• قوات أمريكية في منطقة الحدود السورية الأمريكية
    قوات أمريكية في منطقة الحدود السورية الأمريكية

القاهرة في 31 ديسمبر/أ ش أ/تقرير : شحاتة عوض (مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط)

فيما بدا أنه تمهيد للتراجع عن قراره المفاجىء بسحب القوات الأمريكية من سوريا ، أعلن السيناتور الجمهوري البارز ليندسي جراهام زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ والمقرب من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الأخير أبدى استعداده لإبطاء انسحاب قوات بلاده من سوريا وذلك حتى يتم التأكد من هزيمة تنظيم (داعش) بشكل نهائي.
وقال السيناتورجراهام عقب لقاء جمعه مع ترامب لمدة ساعتين أمس الأحد : "إن ترامب تعهد بالبقاء في سوريا لإنهاء مهمة تدمير داعش".. مضيفا : "إن الرئيس مصمم على ضمان أن يكون تنظيم الدولة قد هزم تماما عندما نغادر سوريا".
وعبر جراهام ، الذي وصف في وقت سابق قرار الانسحاب بأنه خطأ كبير ، عن اطمئنانه إلى أن الرئيس ترامب سينفذ هذا الامر بشكل جيد "وبعد التأكد من أن تنظيم داعش لن يعود أبدا والتأكد من حماية القوات الكردية الموالية للولايات المتحدة وضمان ألا تصبح إيران الفائز الأكبر من انسحابنا".
وبينما يرى مراقبون أن هذا التحول الذي تحدث عنه السيناتور جراهام في موقف ترامب من مسألة الوجود العسكري الأمريكي في سوريا ، يعد محاولة من جانب الأخير لاحتواء موجة الغضب التي خلفها قراره المنفرد بالانسحاب حتى في داخل معسكره الجمهوري فإن هذا التحول يعكس في الوقت نفسه حالة الارتباك والتخبط في السياسة الأمريكية تجاه العديد من الملفات الحيوية بالنسبة للولايات المتحدة في ظل الإدارة الحالية ، لاسيما في ظل تفرد الرئيس باتخاذ قرارات استراتيجية دون تشاور كاف مع دوائر صناعة القرار العسكرية والسياسية في البلاد.
وكان ترامب قد أعلن الأسبوع الماضي وبشكل مفاجىء ودون تشاور مع القيادات العسكرية أو قيادات الكونجرس عن سحب القوات الأمريكية المنتشرة في شمال سوريا والبالغ عددها نحو ألفي جندي..مبررا هذا القرار بأنه يأتي بعد هزيمة تنظيم داعش بشكل نهائي في سوريا وانتهاء المهمة التي من أجلها تم نشر هذه القوات.
واتخذ ترامب هذا القرار على الرغم من التحذيرات المتكررة للمسؤولين العسكريين الأمريكيين من مخاطر وتداعيات أي انسحاب متسرع من سوريا سواء لأنه يطلق يد روسيا وإيران في سوريا أو لأنه يعرض القوات الكردية الحليفة لمجزرة على يد الجيش التركي الذي يعتبر هذه القوات تنظيما إرهابيا ويستعد لشن هجوم شامل ضدها.
وقد كان مثيرا للدهشة أن قرار الانسحاب جاء بعد يومين فقط من تصريحات للموفد الأمريكي إلى سوريا جيمس جيفري أكد خلالها أن بلاده باقية في سوريا حتى إلحاق الهزيمة بالدولة الاسلامية والحد من نفوذ إيران في سوريا والتوصل إلى حل سياسي للحرب الأهلية السورية.
لمتابعة تقارير وتحليلات مركز دراسات وأبحاث الشرق الأوسط يرجى الاشتراك في النشرة العامة للوكالة.
/ أ ش أ /