• منتجات جلدية من أحد مشاريع تخرج مبادرة الست المصرية فى حرفة صناعة الجلود
    منتجات جلدية من أحد مشاريع تخرج مبادرة الست المصرية فى حرفة صناعة الجلود
  • ورشة عمل لاحد سيدات المبادرة أثناء تعلمها حرفة الخياطة
    ورشة عمل لاحد سيدات المبادرة أثناء تعلمها حرفة الخياطة
  • صناعة الحلويات بمبادرة الست المصرية
    صناعة الحلويات بمبادرة الست المصرية
  • منتجات فن تجديد الأثاث وصناعة التحف من أحدى حفلات تخرج مبادرة الست المصرية
    منتجات فن تجديد الأثاث وصناعة التحف من أحدى حفلات تخرج مبادرة الست المصرية

كتبت: دينا موسى

سيدة أعمال ناجحة قررت تحويل "ربات البيوت المصريات " إلى صانعات ماهرات بحرف يدوية غيرت مسار حياتهن إلى الأفضل، وحولتهن إلى طاقة إنتاجية لا يستهان بها من خلال مبادرة أطلقتها منذ عام بعنوان " مبادرة الست المصرية"، ولا يقف دورها عند تخريج دفعات جديدة كل شهر إلى السوق المحلي؛ بل تساعدهن وتقف بجانبهن بكامل قوتها من أجل تعليمهن طرق تسويق إنتاجهن بمهارة عالية.

استطاعت رحيمة الشريف رغم صغر سنها أن تحقق ذاتها فى سوق العمل سريعًا، فقد بدأت فكرة المبادرة عندما رغبت فى توظيف بعض العاملات فى مصنعها المتخصص لصناعة مستلزمات الأطفال، لتكتشف ندرة الأيدي العاملة المدربة بمهارة وتقرر تدريبهن وتلبية احتياجات مصنعها، ومن هنا بدأ الإقبال من قِبل المتدربات على الرغبة فى الخضوع للتدريب، إلا أن مصنعها كان قد اكتفى من توظيف العاملات في ذلك الوقت.

أصرت "رحيمة" على تدريب ربات المنزل وأسندت إليهم العمل من بيوتهن دون الاضطرار إلى التواجد فى المصنع، وقد لاحظت ارتفاع معدل الانتاج لديها، إضافة إلى الجودة العالية للمنتج، وقلة مشاكل العاملات لديها، ومن هنا بدأت الفكرة تسيطر على كيانها وقررت تنفيذها وتطبيقها في كافة المحافظات.

وما دعمها فى تعميم التجربة، إسناد منصب رئيس لجنة التدريب على الحرف اليدوية فى اتحاد مستثمري المشروعات لها، وتنفيذ توصيات الرئيس عبد الفتاح السيسي بتجميع تلك الكوادر وتعليم السيدات المصريات حرف يدوية، مما ساعدها على العمل تحت مظلة قانونية هدفها تدريب مليون سيدة بحلول عام 2019.

بدأت رحيمة المبادرة بتعليم ربات البيوت حرفة الحياكة فقط مستعينة بخبراء لا يستهان بهم فى ذلك المجال، وما لبث أن توسع النشاط ليضم صناعة الجلود، والحلي، وفن تجديد الأثاث وصناعة التحف، وصناعة الحلويات، ليرتفع عدد الدورات التدريبية التي تقدمها من خلال المبادرة إلى 5 حرف.

ومن هنا تم تعميم المبادرة في عدد من المحافظات، حيث استطاعت أن تدرب 50 سيدة فى كل منها وتؤهلهن لسوق العمل وذلك خلال 10 أيام فقط، فقد وفر القائمون على تلك المحافظات كل الامكانات المطلوبة، وتيسير كل الاجراءات والتعاون من أجل تحقيق هدف المبادرة وتقديم هذه الكوادر بصورة لائقة، مما يتيح لهم آفاقا جديدة.

ورغم توقيع الاتحاد برتوكولات تعاون مع الجامعة العمالية فى 26 محافظة تهدف إلى تدريب الطالبات، يظل عائق التسويق لمنتجات المتدربات قائمًا، فالمبادرة لا تستطيع توفير فرص عمل لكل السيدات بل تسعى جاهدة لتعليمهن طرق التسويق إلكترونيا، فلا تزال الخريجات ينتظرن إقامة معارض كبيرة لهن تساعدهن في بيع منتجاتهن؛ لكي يتمكن من الوصول إلى الجمهور العريض بصورة أكبر وتوثيق علاماتهن التجارية فى السوق المصري.

وتطمح رحيمة إلى تعميم المبادرة على قطاع السجون فى مصر من أجل تدريب السجينات على الحرف المختلفة، وتقديم إنتاج جيد يخدم المجتمع ويخدمهن حال خروجهن إلى الحياة الاجتماعية بعد ذلك، فقد قامت المبادرة بتدريب أبناء الغارمات بالتعاون مع الجمعيات المختلفة وخلقت أجواء تكافلية اجتماعية بينهم وبين من يتدربون معهم، حيث لاقت تلك التجربة النجاح الباهر واستطاعت المبادرة خلق جيل قادر على تحمل أعباء الحياة مستخدمين مهاراتهم الحرفية المختلفة التي تعلموها.

رحيمة الشريف ما هي إلا بذرة صغيرة فى أرض خصبة، فلاطالما اجتمع العالم كله على أن مصر لديها قوى عاملة ماهرة متغافلين قوة المرأة وقدرتها على تحدي الصعاب وإثبات الذات حال تقديم يد المساعدة لها وتعليمها؛ لتؤكد على أنها فردًا مؤثرًا فى المجتمع تحقق إنتاجًا قادرًا على غزو السوق المحلي وينافس العالمية.