• عادل عبد المهدي يواجه صعوبات كبيرة في مهمة تشكيل الحكومة العراقية الجديدة
    عادل عبد المهدي يواجه صعوبات كبيرة في مهمة تشكيل الحكومة العراقية الجديدة

القاهرة في 8 أكتوبر / أ ش أ/ تقرير شحاتة عوض .. (مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط )

بانتخاب رئيس جديد للبلاد واختيار شخصية سياسية توافقية لتشكيل الحكومة الجديدة ، أنهى العراقيون حالة من الشلل والجمود أصابت المشهد السياسي في البلاد على مدى الشهور الخمسة الماضية في أعقاب اجراء الانتخابات البرلمانية منتصف شهر مايو الماضي. لكن ذلك لا يعني أن الطريق بات ممهدا أمام تشكيل الحكومة العراقية بالنظر الى العقبات والتحديات التي ستواجه رئيس الوزراء المكلف.
ورغم أن اختيار الدكتورعادل عبد المهدي لتشكيل الحكومة الجديدة جاء بتوافق بين الكتل البرلمانية الرئيسية في مجلس النواب ،ولاسيما كتلتي " سائرون " ،التي يتزعمها مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري ، و"الفتح" بزعامة هادي العامري رئيس منظمة بدر ، إلا أن ذلك لا يعني ، انتهاء التباينات في المواقف والحسابات بين هذه الكتل ، ومساعي كل منها لتأكيد أنها الأكبر والأكثر حضورا وتأثيرا في رسم العملية السياسية داخل البرلمان وخارجه .
ويرى مراقبون أن القوى السياسية العراقية بانتخاب رئيس جديد واختيار مرشح لرئاسة الوزاء وقبلهما انتخاب محمد الحلبوسي رئيسا لمجلس النواب ، ربما تجاوزت المرحلة الأسهل في انجاز استحقاقات الانتخابات البرلمانية الاخيرة ، إذ تبدو مسألة تشكيل الحكومة الجديدة المهمة الأكثر صعوبة وتعقيدا ،بالنظر إلى خريطة المشهد السياسي في العراق ، والتركيبة الحالية لمجلس النواب ،وهي تركيبة هشة تضم عددا من الائتلافات والكتل البرلمانية والسياسية المتنافرة سياسيا وعقائديا.
فعلى عكس ما جرت عليه العادة في عراق ما بعد الغزو الأمريكي، وهو أن تسمي الكتلة النيابية الأكبر داخل البرلمان مرشحا لرئاسة الحكومة ، جرى التوافق هذه المرة بين الكتل البرلمانية الرئيسية على تسمية عادل عبد المهدي كرئيس حكومة مستقل ، وهو ما أعتبره المراقبون محاولة من جانب الكتل السياسية لتجاوز عقبة الخلاف فيما حول تسمية الكتلة الأكبر في البرلمان ، والتي لم تحسم حتى الآن.
وفي ضوء ذلك فإن عبد المهدي يجد نفسه خلال مهمة اختيار تشكيلة الحكومة الجديدة ، أمام تحد بالغ الصعوبة ، هو كيفية ارضاء هذه الكتل البرلمانية المختلفة ،التي تسعى جميعها للحصول على تمثيل مؤثر في الحكومة المرتقبة. وفي رأي المحللين فإنه ليس أمام عبد المهدي للخروج من هذا المازق الصعب ، سوى المواءمة السياسية والحزبية والمذهبية والطائفية معا .
لمتابعة تقارير مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط ، يرجى الاشتراك في النشرة العامة للوكالة .
/ أ ش أ /