• اليوم العالمي لدورات المياه
    اليوم العالمي لدورات المياه

القاهرة في 14 نوفمبر / أ ش أ / مجدي أحمد ... مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط

يحيي العالم يوم ( 19 نوفمبر) كل عام اليوم العالمي لدورات المياه ، ويأتي احتفال هذا العام 2018 تحت شعار " عندما تناشدنا الطبيعة"، حيث ترتكز الحملة على فكرة أن من غير الممكن أبدا التنكر لحاجات الجسد البشري التي منها قضاء الحاجة. ولإن كثيرون لا يمتلكون مرافق الصرف الصحي، فمعنى ذلك أن وجود الفضلات البشرية غير المعالجة تحول الطبيعة إلى بالوعة مفتوحة. مما يعني أننا نحتاج إلى مزيد من الحلول الطبيعية لمواجهة الأزمة العالمية للمرافق الصحية.

وفي الوقت الراهن، لا يبدو أن العالم يسير في الاتجاه الصحيح نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتحديدا الهدف 6 منها وهو الهدف الرامي إلى إتاحة خدمات الصرف الصحي للجميع، وخفض نسبة المياه العادمة غير المعالجة إلى النصف، وزيادة إعادة التدوير وإعادة الاستخدام الآمن بحلول عام 2030. فلم يزل يعيش اليوم ما يقرب من 4.5 مليار نسمة بدون مرافق صحية مأمونة، في حين لم يزل 892 مليون شخص يمارسون التغوط في العراء. والأثر المترتب على الفضلات البشرية لهذا العدد الهائل من البشر مدمر على الصحة العالم، وظروف المعيشة والعمل والتغذية والتعليم والإنتاجية الاقتصادية في كل أنحاء العالم . وبالتالي فالهدف 6 من أهداف التنمية المستدامة يرمي إلى أن يتمع كل فرد بمرافق صرف صحي مأمونة، وأن تنتهي ممارسة التغوط في العراء تماما بحلول عام 2030 . والفشل في تحقيق هذا الهدف يهدد خطة عمل 2030 برمتها.

وفي محاولة للمساعدة في كسر المحرمات حول دورات المياه وجعل الصرف الصحي أولوية في أجندة التنمية العالمية، حددت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 19 نوفمبر اليوم العالمي لدورات المياه، واعتمدت القرار 291/ 67 والذي أعلن عن اليوم المعنون "الصرف الصحي للجميع" في 24 يوليو 2013، وحث الدول الأعضاء في الأمم المتحدة وأصحاب المصلحة المعنيين على تشجيع تغيير السلوك وتنفيذ السياسات الرامية إلى زيادة فرص الحصول على خدمات الصرف الصحي بين الفقراء، إلى جانب دعوة لإنهاء ممارسة التغوط في الهواء الطلق، حيث يعتبر ذلك ضارا للغاية على الصحة العامة. كما أن الصرف الصحي مسألة تتعلق بالكرامة الأساسية وسلامة المرأة، إذ لا ينبغي لهن أن يكن عرضة للاغتصاب والإيذاء بسبب عدم إمكان حصولهن على مرافق دورات المياه التي توفر الخصوصية. ويسلم القرار أيضاً بالدور الذي يؤديه المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية في زيادة الوعي بهذه المسألة. كما يدعو البلدان إلى مناقشة قضايا الصرف الصحي في سياق أوسع بكثير بما يشمل تعزيز النظافة الصحية وإتاحة خدمات الصرف الصحي الأساسية ومعالجة مياه المجاري ومعالجة المياه المستعملة وإعادة استخدامها في سياق الإدارة المتكاملة للمياه.

ويشير شعار "عندما تناشدنا الطبيعة"، فهذا يعني أننا بحاجة إلى دورات مياه. غير أن بلايين الناس ليس لديهم دورات مياه. وهذا يعني أن البراز الآدمي، على نطاق هائل، لا يجمع ولا يعالج ، ويلوث من ثم المياه والتربة اللذين يقيمان حياة الإنسان. إننا نحول بيئتنا إلى بالوعة مفتوحة. يجب علينا أن ننشئ دورات مياه وشبكات للمرافق الصحية تتواءم مع النظم اإليكولوجية. عندما تنادينا الطبيعة فعلينا أن ننصت ونلبي.

أ ش أ