• اااليوم الدولي للتفكر في الإبادة الجماعية التي وقعت في رواندا في عام 1994
    اااليوم الدولي للتفكر في الإبادة الجماعية التي وقعت في رواندا في عام 1994

القاهرة في 6 أبريل / أ ش أ / مجدي أحمد ... مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط

يحيي العالم غدا الذكري الـ 25 لليوم الدولي للتفكر في الإبادة الجماعية التي وقعت في رواندا في عام 1994، والتي قتل فيها أكثر من800 ألف شخص قتلا ممنهجا في أقل من 3 أشهر. وكان الضحايا في معظمهم من قبائل التوتسي، ولكن بعضهم كان أيضا من قبائل الهوتو وتوا المعتدلة وغيرها. وجمهورية رواندا وتعني " أرض الألف تل"، هي دولة في شرق أفريقيا بمنطقة البحيرات العظمى الأفريقية لشرق وسط أفريقيا، تحدها تنزانيا شرقاً وأوغندا شمالاً والكونغو الديمقراطية غرباً وبوروندي جنوباً، وهي تعد بالإضافة إلى بوروندي من أقاليم الكونغو الكبير. وفي عام 1994 تجاوز عدد سكان رواندا 7 ملايين نسمة مكونة من : ثلاث فئات عرقية: الهوتو (الذين يؤلفون ما يقرب من 85 % من عدد السكان) والتوتسي (14%) والتوا (1 %).
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد اعتمدت القرار 234/ 58 في ديسمبر 2003 ، والذي بموجبه تقرر تسمية يوم 7 أبريل اليوم الدولي للتفكر في الإبادة الجماعية التي وقعت في رواندا ، وجري الاحتفال لأول مرة عام 2004.

إن مفهوم الإبادة الجماعية ليست شيئا يحدث بين ليلة وضحاها أو دون سابق إنذار. بل هي في الواقع استراتيجية متعمدة. وتدرك آثار الإبادة الجماعية خارج حدود البلد المتضرر منها لأنها تؤثر سلبا على سلامة السكان في المناطق المجاورة وأمنهم. وتأثير جريمة الإبادة الجماعية على الأجيال المقبلة هائل حقا. فاليوم لا تزال آثار الإبادة الجماعية في رواندا ملموسة بطرق مختلفة كثيرة سواء داخل البلد أو في الدول المجاورة، بما في ذلك في المناطق الشرقية من جمهورية الكونغو الديمقراطية. وقد قام المستشار الخاص المعني بمنع الإبادة الجماعية بجمع قائمة بعلامات الإنذار التي تشير إلى تعرض مجتمع من المجتمعات لخطر الإبادة الجماعية أو الفظائع المشابهة. وهي تشمل ما يلي: أن تكون للبلد حكومة شمولية أو قمعية لا تقبض على زمام السلطة فيها إلا فئة واحدة ؛ أن يكون البلد في حرب أو أن تسوده بيئة من عدم احترام القوانين يمكن أن تحدث فيها المذابح بدون أن تلاحظ بسرعة أو توثق بسهولة . إن التقاعس عن منع الإبادة الجماعية له تكاليف باهظة الثمن، سواء من ناحية عدد الأرواح المفقودة أو معاناة الناجين. واليوم، ما زال آلاف الناجين من الإبادة الجماعية يواجهون تحديات كبيرة في إعادة بناء حياتهم. وتشير التقديرات إلى أن 100 ألف – 250 ألف امرأة تعرضن للاغتصاب خلال الأشهر الثلاثة االتي جرت فيها الإبادة الجماعية في رواندا عام 1994. وكثيراً ما يكون الاغتصاب الذي يرتكب في أثناء الحرب منهجياً ويقصد به ترويع السكان وتفتيت شمل الأسر وتدمير المجتمعات. ويستخدم في بعض الأحيان أيضاً لتغيير التركيبة العرقية للجيل القادم، كما يستخدم أحياناً لإفقاد نساء المجتمع المستهدف القدرة على إنجاب مزيد من الأطفال.
ويشكل العنف الجنسي المرتكب خلال الحرب تحديات عديدة للضحايا الناجيات : فيمكن للعار والوصم اللذين يصاحبان الاغتصاب العلني في كثير من الأحيان أن يجبرا الضحية وأسرتها على الهرب من مجتمعهم، تاركين خلفهم الأرض والممتلكات والموارد. وكثيراً ما يترتب على ذلك زيادة فقر هؤلاء النساء وتعرضهن للمزيد من الإيذاء، واحتياجهن إلى المساعدة المالية للوقوف على أقدامهن من جديد ؛ وتواجه النساء وأسرهن أيضاً صدمات نفسية دائمة. فالحرب عادة ما تدمر ذات البنية الأساسية اللازمة لمساعدة هؤلاء النساء، ولا تترك وراءها إلا القلائل من الموجهين والأطباء النفسيين المدربين. وتفتقر المراكز الصحية إلى الموارد والأفراد المدربين ؛ ولهن احتياجات طبية، وخاصة إلى الجراحات الاستبنائية، وقد يلزمهن العلاج من فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز ؛ وهن بحاجة إلى العدالة – إلى الانتصاف لضمان القبض على المعتدين عليهن وعقابهم.

أ ش أ