• مادورو وجوايدو
    مادورو وجوايدو

القاهرة في 6 مايو/أ ش أ/ تقرير: أحمد تركي، مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط
أكد فشل محاولة الإنقلاب التي قام بها زعيم المعارضة في فنزويلا، خوان جوايدو على نظام الرئيس نيكولاس مادورو، أن فنزويلا ـ بما لا يعد مجال للشك ـ باتت ساحة لممارسة صراع النفوذ الدولي بجدارة، وذلك على خلفية التلويح الأمريكي مجدداً بالتدخل العسكري لإزاحة نظام مادورو، ونقل السلطة للمعارضة بقيادة جوايدو، ومعارضة روسيا أية تدخل عسكري في فنزويلا.
تزايد صراع النفوذ
وعلى إثر ذلك تفاقم حدة الصراع بين القوي العالمية بشأن من تكون له اليد الطولى في الشأن الفنزويلي، وتحديداً بين واشنطن وموسكو.
فقد أكد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أن التدخل العسكري "ممكن" و"مطروح على الطاولة" في فنزويلا، و"إذا كان ذلك ضرورياً، ستنفذه الولايات المتحدة".
وكان الوزير الأمريكي ذكر أن موسكو أثنت مادورو عن مغادرة كراكاس متجهاً إلى هافانا للإقامة فيها منفياً. وقال في إشارة الى الرئيس الفنزويلي: "كانت طائرته على المدرج وكان جاهزاً للمغادرة وفق ما علمنا، لكن الروس أشاروا عليه بضرورة البقاء".
أما مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون فنبه الى أن "الروس يودون السيطرة على بلد في هذا الجزء من العالم"، وأضاف: "الأمر لا يتعلّق بالأيدولوجيا، بل إنها سياسة السلطة القديمة. وهذا سبب وجود عقيدة مونرو التي نحاول التخلص منها في هذه الإدارة.
وعقيدة مونرو هي سياسة أمريكية من القرن التاسع عشر، تعارض تدخل القوى الأوروبية في الجزء الغربي من الكرة الأرضية، وفُعِل لاحقاً لتبرير تدخل الولايات المتحدة في أميركا اللاتينية.
ورغم التأييد الذي يتلقاه ترامب في موقفه المؤيد لإزاحة نظام مادورو والمطالبة بانتقال ديمقراطي للحكم، إلى أن عدداً من أعضاء الكونجرس عبروا عن قلقهم من أي تركات عسكرية يمكن أن تقوم بها الولايات المتحدة الأمريكية.
وقد أكد اليوت انجيل رئيس لجنة الشئون الخارجية التابعة لمجلس النواب الأمريكى أن الكونجرس لن يوافق على التدخل العسكرى فى فنزويلا، فبموجب الدستور الأمريكي يتعين على الكونجرس الموافقة على أي عمل عسكري أمريكي في الخارج.
كان المسؤولون الأمريكيون قد أشاروا عدة مرات، بأن واشنطن قد تلجأ إلى استخدام القوة لإرغام مادورو على التنازل عن الحكم، أو إذا ما أقدم على فض المظاهرات الشعبية المعارضة له بالقوة. وقد زادت التكهنات باحتمال تنفيذ عمل عسكري أمريكي ضد مادورو، بعدما ظهر مستشار الأمن القومي، جون بولتون، في مؤتمر صحفي في أواخر يناير 2019، وفي يده كراسة ملاحظات مكتوب عليها "5000 جندي إلى كولومبيا".كما رفضت وزارة الدفاع الأمريكية استبعاد العمل العسكري، على الرغم من إصرار المسؤولين الأميركيين على أنه لا توجد خطط لتدخل عسكري حالًيا، مع بقاء كل الخيارات مطروحة، بما فيها العقوبات الاقتصادية وممارسة الضغوط السياسية.
لمتابعة تقارير وتحليلات مركز أبحاث ودراسات أ ش أ" يرجى الاشتراك في النشرة العامة.
/أ ش أ/