• مصرى
    مصرى

شادية محمود
هوية المصريون الوطنية لاتزال أقوى من أن تهددها اخطار ماحقه تحت محاولات الانسلاخ المتجدد

القاهرة فى ٢ فبراير أ ش أ //٠٠٠تقرير شادية محمود ( مركز دراسات وأبحاث الشرق الأوسط )
يثمن الرئيس عبد الفتاح السيسى دوما شجاعة أبناء مصر ، وصبرهم وتحملهم للإجراءات الاقتصادية ويتعهد باستكمال بناء الدولة ، ومن جانبهم يعى أبناء هذا الوطن جيدا نعمة الوطن ويقدرون المساعى المبذولة من رئيسه وجيشه وشرطته لإعادة الأمن والاستقرار له ، فالوطن هو النعمة الكبرى التى تقر بها العين في ظل أمنها وأمانها، ففيه تنمو المودة والأنس ، ويتأصل الشوق إليه أينما توجهت بوصلة الرزق، يشتاق القلب حنينا لحضنه ولذكرياته، ويسرح الخيال في أماكنه ودروبه ومساكنه ، والجميع يشتاق إليها مهما بعدت المسافات، ويحركهم الحنين للعودة والشرب من نيلها مهما قست الظروف، فمن النعم العظيمة التى يتمتع بها المصريون ولا يشعر الكثيرون بمعناها، نعمة أن يكون لنا وطن آمن يحمينا ونسكن به ٠
فهذه هي مصر، التي أنجبت عمالقة التاريخ والحرب والعلوم والفلسفة والفنون والثقافة، ويخطئ من لا يعرف قدرها، أو يتوارى لديه حبها تحت وطأة اليأس والمعاناة والتضخم وارتفاع الأسعار، فكل ذلك أشواك على طريق إعادة البناء ستزول حتما عند قطف الثمار ٠
الهوية الوطنية جزء لا يتجزءا من الكيان النفسي، حيث تؤكد البحوث فى مجال علم النفس الحضاري، أن التنشئة الاجتماعية للصغار تبدأ قبل الميلاد، وأن التنشئة ذات الصياغة الحضارية تتجه فى المقام الأول إلى إحداث تغيرات وتعديلات منتقاة لمجموعة من المعطيات البيولوجية التي يتزود بها المولود كرصيد فطرى وراثي، ويتمثل جوهر الهوية الوطنية فى الجذور النفسية التاريخية والحضارية، والاثنان معا يمثلان الشفرة النفسية للإنسان.
وبقدر مشاعر حب الإنسان لوطنه، يتفانى في خدمته، ويحرص على مصالحه ، ويكد ويجتهد فى عمله بما يفيض به قلبه من الحب للأهل والوطن، فمصر التى تنعم بالاستقرار، والمحمية مما تعرضت منه دول أخرى مجاورة من تمزق وفوضى وشتات، وينتشر فيها الوقت الحاضر داء بين الشباب بصفة خاصة ، يسمى "الانسلاخ المتجدد من الهوية المصرية"، ودعوات متجددة صباح مساء، في كل محفل وتجمع أو حديث يتطرق للمستقبل، ويفصح هذا الداء عن نفسه من خلال مظاهر عده منها النقد الذاتي الهدام، والهجرة النفسية و المكانية أو الجغرافية، ورغم ذلك فلا تزال الهوية المصرية لدى الأغلبية العظمى من الشعب مترسخة ومتغلغلة فى الوجدان ، يتمسكون بوطنيتهم بدرجة أقوى من أن تهددها إخطار ماحقه تحت عنوان محاولات الانسلاخ المتجدد.
للحصول على التقارير كاملة يرجى الاشتراك فى النشرة العامة
شادية محمود المشرف على المركز