئيس إيران أنه يفتح فصلا جديدا في علاقات إيران مع العالم ٠
وعندما خرج الإتفاق للنور كانت العقبات الأخيرة التي تعترضه قد إزيلت ، حيث شملت الصفقة التوصل إلى تسوية بشأن تفتيش المواقع النووية، تسمح للمفتشين التابعين لهيئة الأمم المتحدة بمراقبة المواقع العسكرية الإيرانية، على أن يكون بإمكان إيران إبداء الاعتراض على قسم من طلبات دخول هذه المواقع ،وتعليق العمل الطوعى على تخصيب اليورانيوم ، والتوقيع على البرتوكول الإضافى المطروح من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية ، واعتراف الدول الموقعة على الإتفاق بحق إيران فى استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية ، وتزويدها من قبل دول الترويكا (فرنسا والمانيا وبريطانيا) بالمساعدات التكنولوجية التى تحتاجها .
سنوات تسع استغرقتها مفاوضات مجموعة العمل منذ عام 2006 حتى تم التوقيع فى عام ٢٠١٥ ، و تولتها المانيا مع إيران ، باعتبارها شريك صناعي رئيسى لها ، فمعظم الأدوات المستخدمة في البرنامج النووي الإيراني ألمانية الصنع ، وحوالي 50 شركة ومؤسسة ألمانية تتواجد في إيران، هناك أكثر من 12 الف ممثل لشركات ألمانية في إيران، بالإضافة إلى أن العديد من الشركات الألمانية المشهورة مشتركة في المشروعات الإيرانية ، خاصة في مجال البتروكيماويات.
محطات هامة ارتكز عليها الاتفاق النووى، مستندا إلى الرغبة الظاهرة فى التعاون من أجل كبح جماح إيران النووى ، إلا إن كل هذه العوامل لم تكن قادرة على حماية الاتفاق وجعلها سارى المفعول ، ففي 8 مايو عام 2018، انسحبت الولايات المتحدة من خطة العمل الشاملة المشتركة ، المعروفة بشكل غير رسمي باسم "صفقة إيران" أو "الاتفاق النووي الإيراني" ، ووصف الرئيس دونالد ترامب الإتفاق بأنه كارثى ، معلنا انسحاب بلاده منه ، وإعادة العمل بالعقوبات عليها ، مهددا طهران بمشاكل كبيرة إذا واصلت أنشطتها النووية، لكنه أبدى استعداده للمفاوضات على اتفاق جديد.