• الإنتخابات البلدية التونسية شهدت عزوفا لافتا من الشباب عن المشاركة
    الإنتخابات البلدية التونسية شهدت عزوفا لافتا من الشباب عن المشاركة

القاهرة في 7 مايو/أ ش أ/ تقرير: شحاتة عوض (مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط)

بغض النظر عن نتائجها ونسبة المشاركة فيها، فإن إجراء الانتخابات البلدية في تونس هو إنجاز سياسي مهم في حد ذاته، وخطوة أخرى على مسار التحول الديمقراطي الطويل والشاق الذي تعيشه تونس منذ 7 سنوات..إذ يرى المراقبون أن انتخابات المجالس البلدية ستعزز عملية الانتقال الديمقراطي في البلاد من خلال إخضاع السلطات المحلية للمحاسبة والمساءلة من قبل ممثلي هذه المجالس، كما أنها ستسهم في دفع عملية التحول لنظام اللامركزية في تونس بعد عقود من سيطرة الحكومة المركزية على سلطة القرار.
وينص الدستور التونسي الحالي على تكريس لامركزية السلطة في البلاد، وهو أحد المطالب التي رفعتها الثورة التونسية التي انطلقت في الأساس من المناطق الفقيرة والنائية، ومن المنتظر أن تتولى المجالس البلدية المنتخبة مسؤولية شؤون البلديات والتي كان يشرف عليها مسؤولون معنيون من جانب الحكومة منذ عام 2011.
وكان مجلس النواب التونسي قد أقر في شهر أبريل الماضي قانون المحليات أو ما يعرف بالجماعات المحلية، والذي يمنح البلديات لأول مرة صلاحيات واسعة وقدرا كبيرا من الاستقلالية في إدارة شؤون المناطق المحلية .
قد جاءت الانتخابات البلدية التونسية بعد ولادة عسيرة لأسباب عديدة منها إدارية تارة لوجستية إلى جانب الخلاف بين القوى السياسية التونسية أدت لتأجيلها أكثر من مرة، قبل أن يتم الاتفاق في النهاية على أن تكون في 6 مايو 2018، كما أنها أتت في ظل أوضاع اقتصادية واجتماعية صعبة ألقت بظلالها على الأحوال المعيشية للتونسيين.
ليس أدل على صعوبة الظرفين السياسي والاقتصادي اللذين جرى فيهما هذا الاستحقاق الانتخابي، أكثر من الانخفاض اللافت في نسبة المشاركة في هذه الانتخابات فمقارنة بالانتخابات البرلمانية التي شهدتها تونس عام 2014 وبلغت نسبة المشاركة فيها 69%، فإن هذه النسبة في الانتخابات البلدية كانت أقل من 34% من إجمالي الناخبين التونسيين المسجلين في كشوف الانتخابات، والذين يزيد عددهم على 5 ملايين ناخب، حسب الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس، صحيح أن ثمة فارقا جوهريا وكبيرا بين الانتخابات البرلمانية والبلدية لكن التفاوت الكبير بين نسبة المشاركة في الحالتين لايخلو من دلالات سياسية مهمة.
لمتابعة تقارير مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط كاملة يرجى الاشتراك في النشرة العامة للوكالة.
/أ ش أ /