• انتخابات البرلمان الأوربي شهدت تراجعا لافتا للاحزاب التقليدية الكبرى لحساب قوى جديدة
    انتخابات البرلمان الأوربي شهدت تراجعا لافتا للاحزاب التقليدية الكبرى لحساب قوى جديدة

القاهرة في 29 مايو /أ ش أ/ تقرير شحاتة عوض .. (مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط)

حملت انتخابات البرلمان الأوروبي الأخيرة، رسائل سياسية صاخبة عديدة سيكون لها صداها وانعكاساتها على المشهد السياسي في أوروبا خلال السنوات المقبلة، سواء فيما يتعلق بالفائزين والخاسرين في تلك الانتخابات، ومستقبل الأحزاب التقليدية في مواجهة التيارات السياسية الجديدة، أو فيما يخص مستقبل اليمين المتطرف في أوروبا وتأثيرات صعوده على مستقبل الاتحاد الأوروبي ككل.
أولى هذه الرسائل كان التراجع اللافت والقوى للأحزاب التقليدية الكبرى( يمين ويسار الوسط )، والتي هيمنت على البرلمان الاوربي لعقود، وذلك لحساب تيارات وقوى سياسية اخرى على رأسها أحزاب اليمين والشعبويين من ناحية، والقوى الليبرالية والخضر من ناحية اخرى.
ورغم أن المحافظين والاشتراكيين لا يزالون يشكلون أكبر كتلتين في البرلمان الأوروبي، إلا أن انتخابات 2019 أفرزت، كما يرى مراقبون ومحللون ، خارطة سياسية جديدة للمرة الأولى منذ أربعين عاما، إذ يبدو أن أحزاب يسار الوسط ويمين الوسط التقليدية التي تصدرت المشهد السياسي داخل الاتحاد الأوروبي لعقود طويلة، فقدت أغلبيتها لأول مرة في البرلمان الأوروبي، وصارت بحاجة للتحالف مع قوى سياسية صاعدة كالليبراليين والخضر.
ففي ألمانيا على سبيل المثال تراجعت نتائج حزبي الوسط الرئيسيين، حيث تراجع نصيب حزب المستشارة أنجيلا ميركل، الحزب الديمقراطي المسيحي، من 35 في المئة من الأصوات في عام 2014 إلى 28 في المئة، في حين انخفضت نسبة حزب الاتحاد الاشتراكي الديمقراطي الاجتماعي من 27 في المئة إلى 15.5 في المئة، وفي فرنسا منى حزب الرئيس إيمانويل ماكرون بخسارة كبيرة أمام التجمع الوطني اليميني بزعامة مارين لوبان، أما في بريطانيا فقد تعرض حزبا المحافظين والعمال لخسارة كبيرة في الانتخابات في مواجهة الأحرار الليبراليين وحزب بريكست الصغير.
ورغم أن هذه الانتخابات شكلت ضربة للأحزاب المؤيدة للاتحاد الأوروبي، والتي تضم قوى يمين الوسط واليسار، لاسيما في دول كبرى في أوروبا مثل فرنسا وإيطاليا، إلا أن هذه الأحزاب، لا تزال قادرة على الحفاظ على الأغلبية داخل البرلمان الأوروبي، ولكنها أصبحت بحاجة لإقامة تحالفات جديدة مع الليبراليين والخضر، المؤيدين للاتحاد الأوروبي، وذلك لضمان الأغلبية المريحة داخل البرلمان الأوروبي لاسيما في ظل المكاسب التي حققتها قوى اليمين المتطرف.
ويرى مراقبون أن نتائج انتخابات البرلمان الأوروبي تشير إلى خريطة جديدة لموازين القوى داخل البرلمان، خصوصا بعد المكاسب الكبيرة التي حققتها أحزاب الخضر، والتي تشير الاستطلاعات إلى أن هذه الأحزاب ستقفز من 50 مقعدا في البرلمان السابق إلى حوالي 67 مقعدا في البرلمان الجديد.
أما الرسالة السياسية الثانية التي حملتها انتخابات البرلمان الأوروبي الأخيرة فهي المكاسب الكبيرة التي حققتها الأحزاب الشعبوية واليمينية المتطرفة في هذه الانتخابات في بعض البلدان الأوروبية ولاسيما في فرنسا وإيطاليا وبريطانيا.
لمتابعة تقارير مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط يرجى الاشتراك في النشرة العامة للوكالة
/ أ ش أ /